مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل القيادي في حزب الله سمير القنطار في غارة نسبت الى اسرائيل قرب دمشق

دمار جراء غارة على مبنى ادت الى مقتل القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار في جرمانا في 20 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

قتل القيادي في حزب الله سمير القنطار الذي امضى نحو ثلاثين عاما في السجون الاسرائيلية ويشارك في القتال في سوريا منذ اكثر من عامين في غارة جوية استهدفته ليل السبت قرب دمشق واتهم الحزب اسرائيل بشنها.

وفي اولى ردود الفعل الاسرائيلية، رحب مسؤولون سياسيون وعسكريون بمقتل القنطار (54 عاما)، ولكن من دون اعلان مسؤولية الدولة العبرية عن تنفيذ هذه العملية.

واعلن حزب الله في بيان الاحد انه “عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت (20,15 تغ) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين”.

والقنطار درزي يتحدر من بلدة عبيه الواقعة جنوب شرق بيروت، وهو معتقل سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاما، ويلقب ب”عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية”، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد ادانته بقتل ثلاثة اسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا (شمال اسرائيل) عام 1979.

وكان القنطار يبلغ من العمر حينها 16 عاما ومنضويا في صفوف “جبهة التحرير الفلسطينية”. وافرج عن القنطار في اطار صفقة تبادل مع حزب الله عام 2008.

ونشرت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها “استشهاد عميد الاسرى المحررين سمير القنطار الليلة الماضية جراء قصف صاروخي ارهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق”.

واعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان “استهداف الشهيد القنطار هو استهداف محور المقاومة والصمود”، مضيفا ان “دماءه التي روت تراب سوريا الغالي دليل اخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني”.

– مسؤوليات قيادية-

وتولى القنطار (54 عاما) الموجود في سوريا منذ اعلان حزب الله تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في احدى المجموعات التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل جزءا منها.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل الى جانب القنطار احد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان.

وشغل القنطار وفق المرصد منصب “قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان” التي اسسها حزب الله منذ نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان.

وقتل ستة عناصر من حزب الله اللبناني ومسؤول عسكري ايراني، في غارة شنتها اسرائيل في كانون الثاني/يناير على منطقة القنيطرة جنوب سوريا. وكان من بين القتلى جهاد مغنية نجل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي قتل في تفجير سيارة مفخخة استهدفه في دمشق في 2008.

وافاد معارضون سوريون حينها بان قتلى حزب الله كانوا من اعضاء المجموعة التي ينشط القنطار في اطارها.

واشار المرصد السوري الى ان “الطيران الاسرائيلي استهدف القنطار في اوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية من دون ان يتمكن من قتله”.

ويعد حزب الله حليفا رئيسيا للنظام السوري ويقاتل الالاف من عناصره الى جانب قوات النظام على جبهات عدة منذ بدء النزاع السوري الذي تسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص.

وقال احد اصدقاء عائلة القنطار لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان “سمير انتقل الى سوريا منذ اعلان حزب الله قتاله الى جانب قوات النظام وكان يقاتل في صفوفه”، مضيفا بأسى “كانت عائلته تتوقع مقتله في اي لحظة”.

وللقنطار صبي يبلغ من العمر اربعة اعوام هو ثمرة زواجه من الاعلامية اللبنانية زينب برجاوي عام 2009.

ونعى بسام القنطار شقيقه سمير، وكتب في تغريدة على موقع تويتر صباح الاحد “بعزة وإباء ننعى استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا الى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاما من الصبر في قافلة عوائل الاسرى”.

ويبدو أن إصابة الهدف كانت دقيقة جدا، فقد أدت الصواريخ الثلاثة التي استهدفت أحد أبنية جرمانا لانهيار الواجهة الأمامية فقط للبناء المؤلف من ست طبقات، والى تضرر سيارتين مجاورتين.

وقال أسعد (28 عاما) وهو عنصر في الدفاع الوطني كان موجودا لحظة حصول الغارة لوكالة فرانس برس “بسبب القذائف وقربنا من الغوطة الشرقية، نسمع يوميات أصوات الانفجارات، لكن سمعنا ليل أمس صوت ثلاثة انفجارات مدوية لم نسمع لها مثيلا من قبل، رافقها وميض كبير شاهده كل سكان مدينة جرمانا”.

بدوره قال أحد جيران القنطار في جرمانا طالبا عدم نشر اسمه “كنت أعرفه جيدا وأسلّم عليه أحيانا ومعه شخص يرافقه دائما، بالأمس جاءا إلى المنزل، وكانا قبلها غابا عنه لمدة زادت عن شهرين”.

وشاهد مراسل فرانس برس انتشال جثة إضافية صباح الأحد لترتفع حصيلة الغارة الى أربعة قتلى.

– ردود الفعل الاسرائيلية –

ولم تتبن اسرائيل رسميا تنفيذ الغارة الا ان مسؤولين اسرائيليين رحبوا بمقتل القنطار.

وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية ايليت شاكيد لاذاعة الجيش الاسرائيلي الاحد انه “ارهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (..) ومقتله نبأ سار”.

بدورها قالت سمدار حاران ارملة داني حاران الذي قتله القنطار في 22 نيسان/ابريل 1979 ان “العدالة تحققت، لا سيما واننا نعلم انه واصل انشطته الارهابية منذ اطلق سراحه”.

ورأى الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور ان اسرائيل بعدم اعلان مسؤوليتها تقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها. لكنه اضاف “اذا قام احد بقتله فهذا نبأ سار لاسرائيل” لان القنطار “كان يقوم بدور محوري في جهود حزب الله لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان”.

وكانت اسرائيل توعدت على لسان مسؤول امني كبير بعد اقل من 24 ساعة على اطلاقها سراح القنطار في 2008 في اطار عملية تبادل مع حزب الله، ان “كل ارهابي ارتكب عملا ارهابيا ضد اسرائيل، وخصوصا شخص في مستوى القنطار قتل طفلة وشخصين آخرين، هو هدف”.

وأضاف “اذا كان ثمة احتمال أن تصفي اسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد”.

والقنطار مدرج منذ 8 ايلول/سبتمبر مع ثلاثة من قادة حركة حماس على اللائحة الاميركية السوداء “للارهابيين الدوليين” بسبب ادائه “دورا عملانيا بمساعدة ايران وسوريا في اقامة بنية تحتية ارهابية في هضبة الجولان”.

وخاض حزب الله حربا مدمرة شنها الجيش الاسرائيلي في صيف 2006 في جنوب لبنان تسببت بمقتل اكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، و160 اسرائيليا معظمهم من العسكريين.

ولبنان واسرائيل في حالة حرب، وقد احتلت الدولة العبرية اجزاء عدة من جنوب لبنان لمدة 22 عاما قبل ان تنسحب منه عام 2000 وتبقي على احتلالها لمنطقة مزارع شبعا الحدودية مع الجولان المحتل والتي يدور خلاف حول ما اذا كانت لبنانية ام سورية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية