مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توجه سويسري لتعزيز العلاقات الإقتصادية مع قطر والأردن

السيدة دوريس لويتهارد رئيسة الكنفدرالية لعام 2010 ووزيرة الإقتصاد في الحكومة السويسرية Keystone

تستعد دوريس لويتهارد، وزيرة الإقتصاد ورئيسة الكنفدرالية لأداء زيارة رسمية إلى دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية ابتداء من يوم الأحد 3 اكتوبر 2010، بهدف توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية مع البلديْن العربيين.

ففي الدوحة من المنتظر أن تلتقي لويتهارد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد، والشيخ حمد بن جاسم بن جابر، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ، وسوف تتركّز المحادثات على الوضع المالي وعلى آخر التطوّرات في الساحة الدولية وفي مجال الإقتصاد العالمي، أما في عمان، فسوف تلتقي الوزيرة السويسرية الملك عبد الله وكبار المسؤولين الأردنيين ومجموعة من رجال الأعمال.

ويأتي الإهتمام السويسري بهاتيْن الدولتين لدور الوساطة الذي باتت تلعبه قطر من أجل التوصّل إلى حلول سلمية للعديد من النزاعات العربية والإفريقية، كالنزاع في إقليم دارفور، والخلاف الداخلي الفلسطيني، والتقريب بين الفرقاء في لبنان، وهو دور يقترب كثيرا من توجهات السياسة الخارجية السويسرية ذات التقاليد العريقة في مجال الوساطات الحميدة.

أما بالنسبة للأردن فهي محطة ضرورية لفهم الوضع السياسي والإنساني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يرتبط بمسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والأوضاع الميدانية للاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه وفي البلدان المجاورة. كما أن الأردن يظل إحدى البوابات للولوج إلى العراق على المستويين الإقتصادي والسياسي.

من أجل توثيق العلاقة

تؤكد إيفلين كوبلت، الناطقة بإسم وزارة الاقتصاد السويسرية من خلال اتصال أجرته معها swissinfo.ch، على أهمية العلاقة بين سويسرا وقطر، وتقول: “إن العلاقة بين البلديْن متميّزة، وشهدت نموا متصاعدا في السنوات الأخيرة، وفي هذا الإطار وقّع البلدان اتفاقية للتبادل التجاري الحر في يوليو 2009، من المنتظر أن تدخل حيّز النفاذ قريبا، وكذلك اتفاقية لمنع الإزدواج الضريبي في سبتمبر من نفس العام”.

من جهة أخرى، شهدت السنوات الماضية إبرام اتفاق سويسري قطري في مجال النقل الجوي (1995)، وآخر في مجال حماية الاستثمارات، ومذكّرة للتفاهم في مجال البحث العلمي والتعليم (2004).

بالتوازي مع ذلك، سجلت المبادلات التجارية بين البلديْن نموا مطردا، ولم تتأثر بتداعيات الأزمة المالية العالمية. فالإقتصاد السويسري، خرج معافى من تلك الأزمة، بفضل إجراءات حكومية صارمة، فيما ظل الإقتصاد القطري إحدى أكثر الاقتصاديات في العالم نشاطا وحيوية، حيث بلغت نسبة نموه منذ بداية العام الجاري 14.2%، ويعود ذلك في جزء منه لتنويع استثماراته وتعزيزها في حقول الغاز الطبيعي، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط ومشتقاته.

وأشار بيان صادر عن وزارة الاقتصاد السويسرية بمناسبة هذه الزيارة إلى أن قيمة الصادرات السويسرية إلى قطر سنة 2009، بلغت 593.2 مليون فرنك سويسري (أي بزيادة 17.2% مقارنة بعام 2008). وتشكلت تلك الصادرات أساسا من الآلات والأجهزة المتطوّرة، والأحجار الكريمة المصنعة، والمعادن الثمينة، والمجوهرات، والساعات، والعقاقير والأدوية.

أما بالنسبة للواردات السويسرية من قطر، فقد حققت نموا بلغ 58% سنة 2009، لتبلغ قيمتها 157.1 مليون فرنك سنة 2009، بعد تراجع نسبي في السنة التي سبقتها، لكن السيدة كوبلت تعترف – رغم ذلك – بأن “حجم التبادل التجاري مع قطر لا يضاهي مثلا مبادلاتها مع البلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي”.

من أجل تنشيط التبادل

أما في عمان، فتتصدّر أولويات الزيارة توقيع اتفاق إطاري بين الأردن وسويسرا، تقوم بمقتضاه هذه الأخيرة بتزويد المملكة بأسطول يتشكل من مائة سيارة إسعاف، مهيئة للتلاؤم مع الأوضاع المناخية والجغرافية بالأردن.

وتلتزم الدولة المصدّرة بتكوين وتدريب الإطار الصحي الذي سوف يستخدم التجهيزات المتطوّرة التي زوّدت بها هذه السيارات، فيما يغطي هذا البرنامج التكويني جميع مراحل عملية الإسعاف بدءً من وقوع الحادث إلى حين إيداع المصاب بإحدى المستشفيات. وتقول إيفلين كوبلات الناطقة بإسم وزارة الإقتصاد السويسرية: “إنه اتفاق مهم لأنه سوف يسدّ احتياجات جميع مناطق المملكة للخدمات الصحية المستعجلة”.

كذلك تهدف وزيرة الاقتصاد من خلال زيارتها إلى تنشيط وتحفيز التبادل التجاري بين البلديْن خاصة بعد أن تراجعت الواردات السويسرية من الأردن بنسبة 35.5% سنة 2009، ولم ترتفع قيمة الصادرات السويسرية إلا بنسبة 4.4% في نفس الفترة.

وبهذه المناسبة سوف يطّلع وفد رجال الأعمال السويسريين الذي يرافق الوزيرة في زيارتها الشرق أوسطية على فرص الإستثمار المتاحة في الأردن، وعلى الإمتيازات التي من الممكن أن تحصل عليها الشركات السويسرية بمقتضى الإتفاقيات المبرمة بين البلديْن وخاصة اتفاق التبادل التجاري الحر الذي وقّع سنة 2002. وتنشط العديد من الشركات السويسرية في الأردن منها شركة ABB وشركة جورج فيشّر، وموفنبيك، ونيستليه، وفوناك، وروش..

وظلت المبادلات التجارية بين سويسرا والأردن في مستوى متدن رغم وجود اتفاقية للتبادل التجاري الحر بينهما. ففي عام 2009، لم تتجاوز قيمة الصادرات السويسرية إلى الأردن 198 مليون فرنك، وتمثلت في الغالب في العقاقير والأدوية، والساعات والمجوهرات، وبعض الآلات والأجهزة المتطوّرة. في المقابل، اكتفت سويسرا بإستيراد ما قيمته 5.8 مليون فرنك من الأردن، وكانت أغلب تلك الواردات أحجار كريمة ومواد ثمينة تستخدم في صناعة الساعات.

الإطلاع على وضع اللاجئين

في السياق نفسه، ستكون هذه الزيارة أيضا مناسبة للرئيسة السويسرية للإطلاع عن كثب عن حصيلة الجهود التي تبذلها برن من أجل تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، والوقوف على مجريات المشروعات الإنسانية التي تموّلها سويسرا عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا UNRWA”، أو عبر الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية.

ولئن نفت كوبلات أي نية لسويسرا حاليا في الزيادة في حجم المساعدات التي تمنحها لصالح اللاجئين الفلسطينيين، فإن لويتهارد سوف تقوم في اليوم الثاني من إقامتها في الأردن بزيارة أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. ويذكر أن سويسرا تقدّم مساعدات للفلسطينيين في الأردن منذ 60 سنة، وهو أقدم برنامج سويسري في مجال المساعدات الإنسانية.

كذلك تستضيف الأردن المكتب الإقليمي للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التي توفّر سنويا 14 مليون فرنك لدعم اللاجئين في المنطقة، تخصص منها 7.2 مليون فرنك للاجئين الفلسطينيين في الأردن.

ومن المنتظر أن تتناول مباحثات ليوتهارد في عمام أيضا مسار عملية السلام في الشرق الأوسط، والإستقرار في المنطقة.

تؤطر العلاقة بين سويسرا والأردن جملة من الاتفاقات الثنائية في مجال النقل الجوي، وتعزيز الإستثمارات وحمايتها، واتفاقيات أخرى في مجال المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي.

كذلك تستضيف الاردن منذ 2001 مكتبا لتنسيق أعمال ومشروعات الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التي تقدم مساعداتها للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط. وهي تعمل في تعاون وثيق مع منظمات الامم المتحدة في المجال الإنساني، وعلى راسها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى المنظمات المحلية الغير حكومية.

كذلك تموّل سويسرا عبر المشروع الإقليمي “مشرق” مشروعات للحوكمة الرشيدة ، وللحصول على فرص للعمل، ولحماية البيئة.

في سنة 2002، أبرمت الاردن اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، التي تنتمي إليها سويسرا. وقد شهدت الصادرات السويسرية إلى الأردن في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة، لكن الوضع لم يكن على النحو نفسه على الجانب الأردني.

يحظى الأردن بأهمية في السياسة الخارجية السويسرية نظرا للدور الذي تلعبه المملكة في الشرق الأوسط، خاصة فيما يرتبط بعملية السلام مع إسرائيل، ولما يتيحه وضعها من إمكانيات التواصل مع العراق المجاور بعد إسقاط النظام السابق من طرف الولايات المتحدة وحلفائها.

في عام 2009، بلغ عدد السويسريين المقيمين في قطر 107 شخصا.

في سنة 2009 بلغ حجم الصادرات السويسرية إلى دولة قطر 593.59 مليون فرنك سويسري. أي بزيادة تعادل 17.3% مقارنة بسنة 2008.

في عام 2009، بلغت قيمة الواردات السويسرية من قطر 155.1 مليون فرنك، اي بزيادة قدرها 58.1% مقارنة بعام 2008.

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية