الجهود السويسرية لجمع التبرعات تُوجد توترات مع أوكرانيا

مواطنون أوكرانيون يتلقون مساعدات إنسانية مقدمة من طرف برنامج الغذاء العالمي في مبنى مدرسة تضرّر من القصف في مدينة خاركيف. (تاريخ الصورة: 15 يوليو 2022). Keystone / Sergey Kozlov

جمعت "سلسلة السعادة"، المنظمة الخيرية والإغاثية الأبرز في سويسرا، 126 مليون فرنك لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين ودعم الصحفيات والصحفيين المحليين هناك. ولكن السلطات الأوكرانية تقول إنها لم تتلق أي شيء بعدُ، ويبدو أنها بدأت تفقد صبرها.

توضح المؤسسة (الذراع الخيري لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية) أنها تعمل على أساس طويل الأجل وتمول مشاريع ملموسة بمساعدة المنظمات غير الحكومية السويسرية والمحلية. وكان السفير الأوكراني أعرب عن شكاوى بلاده بشأن هذه المسألة في مقابلة أجراها مع قناة الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومية الناطقة بالفرنسية (RTS).

وقال السفير أرتيم ريبتشينكو: “نريد أن يتمكن الأوكرانيون الذين فروا من العودة إلى بلدهم في أقرب وقت ممكن، حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المستشفى، وإلى الصيدلية، لشراء الأدوية في المدن التي دمرت. ولا يُمكنهم الانتظار لمدة عامين أو خمسة أعوام، يجب أن يتم ذلك الآن”.

من جهتها، أكدت “سلسلة السعادة” لنفس القناة أنها تلقت مؤخرًا رسالة لوم بشأن هذه القضية وأفادت أنها على اتصال مع السفير. لكن مديرة المؤسسة، ميرين بينغوا، دافعت عن نفسها وأكدت أن المنظمة استثمرت بعدُ، من خلال شركائها، خمسة عشر مليون فرنك من الأموال التي تمّ جمعها.

عشرات المشاريع قيد الانجاز

وبالفعل، حصل أكثر من 629 ألف شخص على المساعدة والحماية التي يحتاجون إليها أثناء النزاع، وفقًا لمؤسسة “سلسلة السعادة” السويسرية. وهناك ثلاثة عشر من هذه المشاريع قيد التنفيذ حاليا في أوكرانيا، وأحد عشر في البلدان المجاورة مثل بولندا ومولدوفا، وعشرة أخرى في سويسرا.

وفي نشرة أخبار المساء التي بُثت على قناة الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومية  الناطقة بالفرنسية (RTS) يوم 30 يوليو الماضي، قالت بينغوا: “هناك مشاريع تتعلق بمساعدات طبية وتوزيع تمويل مباشر للعائلات”، وأضافت “سنبدأ قريبًا التفكير في كيفية تحسين الظروف المعيشية، وتحسّبا لفصل الشتاء بوجه خاص”. 

لا دعم للجهد الحربي 

في المقابل، تود أوكرانيا استثمار التبرعات التي تم جمعها في تمويل مشروع إعادة الإعمار “يونايتد 2024” الذي عرضه الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر لوغانو في وقت سابق من شهر يوليو الماضي.

لكن هذا الصندوق، الذي يُنتظر أن يُساهم فيه المشاركون في مؤتمر تعافي أوكرانيا، يندرج في سياق المجهود الحربي الأوسع للبلاد. ويقوم الصندوق على ثلاث ركائز، أولها الأموال المُخصّصة للدفاع وإزالة الألغام. وبالنسبة إلى مؤسسة “سلسلة السعادة”، فإنه لا مجال لدفع الأموال إلى صندوق يمول أنشطة عسكرية من أي نوع كان.

منذ إنشائها في عام 1946، عملت “سلسلة السعادة” مع المنظمات الإنسانية الخاصة. ففي السنغال مثلا، تعمل من أجل تعليم الأطفال بالاشتراك مع الصليب الأحمر ومنظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the children) غير الحكومية. وتسمح هذه الشراكات لها بأن تكون مستقلة عمليًا وماليًا عن الحكومات المحلية. وهذه الاستقلالية مهمة بشكل خاص في مناطق الصراع.

وأكدت بينغوا قائلة: “نحن منظمة خيرية مستقلة، ومؤسسة خدمة عامة”، وأضافت “ليست لدينا الوسائل للعمل من خلال هيئة حكومية، وبإمكاننا ضمان استقلالية هذه المساعدة الانسانية”.

أخيرا، أفادت المنظمة الخيرية بأن مبلغ 111 مليون فرنك لا زال مُتاحًا للمشاريع ذات العلاقة بأوكرانيا. وتتوقع “سلسلة السعادة” أن يتم استخدام هذه التمويلات في غضون السنوات الخمس المقبلة.