مقتل بحارين سعوديين في هجوم للحوثيين ضد فرقاطة قبالة اليمن
قتل بحاران سعوديان في هجوم نادر في البحر الاحمر شنه المتمردون الحوثيون ضد فرقاطة سعودية اثناء دورية لها قبالة اليمن، في عملية رأى فيها التحالف العربي “تدهورا خطيرا” في النزاع المتواصل منذ نحو عامين.
وقالت قيادة التحالف بقيادة المملكة السعودية في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الفرقاطة تعرضت “اثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة لهجوم ارهابي من قبل ثلاثة زوارق انتحارية تابعة للمليشيات الحوثية”، من دون ان تحدد تاريخ الهجوم.
واضافت القيادة ان الفرقاطة السعودية “قامت بالتعامل مع الزوارق بما تقتضيه الحالة الا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة مما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق في مؤخرة السفينة حيث تم التحكم بالحريق” واطفائه من قبل طاقم البحارة.
لكن الحادث ادى رغم ذلك الى مقتل اثنين من افراد طاقم السفينة واصابة ثلاثة اخرين بجروح، وفقا للبيان الذي اوضح ان السفينة السعودية “واصلت مهامها الدورية في منطقة العمليات، فيما واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة والتعامل معها”.
ورأى المتحدث باسم التحالف اللواء السعودي احمد العسيري ان “هذا تكتيك جديد ويؤشر الى ان هناك تعاون وثيق اليوم بين القاعدة والمليشيات (الحوثيون)”.
وقال لوكالة فرانس برس “انه تدهور خطير”.
وفي بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية “سبأ” المتحدثة باسم الحوثيين، اعلن المتمردون تبنيهم للعملية من دون ان يوضحوا طبيعة الهجوم وما اذا كانت شنته قوارب “انتحارية”.
وقال البيان نقلا عن “مصدر عسكري” ان “البارجة السعودية (…) تمت اصابتها بدقة عالية بعد عملية رصد دقيق قبالة السواحل الغربية”.
وبثت من جهتها قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين شريط فيديو قالت انه للهجوم وظهرت فيه النيران وقد اندلعت في مؤخرة بارجة حربية. واوضحت القناة ان السفينة تعرضت للقصف في اطار المعارك التي شهدها الساحل اليمني على البحر الاحمر.
– “تطور خطير” –
يسعى التحالف بقيادة السعودية منذ ان بدأ ضرباته ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اذار/مارس 2015، الى فرض سيطرته بشكل كامل على المنافذ البحرية لليمن بهدف منع وصول الاسلحة الى المتمردين المتحالفين مع مناصري الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتوجه السعودية اتهامات الى ايران بتسليح المتمردين الشيعة، وهو ما تنفيه طهران.
واكدت قيادة التحالف في بيانها ان استمرار “المليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية يعد تطورا خطيرا من شأنه التأثير على الملاحة الدولية وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين”.
وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، اطلق صاروخان من اراض يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه سفن اميركية لكنهما وقعا في البحر قبل ان يبلغا الهدف. وردت الولايات المتحدة باستهداف ثلاث محطات رادار تابعة للحوثيين بصواريخ “توماهوك”.
وفي موازاة الهجوم على الفرقاطة، تعرض مبنى لجنة التنسيق والتهدئة التابع للأمم المتحدة في ظهران جنوب السعودية الى هجوم بالقذائف الصاروخية، اطلقها المتمردون الحوثيون ايضا، بحسب وكالة الانباء السعودية.
واوضحت الوكالة ان الهجوم ادى الى اصابة الجندي اول فهد عايض الشمراني باصابات متفرقة نقل على إثرها إلى مستشفى ظهران الجنوب العام. كما تعرض مدخل المبنى الى تهشيم وتضررت سيارات تابعة للبعثة الاممية وسيارات جهات رسمية وسيارات مواطنين.
وادان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في تغريدة الهجوم، موضحا ان المبنى تم تجهيزه “حتى يكون مقرا لأعضاء لجنة التهدئة والتنسيق وللأمم المتحدة تواجد دائم فيه”.
وتابع ان “هذه الحادثة لا تعكس نوايا حسنة”، معتبرا انه “من مصلحة الطرفين اعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية في الأيام المقبلة خاصة وأن تحسن الوضع الأمني سيمهد الطريق لتجديد الحوار السياسي”.