على إثر مقال نشر مؤخرا على صفحة "سويسرا بالعربي" على موقع فايسبوك، التابعة لـ swissinfo.ch حول "الإقامة المؤقتة" التي تمنحها سويسرا لفئة محددة من طالبي اللجوء، والضبابية التي تلف إقامة الحاصلين على ترخيص إقامة من صنف "F"، تلقينا العشرات من ردود الأفعال التي يشتكي أصحابها من صعوبة الأوضاع التي يعيشونها، بسبب وضعهم القانوني الهش.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
بدأ عبد الحفيظ العمل في swissinfo.ch في عام 2008. خلال هذه السنوات الطويلة، أنجز العديد من التقارير الصحفية حول مختلف القضايا المتعلقة بالحياة في سويسرا، لا سيما قضايا الهجرة واللجوء، والتعليم بمستوياته المختلفة، والسياحة وملف الإسلام في سويسرا.
في الواقع، تعكس هذه الوضعية إلى حدّ بعيد التدابير التي اتخذتها سويسرا في السنوات الأخيرة والهادفة من جهة إلى خفض نفقات المساعدات المقدمة إلى اللاجئين وإلى الحد من عدد طلبات اللجوء لأسباب إنسانية. وقد لاقى هذا الإتجاه الداعي إلى تشديد قواعد اللجوء تأييدا كبيرا من الناخبين السويسريين في السنوات الأخيرة، كما تعرّض القانون الفدرالي للجوء ذاته إلى أربعة تعديلات متتالية في فترات زمنية متقاربة.
ميدانيا، أوجد هذا الوضع القانوني أوضاعا نفسية واجتماعية صعبة للاجئين الحاصلين على ترخيص إقامة مؤقتة لأسباب إنسانية. وبحسب محمّد علي، أحد المتابعين بصفحة “سويسرا بالعربي”، فإن “هذا النوع من الإقامة لا يراعي أدنى حقوق اللاجئ، وهو عبارة عن سجن مقنّن يجعل الشخص يعيش حربا نفسية لا حدود لها”، ويشاطره معلّق آخر هو ميرو ألميرو (يبدو إسما مستعارا) نفس الشعور حيث كتب: “حصلت على ترخيص بالإقامة المؤقتة ” F ” منذ 17 عاما، وبسبب ذلك لم أغادر سويسرا ولم أشاهد حتى أقرب بلد مجاور لها، وبذلت جهودا مضنية من أجل تغيير هذا الوضع لكن لم أوفّق”.
المزيد
المزيد
مسار اللجوء بسويسرا في خمس خطوات
تم نشر هذا المحتوى على
مشروع رائدرابط خارجي تم تنفيذه ابتداء من يناير 2014 في مركز لطالبي اللجوء يقع وسط مدينة زيورخ يُعطي منذ الآن صورة عن الكيفية التي قد تسير عليها الأمور مستقبلا. بداية، يُنتظر أن تستغرق العملية برمتها 140 يوما تقريبا، أي أقل بكثير من الفترة الحالية (تناهز 700 يوم في المتوسط) طبقا للمقاييس المعتمدة في الوقت الحاضر.…
في السياق، يتساءل قارئ آخر، هو عبد الفتاح علالي: “العالم صعد إلى الفضاء، وسويسرا لا تزال تمنع اللاجئين من التنقّل داخل أوروبا ، والشرطة تفتّشهم على الطريق وتهين كرامتهم”.
في المقابل، لم يُفقد هذا الوضع الصعب آخرين الامل في أن تستجيب الحكومة السويسرية يوما ما للنداءات العديدة الداعية إلى تحسين أوضاع هذه الفئة من اللاجئين، على غرار السيد محمود السّمانا الذي كتب معلّقا: “نأمل أن يكون هناك حل لوضعية حاملي ترخيص الإقامة “F “، وكما عوّدتنا سويسرا أن تكون في مقدّمة الدول الراعية لحقوق الإنسان، نتمنى أن تستبدل إقامات “F” بإقامات “B” مراعاة لحقوق هؤلاء اللاجئين الذين يشعرون بعدم الأمان، وعدم الإستقرار”، قبل أن يذكّر بأن “هؤلاء بشر يتوقون لحياة أفضل”.
أمام الأوضاع الصعبة لهذه الفئة من اللاجئين، تتساءل ابتسام العبيدي: “إذا كانت الحكومة السويسرية لا تريد لاجئين، لماذا يأتون بهم عن طريق الأمم المتحدة من البلدان التي تستضيفهم، ليودعوهم في مراكز لجوء مُقرفة لشهور طويلة؟”.
كحلّ أوّلي، يقترح مصعب الزاهر، وهو مهاجر عربي مقيم في مدينة برن بأن “يُسمح لحاملي الإقامات المؤقتة بالتنقّل داخل أوروبا، لأن حرية التنقّل من حقوق الإنسان الأساسية، وكل قيود عليها تنتهك تلك الحقوق”. ثم يضيف: “إذا كانوا قد قُبلوا في سويسرا بسبب الأوضاع الصعبة في بلدانهم، فمن المفترض أن تكون إقامتهم في سويسرا مُريحة لتعوّضهم عن ألم الغربة، وفراق الأقارب والأوطان”.
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
طلبات اللجوء في أوروبا: ما الذي تغيّر منذ عام 2015 الإستثنائي؟
تم نشر هذا المحتوى على
زاد عدد طلبات اللجوء المسجلة خلال عام 2016 في بلدان الإتحاد الأوروبي وفي الدول الأعضاء في الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر (تضم كلا من سويسرا والنرويج وإيسلندا وإمارة الليختنشتاين) عن مليون و230 ألف طلب، وهو عدد يُناهز الرقم القياسي الذي تم تسجيله في العام السابق. في الأثناء، ظل الحاملون للجنسيات السورية والأفغانية والعراقية المُطالبون الرئيسيون…
تم نشر هذا المحتوى على
بلدية “سيليسبيرغ” في كانتون اوري تصف البلدية الواقعة في قلب سويسرا بالقرب من مرج روتلي أو “مهد سويسرا” نفسها بالشرفة المُشمِسة المُطلّة على بحيرة لوتسيرن (أو بحيرة الغابات الأربعة كما تسمى أيضاً). وكما تُروِج البلدية لسياحتها في موقعها على الإنترنت “سوف يدفع المنظر البانورامي الساحر المطل على البحيرة وعالم الجبال الرائع بقلبك إلى الخفقان بشدة”.…
تم نشر هذا المحتوى على
في العام الماضي، سجلت سويسرا العام 27.207 طلب لجوء، وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن كتابة (أو أمانة) الدولة للهجرة يوم الإثنيْن 23 يناير 2017. وتتوقع السلطات السويسرية المعنية أن يتراوح عدد طالبي اللجوء خلال العام الجاري بين 24.500 و32.000، اعتمادا على حركة تدفق اللاجئين عبر البحر الأبيض المتوسط وإذا ما تواصل العمل بالإتفاق المبرم بين…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي مقابلة أجرتها معه swissinfo.ch، جادل ألبرت روشتيرابط خارجي، العضو في مجلس النواب الفدرالي والرئيس المنتخب حديثا لحزب الشعب السويسري، بأن مقترحات تسريع إجراءات اللجوء وتوفيرالمشورة القانونية المجانية التي ينص عليها التعديل الجديد، من شأنها أن تشجع المتقدمين الذين لا يستحقون حق اللجوء بالتوافد على سويسرا. “بدلاً من ذلك، يتعيّن علينا البحث عن حلول لرفض…
تأييد واضح للقانون الفدرالي الخاص باللجوء في نسخته الجديدة
تم نشر هذا المحتوى على
الإصلاح المقترح أقنع 66.8% من السويسريين حسب النتائج النهائية. كما لم يحصل الإستفتاء الذي دعا إليه حزب الشعب السويسري على تأييد أيّ من الكانتونات. المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين رحبت بهذه النتيجة، وأعربت مديرتها ميريام بيهرينس عن ابتهاجها قائلة: “سيتم تحسين حق اللجوء للأشخاص الباحثين عن حماية”، وأضاف ستيفان فراي المتحدث باسم المنظمة أن “السكان سيتجاورون…
قانون اللجوء أمام اختبار الديمقراطية المباشرة من جديد
تم نشر هذا المحتوى على
تُعرَض قضية اللجوء من جديد أمام الناخبين السويسريين. وفي هذه المرة يقف حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) ضد مشروع تعديل القانون الرامي إلى تسريع إجراءات فحص الطلبات وخفض التكاليف. ويأتي هذا الإستفتاء في وقت بات فيه نظام اللجوء في جميع دول أوروبا على المحك نتيجة الموجة التاريخية للهجرة القادمة من الشرق الأوسط.
تأييد لتعديل قوانين اللجوء ورفض للإقتراع المباشر على الحكومة
تم نشر هذا المحتوى على
في نفس الإتجاه كذلك، صوّتت غالبية الكانونات البالغ عددها 26 كانتونا لصالح التعديلات المستعجلة في مجال اللجوء، في حين رفض غالبيتها المقترح الثاني المتعلّق بانتخاب الحكومة. وتضمّنت قائمة التعديلات المدخلة على قانون اللجوء، والتى حازت اليوم على تفويض الناخبين بعض الإجراءات التي اثارت جدلا واسعا خلال الحملة التي سبقت التصويت، كالمقترح المتمثّل في إنشاء مراكز خاصة لعزل اللاجئين…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.