مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أزمة يو بي إس تتفاقم.. ومارسيل أوسبيل يغادر مجلس الإدارة

Keystone

أعلن أكبر مصرف سويسري أن قيمته سجّـلت انخفاضا جديدا بحوالي 19 مليار دولار وأن خسائره للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2008، قد تصل إلى 12 مليار فرنك.

في الوقت نفسه، تراجع رئيس المصرف مارسيل أوسبيل عن الترشح مجددا للمنصب، وتقرر أن يعوِّضه بيتر كورر، عضو الإدارة العامة ليو بي إس.

في بيان صدر في وقت مبكّـر من يوم الثلاثاء 1 أبريل، قال مارسيل أوسبيل رئيس أكبر مصرف سويسري، “لقد عملنا بأقصى جهدنا وتمكّـنا من تسوية المشاكل الأكثر استعجالا للمصرف واضعين بذلك أسُـس نجاحه على المدى الطويل”.

وأكّـد أوسبيل أنه تحمّـل على الدوام المسؤولية في نهاية المطاف، فيما يتعلق بوضعية المصرف، واعتبر أنه “قدّم جميع المساهمات الضرورية” بالنظر إلى المسار الذي وُضِـع قيد التنفيذ للخروج من الأزمة.

وفي انتظار أن يتخذ المساهمون قرارا في الجلسة العامة المقررة ليوم 23 أبريل الجاري بخصوص قرار الترفيع مرة أخرى في رأسمال المصرف، تخلى أوسبل رئيس مجلس الإدارة عن فكرة الترشح مجددا لنفس المنصب. وفي تصريحات أدلى بها صباح الثلاثاء 1 أبريل، أوضح الرجل الذي تعرض لضغوط كبيرة على مدى الأشهر الماضية أن قراره قد نضج في غضون شهر مارس المنصرم.

وقال في ندوة صحفية عبر الهاتف: “لقد تحملت مسؤولية ما حدث وتعهدت بالعثور على حلول للخروج من الأزمة” كما شدد على ثقته الكبرى بمستقبل يو بي أس معتبرا أنه يخلف وراءه واحدة من أفضل البنوك في العالم فيما يتعلق بالرأسملة كما أنه يحتل مواقع جيدة في كافة أنشطته.

بيتر كورر، الذي عوّض مارسيل أوسبيل في المنصب، التحق بمصرف يو بي إس في عام 2001، وهو عضو في مجلس إدارته منذ عام 2002، وقد سبق له أن عمل لفترة طويلة محاميا في مكتب خاص وأشرف بعد ذلك على تسيير دائرة قانونية وإدارية مهمّـة، وتعكس مسيرته المهنية وجود ضرورة لوضع المصرف على سكّـة النجاح مجددا، بالإضافة إلى إعادة ترتيب قواعد العمل والممارسات في مصرف يو بي إس.

وحدة منفصلة

وفي بيان آخر، أعلن المصرف، الذي يحتل المرتبة الثالثة على المستوى الأوروبي والذي تعرّض في عام 2007 إلى انخفاض في قيمته بـ 18،4 مليار دولار، أنه اتخذ جملة من الإجراءات الهيكلية لمواجهة التدهور المتزايد في الأوضاع، من بينها إنشاء وحدة منفصلة تتركّـز فيها بعض الاستثمارات في قطاع الرهن العقاري الأمريكي، بهدف تقليص الانعكاسات السلبية لهذا الملف على الأنشطة المحورية للمجموعة.

ونقل البيان عن مارسيل روهنر، المدير العام لمصرف يو بي إس قوله “إننا نأمل أن يؤدي هذا الترفيع في رأس المال وإنشاء أداة لفصل الأصول الإشكالية عن بقية نشاطنا إلى تمكيننا من العودة إلى خلق قيمة مستديمة”.

وكانت أوضاع المصرف قد شهدت المزيد من التدهور على مستوى المخاطر في الثلاثي الأول من السنة الجارية، وخاصة في شهر مارس، وهو ما أدى إلى خسائر جديدة تناهز 19 مليار دولار.

في المقابل، قال المصرف إنه يعتزم إطلاق عملية ترفيع جديدة لرأسماله بقيمة 15 مليار فرنك، بعد العملية المماثلة (بقيمة 13 مليار)، التي سبق أن وافق عليها المساهمون في شهر فبراير الماضي وأشار في بيانه إلى أن هذا الترفيع الثاني سيُـؤمّـن بشكل كامل “من طرف أربع بنوك دولية كبرى” وهي جي بي مورغان وومورغان ستانلي وبي أن بي باريبا وغولدمان ساخس.

مرشح “مثير للإهتمام”

في ردود الفعل الأولى، رحبت مؤسسة “آتوس” التي تضم العديد من صناديق التقاعد برحيل مارسيل أوسبيل، وفيما وصفت ترشيح بيتر كورر بأنه “مهم”، أعربت عن استغرابها من الحجم الهائل للتخفيضات واقترحت إعادة هيكلة شاملة لمجلس إدارة المصرف.

ونوه دومينيك بيدرمان، مدير المؤسسة إلى أن أغلب أعضاء مجلس إدارة يو بي أس ليسوا من الخبراء الماليين واعتبر أنه (نظرا لأن بيتر كورر محام) من المفترض أن تتم إعادة هيكلة مجلس الإدارة كي يتوفر – تحت إشرافهه – على قدر أكبر من الخبرات في المجال المالي.

من جهتها، رحبت اللجنة الفدرالية للبنوك بمغادرة مارسيل أوسبيل لرئاسة يو بي أس واعتبر مديرها دانيال زوبربوهلر أن انسحابه يتوافق مع انتظارات اللجنة وأنه يمثل رسالة مُولدة للثقة، على حد قوله.

سويس انفو مع الوكالات

رويترز – ارتفع الدولار الامريكي يوم الثلاثاء 1 أبريل 2008 بعد أن أعلن بنك يو.بي.اس السويسري شطب أصول إضافية بقيمة 19 مليار دولار، وقال دويتشه بنك الالماني إنه يتوقع شطب أصول أكبر من التقدير السابق البالغ أربعة مليارات دولار في الربع الاول من العام، في ما يظهر أن المشاكل الائتمانية لا تقتصر على الولايات المتحدة.

وساهم في ارتفاع الدولار أيضا إقبال مستثمرين على بيع الذهب والنفط الخام وعودتهم للاستثمار في العملات.

وكانت اضطرابات القطاع المصرفي الأمريكي من جراء التخلف عن سداد رهون عقارية في الشريحة عالية المخاطر دفعت بنوكا أمريكية إلى شطب أصول بمليارات الدولار، وأدت إلى اهتزاز الثقة في الاقتصاد، مما دفع المستثمرين الى بيع الدولار.

لكن محللين قالوا إن ما صدر من بيانات عن البنكين السويسري والالماني عن شطب الاصول ذكر المستثمرين أن الاقتصاد الاوروبي مازال عرضة للتأثر بالازمة المالية.

وبلغ إجمالي ما شطبه بنك يو.بي.اس من أصول حتى الان 37 مليار دولار.

وفي الساعة 1120 بتوقيت جرينتش، ارتفع الدولار 1.2 في المئة مقابل العملة السويسرية إلى 1.0054 فرنك.

وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة بـ 0.8 في المئة إلى 1.5646 دولار بعد أن ارتفعت يوم الاثنين وفقا لبيانات رويترز إلى 1.5895 دولار.

كما ارتفعت العملة الامريكية 0.6 في المئة مقابل العملة اليابانية لتتجاوز حاجز 100 ين المهم على المستوى النفسي.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 1 أبريل 2008)

يعتبر مصرف يو بي إس، الذي تأسس سنة 1997 نتيجة عملية دمج بين “جمعية المصارف السويسرية” و”اتحاد المصارف السويسرية”، أكبر مؤسسة مالية في الكنفدرالية والعاشر على المستوى العالمية، ويوظف 80 ألف شخص في جميع فروعه.

مصرف يو بي إس، هو أحد المؤسسات المالية الدولية الرائدة في مجال إدارة الثروات وله فروع في أكثر من خمسين بلدا ويسجل حضوره في مختلف الساحات المالية الدولية الهامة.

في السنوات الأخيرة، أعلن مصرف يو بي إس بشكل منتظم عن تحقيق نتائج استثنائية، وقُـدِّرت أرباحه بمليارات الفرنكات.

في موفى يناير 2008، أعلن مصرف يو بي إس للمرة الأولى عن خسائر هائلة (4،4 مليار فرنك) خلال عام 2007، وفي الثلاثي الأخير من العام الماضي، بلغت الخسائر أرقاما لولبية (12،5 مليار فرنك).

السبب الرئيسي الكامن وراء هذه المشاكل، يرتبط أساسا بأزمة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة. في المقابل، لم تتردد الأسواق المالية في معاقبة هذا التطور السلبي بصرامة، حيث فقد سهم مصرف يو بي إس منذ بداية عام 2008 ثلث قيمته تقريبا.

swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية