دراسة: النظام الفدرالي هو تحدّ وليس عقبة في وجه الاستجابة لكوفيد – 19
تعاملت الكانتونات السويسرية مع الوباء بدرجات متفاوتة من النجاح، وفقًا لدراسة أجراها مركز التفكير الليبرالي أفينير سويس، ولكن الوضوح بشأن أدوار ومسؤوليات السلطات المختلفة ضروري لتحسين إدارة الوباء في المستقبل.
“النظام الفدرالي قد اجتاز اختبار الوباء”، وفقًا لتحليل مرحليرابط خارجي حول استجابة الكانتونات للوباء نُشر يوم الأربعاء 15 ديسمبر من قبل مركز التفكير الليبرالي المقرّب من مجتمع الأعمال. وقد أظهرت الدراسة أن العديد من الكانتونات الـ 26 قد حققت أداءً جيدًا في العديد من جوانب إدارة الوباء.
ومع ذلك، لاحظ القائمون والقائمات على الدراسة وجود تحديات “من صنع الذات” في بعض الحالات أو نتيجة أوجه القصور المؤسسية في النظام الفدرالي السويسري.
كما تمت الإشارة إلى أنه “من بين أشياء أخرى، لكي تكون مستعدًا بشكل أفضل لمواجهة الأزمات المستقبلية، يجب أن يتوفر استعداد أكثر شمولاً للأزمات، ووضوح أكبر في توزيع المسؤوليات، وجهود لتمايز الهياكل الفدرالية.”
منذ مارس 2020، عندما أعلنت الحكومة السويسرية وضع البلاد في “حالة استثنائية”، لا زالت الحكومة الفدرالية مسؤولة عن الإعلان عن تدابير على المستوى الوطني للحد من انتشار الوباء. ومع ذلك، لا تزال سلطات الكانتونات تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية عندما يتعلق الأمر بالعديد من جوانب الاستجابة للوباء.
حللت دراسة أفينير سويس استجابة الكانتونات في العديد من الجوانب الرئيسية مثل تتبع المخالطين وإدارة المستشفيات وتوفير التطعيم وتدابير الوقاية في المدرسة. ووجدت أن الفعالية في التعامل مع الوباء اختلفت من كانتون لآخر، حيث تباينت سرعة إطلاق التطعيم بين الكانتونات، مما خلق “انطباعًا بالتردد” استمر أثناء حملة جرعة التطعيم المعزّزة.
ويمكن أيضًا العثور على نُهج مختلفة في الطريقة التي تعاملت بها الكانتونات مع إجراءات الوقاية في المدارس. وتشير الدراسة إلى أن قرار إجراء اختبار كوفيد – 19 يعتمد إلى حد كبير على الموارد المالية والبشرية المتاحة، ففي الفترة التي انتشر فيها الفيروس بكثرة في خريف عام 2021، أجرى كانتونان فقط وهما تسوغ وغراوبوندن اختبارات منتظمة (مرتين في الأسبوع) في المدارس.
الأدوار والمسؤوليات
تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى اثنين من التحديات الرئيسية في إطار النظام الفدرالي، يتعلق أحدهما باستخدام أنظمة مختلفة لإنجاز مهام معينة كتتبع جهات الاتصال وتسجيل البيانات.
أشار مركز التفكير في بيانه إلى أنّه “لم يكن من الممكن ضمان تدفق المعلومات بين الكانتونات لأن لديها أنظمة مختلفة لتتبع جهات الاتصال، وأنّ هناك حاجة ماسة إلى نظام تعقب اتصال يعمل على الصعيد الوطني”.
وسلّط مؤلفو ومؤلفات الدراسة الضوء أيضًا على الحاجة إلى تدفق معلومات أفضل وتحديد الأدوار والمسؤوليات بين سلطات الكانتونات والحكومة الفدرالية ومديري الصحة في الكانتونات. فما يُفسَّر علنًا على أنه تردد وتسويف من جانب الكانتونات، كما توضح أفينير سويس، هو في الواقع نتيجة لعدم وضوح الأدوار التي تعوق قدرة الكانتونات على توزيع الموارد.
من جانبهم، ردّ المسؤولون في مكاتب الصحة العامة في الكانتونات على التقرير قائلين إن النظام الفدرالي لا يمثل عقبة. وصرح المتحدث باسمهم توبياس بار لوكالة الأنباء السويسرية Keystone-SDA بأنه “لا يوجد دليل على أن الدول ذات النظام المركزي أداؤها أفضل بشكل أساسي في إدارة الأزمة.”
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.