مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجلس الأمن يجدد حظر إرسال السلاح الى اليمن بعد فيتو روسي ضد ادانة ايران

مجلس الامن الدولي ملتئما في نيويورك في 24 ت1/اكتوبر 2017. afp_tickers

اعتمد مجلس الأمن بالاجماع الاثنين قرارا يجدد الحظر المفروض على نقل السلاح الى اليمن ولكنه لا يتضمن اي اشارة الى إيران، وذلك بعد ان استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني يجدد الحظر ويندد في الوقت نفسه بايران المتهمة بتسليح الحوثيين.

وسعت بريطانيا لتضمين القرار عبارة “قلق خاص” من المجلس بخصوص تقرير أممي وجد ان ايران انتهكت حظر الاسلحة على اليمن في العام 2015.

واذا كان التقرير الذي اعده خبراء تابعون للامم المتحدة اعتبر ان ايران لم تمنع وصول هذه الصواريخ الى اليمن، فانه يؤكد ايضا ان الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي اتاحت نقل الصواريخ الى الحوثيين في اليمن.

وصوتت 11 دولة على مشروع القرار، الذي دعمته الولايات المتحدة بشدة، قبل ان تستخدم روسيا الفيتو ضده. وامتنعت الصين وكازخستان عن التصويت، فيما صوتت بوليفيا ضد مشروع القرار.

ويستلزم تمرير أي قرار من مجلس الأمن موافقة تسعة من اعضائه الخمسة عشر، مع عدم وجود تصويت بالفيتو من أي من الاعضاء الخمسة الدائمين وهم بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة.

وبعد الفيتو الروسي، تم اعتماد قرار بالاجماع اكتفى بتجديد الحظر على نقل السلاح الى اليمن من دون الاشارة الى ايران.

ويعتبر هذا الامر بمثابة صفعة للولايات المتحدة وحلفائها الذين ضغطوا خلال المشاورات لتجديد الحظر من اجل تحميل طهران مسؤولية تسليم الحوثيين صواريخ ايرانية الصنع استخدمت لقصف السعودية عام 2017.

وبعد ساعات من المفاوضات للوصول لحل وسط، أوضحت روسيا ان لديها تحفظات قوية على نتائج هذا التقرير، وأكدت أنها لن تدعم قرارا يشير إليه.

وتعتبر روسيا ان تقرير الامم المتحدة لا يحمل ادلة على تورط مباشر للسلطات الايرانية في ايصال الصواريخ الى اليمن. كما ترى ايضا ان قطع الصواريخ التي عرضتها واشنطن، حتى ولو كانت ايرانية الصنع، فهي لا تكفي للدلالة على ان ايران قامت بدور مباشر في نقلها الى اليمن في خرق لقرار الامم المتحدة الصادر عام 2015.

وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبينزا أمام المجلس “لا يمكن ان نوافق بنتائج غير مؤكدة وأدلة تحتاج إلى تحقق ومناقشات داخل لجنة العقوبات”.

وحذر من ان استهداف إيران قد يؤدي إلى “عواقب عدم استقرار خطيرة” في الشرق الأوسط بمفاقمة التوتر بين السنة والشيعة.

– اتهام أميركي لروسيا –

وتنفي ايران بشكل دائم ان تكون زودت الحوثيين بصواريخ، مؤكدة ان دعمها لهم سياسي حصرا، رغم مزاعم الولايات المتحدة والسعودية ان صلات طهران بالحوثيين لا يمكن انكارها.

وبعد الفيتو الروسي، اتهمت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي في بيان روسيا بحماية “النظام الايراني الراعي للارهاب” وحذرت من مزيد من الاجراءات ضد إيران.

وقالت هايلي التي تقوم برحلة إلى هندوراس “إذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو لمنع اي اجراء ضد سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار (في المنطقة)، فالولايات المتحدة وشركاؤها سيضطرون لاتخاذ اجراءات ضد ايران لا يمكن لروسيا منعها”.

واتهمت هايلي إيران بنشر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع في العام 2015.

من جهتها، اتهمت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة الولايات المتحدة وبريطانيا بالدفع بـ”مشروع قرار غير مبرر” لتمرير اجندة سياسية مناهضة لايران.

وقالت البعثة في بيان إن إيران “ترفض بشكل قطعي المزاعم حول نقل الأسلحة إلى اليمن”، واصفة مشروع القرار بمحاولة “لتشتيت” الاهتمام عن “الوضع الانساني الكارثي” في اليمن.

وادت حملة عسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين الشيعة منذ آذار/مارس 2015، لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وتقول الامم المتحدة ان 22,2 مليون يمني (76% من السكان) بحاجة الى المساعدة بزيادة 1,5 مليون شخص خلال الاشهر الستة الماضية.

وتشير الامم المتحدة الى ان خطر حصول مجاعة في تزايد، اذ يعاني 8,4 ملايين شخص من الجوع في مقابل 6,8 ملايين في 2017. وتشمل هذا الارقام اكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من اصل 95 هي الاكثر تعرضا لخطر المجاعة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية