مقتل خمسة متظاهرين برصاص قوات الامن في قرية شيعية في البحرين
قتل خمسة متظاهرين في بلدة الدراز الشيعية غرب المنامة الثلاثاء عندما تدخلت قوات الامن البحرينية لفضّ اعتصام ينفذه محتجون مؤيدون لرجل دين، بحسب ما اعلنت السلطات التي تحدثت ايضا عن اعتقال 286 شخصا.
وتؤجج هذه الاحداث التوترات بين المتظاهرين الشيعة والسلطات السنية في المملكة الخليجية الصغيرة.
وتشهد بلدة الدراز غرب المنامة اعتصاما منذ نحو عام ينفذه محتجون مؤيدون للشيخ عيسى قاسم، اهم مرجعية للشيعة في البحرين، والذي خضع لمحاكمة غيابية بتهم فساد. ويقيم الشيخ قاسم في منزله في البلدة التي تتحكم الشرطة بمداخلها.
واعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان انها نفذت الثلاثاء “عملية أمنية بقرية الدراز بهدف حفظ الأمن والنظام العام وإزالة المخالفات القانونية التي كانت عائقا أمام حركة المواطنين وأدت إلى تعطيل مصالحهم”.
وقالت في بيان اخر مساء “وقعت في صفوف الخارجين عن القانون خمس حالات وفاة جاري التحقيق في اسبابها” خلال مواجهات اندلعت بعدما “تفاجات بمقاومة من قبل عدد من الخارجين عن القانون والذين استخدموا القنابل اليدوية والاسياخ الحديدية والاسلحة البيضاء”.
كما تحدثت عن اصابة 19 رجل باصابات متفرقة.
والقت قوات الامن خلال العملية القبض على 286 شخصا، من دون ان تؤكد ما اذا كانت قد تمكنت من ازالة الاعتصام بكامله. لكنها تحدثت عن “نجاح” العملية مشيرة الى انها استطاعت “إزالة كل ما يعطل مصالح المواطنين ويعيق حركتهم من حواجز وإغلاق للشوارع”.
وافاد شهود عند بداية العملية الامنية الى ان قوات الامن اطلقت النار والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المعتصمين في محاولة لتفريقهم، بينما رد المتظاهرون بالقاء قنابل مولوتوف.
وفي وقت سابق كان مركز البحرين للحقوق والديموقراطية قد تحدث عن مقتل متظاهر واحد خلال العملية الامنية.
واوردت منظمة العفو الدولية ان المتظاهر الذي قضى واسمه محمد زين الدين (39 عاما) اصيب في رأسه برصاص الخرطوش مؤكدة ان قوات الامن اصابت ايضا مئات الاشخاص واعتقلت 280 اخرين.
ودعت المنظمة الى تحقيق مستقل حول استخدام “مفرط للقوة” ضد متظاهرين سلميين.
في واشنطن، عبّر مسؤول في الخارجية الاميركية لوكالة فرانس برس عن “قلق” الولايات المتحدة داعيا “جميع الاطراف الى ضبط النفس”.
– ملطخة بالدماء –
واتهم الشيخ قاسم بانه اودع في حساب شخصي عشرة ملايين دولار من اموال جمعها بشكل مخالف لاحكام القانون. وكان متهما ايضا بالاحتفاظ بمبالغ أخرى لديه وبشراء عقارات باكثر من مليون دولار.
والاحد حكمت محكمة في المنامة على قاسم بالسجن مدة سنة مع وقف التنفيذ بعد ادانته “بجمع الأموال بالمخالفة لأحكام القانون” و”غسل الأموال” التي تم جمعها، كما ذكر مصدر قضائي. كما حكمت عليه بدفع غرامة قدرها مئة الف دينار بحريني (265 الف دولار) و”مصادرة الأموال المتحفظ عليها”.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية ان النيابة تنوي استئناف الحكم.
جاءت العملية الامنية بعد يومين من لقاء ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الرياض، في اجتماع اكد خلاله ترامب ان التوتر مع الخليج لن يتكرر في عهده، من دون ان يتطرق علنا الى مسالة حقوق الانسان في المملكة الخليجية الصغيرة.
وقال ترامب في بداية اللقاء مع الملك البحريني “شرف عظيم ان ألتقيكم”، مضيفا “كانت هناك بعض التوترات، لكن لن يكون هناك اي توتر مع هذه الادارة”.
ورد الملك حمد بالقول ان البحرين والولايات المتحدة يتشاركان منذ 120 سنة “علاقات بنيت على أسس جيدة، من التفاهم المتبادل الى الاستراتيجية التي عملنا في ظلها وقادت الى استقرار كبير في المنطقة”.
واعتبر مركز البحرين للحقوق والديموقراطية ان ترامب “منح الملك شيكا على بياض لمواصلة القمع ضد شعبه”، مضيفا “ايدي الادارة الاميركية ملطخة بالدماء كونها توفر للنظام البحريني الاسلحة من دون قيد او شرط”.
وفي هذا السياق كتب وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في تغريدة على حسابه في تويتر ان “اولى النتائج الملموسة” لزيارة ترامب الى الرياض “اعتداء دام على المتظاهرين السلميين” في البحرين.
وتشهد المملكة اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج في شباط/فبراير 2011 في خضم احداث “الربيع العربي” قادتها الغالبية الشيعية التي تطالب قياداتها باقامة ملكية دستورية في البحرين التي تحكمها سلالة سنية.
وفي مواجهة هذه الاحداث، أصدرت المحاكم البحرينية احكاما بالاعدام بحق العديد من المتهمين، وأحكاما بالسجن لفترات متفاوتة تصل الى السجن المؤبد بحق عشرات بتهمة تشكيل “خلايا ارهابية”.
في نيسان/ابريل، صادق ملك البحرين على تعديل دستوري يلغي حصر القضاء العسكري بالجرائم التي يرتكبها عسكريون، ويفتح الباب لمحاكمة مدنيين أمام المحاكم العسكرية.