مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“هناك لاجئون فلسطينيون لأنّه ليس هناك حلّ سياسيّ ولا آفاق مستقبليّة”

صحف
اهتمت الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع بالقضيّة الفلسطينيّة. swissinfo.ch

رغم مرور نحو أسبوعين على تصريحات وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس المتعلّقة بحقّ العودة للفلسطينيّين وبعمل وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، ووصفه لها بأنّها "جزء من المشكلة"، ظلت المسألة الفلسطينية ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي محل اهتمام واسع من طرف عدد من الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع.

في عددها الصادر يوم 29 مايو 2018، أجرت صحيفة “لوتون” (تصدر بالفرنسية في لوزان) حوارا مع المؤرخ والكاتب الفلسطيني إلياس صنبررابط خارجي، سفير فلسطين لدى منظمة اليونسكو تطرق خلاله إلى اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل معتبرا أن الرئيس الأمريكي “ترامب ليست لديه أي رغبة في تسوية مسألة الشرق الأوسط، فهو لا يُفكر إلا في ناخبيه ويركز سياسته على نظريات “ألفية” (Millénaristes) (وهي عقائد ترتبط بعودة المسيح ونهاية العالم – التحرير) ضبابية”، وأضاف أن “ما نراه يعتمل على الميدان، هي الفكرة القائلة بأنه بإمكاني أن أفعل ما أشاء طالما أن موازين القوى تميل لفائدتي. لقد رأينا نتائج هذه السكرة خلال حرب العراق الأولى (في 2003). لقد منح الأمريكيون العراق، البلد العملاق وثاني منتج للنفط في العالم إلى إيران. أما روسيا فهي الآن متواجدة بشكل كبير في سوريا. هل يتعلق الأمر بانتصار أمريكي جديد؟ إن اعتبار أن ميزان قوة ملائم يسمح لك بعدم احترام أي قواعد، ضرب من الجنون”.

ولدى سؤاله عن رأيه في التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السويسري التي بدا من خلالها مُلمّحا لتغيير في المقاربة المعتمدة حتى الآن من خلال الدعوة إلى إعادة النظر في الدور الذي تلعبه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أجاب إلياس صنبر: “بكل تواضع، لا أعتقد أن مثل هذه التصريحات تتوافق مع رتبته. في الواقع، وزيركم منزعج من أن هناك ملايين اللاجئين. أرى أن أقواله مثيرة للشفقة وللقلق نظرا لصدورها عن جهة سويسرية”.

الكاتب والمؤرخ الفلسطيني أضاف “بشكل أوسع، أعتقد أن شيئا ما بصدد الحدوث على المستوى الإقليمي. قبل سبعين عاما، ترافق ميلاد إسرائيل باختفاء للفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين ونحن بصدد مُعاينة المحاولة المستميتة للنجاح في إخراج الفلسطينيين نهائيا من مسرح الأحداث لكي يُصبح الإختفاء تاما. لكن من الواضح أن الأمور لا تسير بهذه الكيفية”.

ولكن هل أصبحت فلسطين مسألة هامشية؟ يُجيب إلياس صنبر: “افترضوا أنهم سيفرضون كل شيء.. القدس، الضفة الغربية، … ولكن ما العمل مع الملايين الخمسة من اللاجئين الموجودين هناك؟ هل سيتم ابتلاعهم؟ أم تدميرهم ؟ إن الفلسطينيين هم السؤال، وهو ليس سؤالا تجريديا”.

رسالة إلى الوزير..

في اليوم الموالي (30 مايو 2018)، خصصت “لوتون” أيضا مجالا واسعا لوجهات نظر متباينة حول نفس القضية. ففي رسالةرابط خارجي وجّهها إيف ساندوز، الأستاذ الفخري للقانون الإنساني الدولي إلى وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، متقمصا شخصية شاب فلسطيني ردا على تصريحاته بخصوص الأونروا. بعد التذكير بأهم المحطات التاريخية التي أدت إلى نشوء دولة إسرائيل، قال كاتب الرسالة: “لقد تخليتُ عن أي أمل في العودة إلى أرض آبائي، فالدول القوية لا تُعارض بتاتا المنطق الذي لا يُطبق في أي مكان آخر من العالم والقاضي بأن من أطردوا قبل سبعين عاما ليس لهم أي حق في العودة إلى أرضهم في حين أنه يُعترف بهذا الحق لكل أولئك الذين يُزعم أن أجدادهم قد دفعوا إلى الهجرة قبل حوالي الفي عام. عندها، تشبثت بفكرة دولة فلسطينية وباقتسام القدس. في عام 2003، كان عمري ثمانية أعوام وأتذكر أن والديّ استعادا بعض الأمل بفضل مبادرة جنيف المدعومة من طرف بلدك..”

يضيف كاتب الرسالة على لسان الشاب الفلسطيني المُتخيّل متوجّها بالسؤال لوزير الخارجية: “ماذا سيكون موقفك اليوم لو أن الإيطاليين أقدموا على غزو كانتونك الصغير (أي التيتشينو المحاذي للحدود الإيطالية) وقاموا بتدمير قراه وطرد أجدادك وأنت تجد نفسك في مخيم للاجئين بدون أي آفاق للمستقبل؟ ماذا ستُجيب أولئك الذين سيقولون لك: إن المشكل يتمثل في المخيم؟ إن مُواطنكم بيار كراهنبول يقوم بكل ما في وُسعه للحفاظ على حد أدنى لجودة حياتنا ومن أجل ذلك فهو يُكافح لجمع مبالغ زهيدة جدا مقارنة بميزانيات عسكرية. إن الدول تجد صعوبة في فهم أن الأونروا تظل واحدة من الحواجز القليلة بوجه نزعات العنف التي تتملك الشبان الفلسطينيين”.

وفي الختام، يتساؤل كاتب الرسالة: “هل أقنعتكم بأن الأونروا ليست المشكلة؟ آمل في ذلك خصوصا وأن لدينا نقطة اتفاق مشتركة: إنها ليست الحل أيضأ. ولكن هل لديكم أنتم، الحل؟”.

“اتركوا غزة تتنفس”

في نفس العدد، نشرت “لوتون” وجهة نظر تلقتها من لجنة الفرع السويسري لمنظمة “نداء اليهود الأوروبيين من أجل العقل” JCALL Suisseرابط خارجي اعتبرت فيها أن الجميع يتحملون المسؤولية تُجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة وسط سجن “في الهواء الطلق”، وأنه “يجب وضع حد لهذه الوضعية وإعادة الأمل مجددا للشعبين بمستقبل مغاير.. يمر عبر الإعتراف بدولة فلسطينية”.

في هذه الرسالة التي نشرتها الصحيفة بعنوان “اتركوا غزة تتنفسرابط خارجي” جاء أيضا “على الرغم من الضربة المريرة التي تلقتها عملية السلام بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، لا زلنا نعتقد أن اتفاقا سياسيا من أجل حل بدولتين هو وحده الكفيل بوضع حد لهذا النزاع الذي يُسيل هذا الكمّ من الدماء”.

منظمة JCALL وجهت أيضا نداء للحكومة الإسرائيلية وللسلطة الفلسطينية “من أجل إطلاق مفاوضات حقيقية يجب أن تتوصل إلى إقرار سلام عادل ودائم”، وقالت: “نُطالب بإنهاء الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية من أجل أن يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا لجنب في سلم وأمان”. واختتمت بالقول: “عندما تختار الحكومة (الإسرائيلية) الحالية استراتيجية التصعيد وإشعال الحرائق القاتلة، يجب علينا أن نُريها طريق المغادرة، الذي سيضع حدا للإحتلال وسيسمح بالعودة إلى المفاوضات”.

“تنازلات مؤلمة مطلوبة من الجميع” 

في وجهة نظر أخرى تلقتها من جويل هيرزوغ وجون أوغست نيرود العضوان في جمعية سويسرا – إسرائيلرابط خارجي التي “تجمع مسيحيين ويهودا سويسريين أصدقاء لإسرائيل وحريصين على رؤية الهدوء يسود المنطقة يوما ما”، ذكّر الرجلان بما أسموها “الفرص المهدورة من أجل التوصل إلى السلام بين الطرفين، برفض المعسكر الفلسطيني – غير المدعوم كما ينبغي من طرف أشقائه العرب (حسب رأيهما) – للتفاوض بدءا بلاءات قمة الخرطوم الثلاثة في عام 1967، ومرورا بمفاوضات كامب دافيد في عام 2000 ووصولا إلى خطة الطريق التي اعدها جون كيري في عام 2016”.

الكاتبان اعتبرا أنه من خلال “الإبقاء على اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم ومنحهم وضعية اللاجئين من الآباء إلى الأبناء ورفض إدماجهم، فإن الدول العربية والأغلبيات الآلية التي تحصل عليها في الأمم المتحدة هي المسؤولة الكبرى عن انتقال عدهم من 700 ألف إلى حوالي خمسة ملايين حاليا”.

هيرزوغ ونيرود اعتبرا أن اللوم يقع أيضا على الفلسطينيين أنفسهم، بحكم أنهم “عاجزون عن التوحد لإنشاء دولتهم واستبعاد العناصر الأكثر راديكالية من صفوفهم. فهم راضون بانتظار مستقبل مستحيل وبالبقاء على قيد الحياة بفضل المبالغ الضخمة المدفوعة لهم منذ 70 عاما من طرف الأمم المتحدة والبلدان المانحة. إن الأونروا تُطيل أمد النزاع من خلال منح صفة وآمال زائفة للاجئين. فهي لا تقوم بشيء من أجل إدماج اللاجئين في بلدان الإستقبال ومن أجل وضع حد لمهمتها (التي يعود تاريخها) لعام 1949. إنها تُخفي علاقاتها مع منظمات إرهابية وتتجاهل التلقين العقائدي المُعادي لليهود في المدارس التي تدعمها”، على حد قولهما.

العضوان في منظمة سويسرا – إسرائيل اعتبرا أنه “يعود إلى الفلسطينيين اختيار الطريقة التي يعتزمون إدارة مصيرهم بها: الإنفصال عن إسرائيل؟ بدون أدنى ريب. أو دولة متمتعة بالحكم الذاتي؟ أم فدرالية مع جار عربي؟ يجب عليهم أن يبدؤوا بالإعتراف بإسرائيل بدون أفكار خلفية ثم وضع حد لتربيتهم على الكراهية تجاه الإسرائيلي واليهودي”، ثم اختتما بالقول: “يتعيّن على كل طرف أن يستعد للقبول بتنازلات مؤلمة، أما نحن فيجب علينا الإمساك عن صبّ الزيت على النيران، كما يجب علينا دعم المشاريع الموجهة نحو (إقرار) مناخ سلمي”.

ترحيل الأزمة إلى المفوضية لن يفيد بشيء

في وجهة نظر أخيرة، نشرتها “لوتون” في نفس العدد تحت عنوان “عندما تُسارع الخارجية السويسرية إلى نجدة اليمين الإسرائيليرابط خارجي“، اعتبر الصحافي السويسري ميشال بوهرر أن تصريحات كاسيس التي اعتبر فيها أن الأونروا أصبحت “جزءا من المشكل” نظرا لأنها تُبقي على حلم العودة إلى الأراضي التي أطردوا منها في عام 1948 حيا لدى اللاجئين الفسطينيين، وأنه يتعيّن تبعا لذلك “تحوير مهامها من أجل تسهيل اندماج اللاجئين في بلدان الإستقبال”، ما يعني “تحويل الملف إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”، لا تزيد عن تكرار لـ “أنشودة قديمة يرددها اليمين الإسرائيلي منذ زمن طويل”.

في مقالته، ذكّـر بوهرر بالمحطات الرئيسية للمسار التاريخي الذي مرت به قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وبالحيثيات التي أدت إلى تأسيس الأونروا في أعقاب رفض إسرائيل مقترحات “لجنة الأمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين”رابط خارجي التي تأسست في عام 1948 من أجل “مساعدة الحكومات والسلطات المعنية على التوصل على حل نهائي بخصوص جميع القضايا العالقة” ومن بينها قضية اللاجئين الذين أطردت غالبيتهم الساحقة من بيوتهم خلال النزاع الذي نشب إثر الإعلان عن قيام إسرائيل.

بوهرر أشار إلى أن هذه اللجنة “كانت تريد إعادتهم إلى أراضيهم داخل الدولة الجديدة أو منح تعويضات مُجزية لأولئك الذين يختارون عدم العودة، لكن إسرائيل رفضت ودعت إلى إعادة توطينهم في البلدان العربية، التي كانت مُعارضة لذلك وتدعم فكرة إعادتهم”. وأمام هذه الوضعية، “تم تكليف الأونروا بتقديم النجدة للاجئين أينما كانوا مُتواجدين. ومنذ ذلك الحين والجمُود سيد الموقف”.

ومع أن ” لجنة الأمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين” توقفت عن النشاط منذ بداية الستينات إلا أنها لا زالت موجودة من الناحية النظرية لكن ليس لديها ميزانية أو موظفون، كما لم يعد أحد يسمع عنها شيئا. فيما ظلت الأونروا التي تأسست بهدف تقديم مساعدة إنسانية وتوفير عمل لـ 750 ألف لاجئ فلسطيني. وبعد تذكير قانوني بصلاحيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبالتعريف القانوني لمن تُطلق عليهم تسمية “اللاجئين طويلي الأمد” (كاللاجئين الأفغان في كل من إيران وباكستان منذ ثلاثين عاما)، وهي وضعية ناجمة أساسا عن انسداد في العملية السياسية، كما هو الحال بالنسبة للاجئين الفلسطينيين تحديدا. وفي هذه الحالة فإن “اللاجئ الذي يجد نفسه في هذه الوضعية لا يكون قادرا في معظم الأحيان على التحرر من تبعية قسرية لمساعدة خارجية”، مثلما ورد في تقرير رسمي موجّه من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى لجنتها التنفيذية.

خلاصة القول، فإن “ترحيل المسؤولية من الأونروا إلى مفوضية اللاجئين لن يخدم أي غرض سوى إضعاف الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين”، كما يقول ميشال بوهرر.

“طبيعة مهمّة الأونروا إنسانية وليست سياسيّة”

في عددها ليوم الأحد 27 مايو 2018، نشرت أسبوعية نويه تسورخر تسايتونغ أم سونتاغ (تصدر بالألمانيّة في زيورخ) مقابلة مطولة مع بيير كرينبول، المفوض العام للأونروارابط خارجي، دار الحديث فيها عن تصريحات كاسيس وعن رأيه بها. كما أرفقت الحوار بتذكير لبعض الحقائق والأرقام المتعلّقة بأعداد اللّاجئين الفلسطينيّين وبأوضاعهم في البلدان المستضيفة حيث يعيش في لبنان ما يقارب 450,000 فلسطينيّاً ويعتبرون بلا دولة ولا يتمتّعون لا بحقوق المواطنين هناك ولا بحقوق الأجانب. أمّا في الأردن، وهي الدّولة الوحيدة الّتي تمنح اللّاجئين الفلسطينيّين الجنسيّة، فيعيش أكثر من 2,1 مليون فلسطينيّ، وفي سوريا يعيش ما يقارب الـ 438,000 لاجئاً فلسطينيّاً، ويعتمد 95% منهم على المساعدات الإنسانيّة.

في إجاباته، ذكّر السويسري بيير كرينبول بأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “لا تُعْنى بتحديد ورسم القاعدة الّتي ستُبنى عليها محادثات السّلام بين البلدين المعنيّين بما في ذلك حقّ العودة”، وأضاف أن “مهمّة الوكالة هي مساعدة ومساندة اللّاجئين الفلسطينيّين إلى أن يتمّ الإتفاق وحلّ النّزاع، وهذا لمّا يحدث بعدُ”. أما فيما يتعلّق بتغذية الرّغبة لدى اللّاجئين بالعودة، كما أشار إليه كاسيس في اتّهامه للوكالة بأنّها “جزء من المشكلة”، يرى المفوض العام للأونروا أنّ الفلسطينيّين لا يملكون خيار العودة من عدمها، ويقول: “يريد المرء أن يكون له الخيار، هذه صفة إنسانيّة، وهذا ما أراه لدى جميع اللّاجئين في جميع أنحاء العالم”.

فيكتور ميرتين، الصّحفيّ الّذي أجرى المقابلة، أثار أيضا مسألة أعداد اللّاجئين الفلسطينيّين في الخارج وصعوبة، بل استحالة عودة كلّ هؤلاء اللّاجئين، وذلك نظراً لأعداد النّاس الّذين يعيشون حاليّاً هناك. وفي ردّه على هذا السّؤال، كرّر كرينبول الحديث عن فكرة الخيار، مشيرا إلى أنه إذا ما تمّ تطبيق معاهدة أوسلو والإعتراف بدولتين مستقلّتين، عندها فقط سيكون للّاجئين الفلسطينيّين الخيار، “وبرأيي سيرغب عندها الفلسطينيّين بالعيش في دولة فلسطينيّة مستقلّة”، على حد قوله. 

من جهة أخرى، أكّد المفوض العام للأونروا على أهميّة اعتراف ودعم الوكالة للّاجئين الفلسطينيّين سواء من هاجر منهم فعلاً وترك بلده أو من وُلد في بلد اللّجوء بعد هجرة الآباء أو الأجداد، وأضاف أن من يخشى من استمرار الوضع على هذه الشّاكلة فليحلّ الصّراع، لأنه “لا يُمكن للمرء بكلّ بساطة تمنّي عدم وجودهم”، على تعبيره. أمّا سؤال الصّحفيّ حول اعتبار رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الوكالة جزء من المشكلة وعمّا سيحدث إذا ما تمّ إلغائها، فقد ردّ عليه كرينبول مشدّداً على أنّ الوكالة تجري حوارات كثيرة مع المسؤولين الإسرائيليّين وأنّهم لا يشكّون بالدّور الإنسانيّ للمنظّمة وإن كانوا يشكّكون فيها بشكل عام، والأهمّ من ذلك هو أنّ قرار استمرار المنظّمة بالوجود وتنفيذ مهامها يعود إلى الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة وقراراتهم بها الشّأن، وأنّ المنطقة – مع كلّ الصّراعات والحروب الّتي تشهدها – في حال أفضل مع وجود مدارس ومستوصفات الوكالة.

في السياق، تساءل الصّحفيّ عن الدّور الّذي تلعبه سويسرا في المنظّمة على الرّغم من انتقادات الوزير كاسيس لها. وهنا أجاب السويسري بيير كرينبول بأن “سويسرا تدعم الوكالة بشكل جريء جدّاً ليس فقط في مجال النّشاطات الإعتياديّة وإنّما أيضاً في المبادرات الّتي تقوم بها الأونروا، مثل مبادرة تأسيس برلمانات طلابيّة. وفي هذا الصدد، عبّر كرينبول عن ارتياحه بعد تأكيد البرلمان السّويسريّ مؤخرا على الإستمرار في دعم الأونروا رغم تصريحات كاسيس.

وفي ردّ على ما جاء من اتّهام في أحد أسئلة الصّحفيّ للأونروا بأنّها “تسلب اللّاجئين الإعتماد على النّفس وللّاجئين الفلسطينيّين بأنّهم لا يريدون حلّاً للصّراع لأنّهم سيفقدون بعد ذلك حقّهم بالمساعدات الّتي تقدّم لهم” حسب رأيه، أجاب المفوض العام للأونروا بأنّه لم يلتق خلال عمله في مناطق النزاعات فلسطينيّاً واحداً يرغب في البقاء كلاجئ، وإنّ الأونروا تعلم أكثر من نصف مليون فتاة وشاب في مدارسها، التي تزيد عن 700، الإعتماد على الذات والتّفكير النّقدي والثّقة بالنّفس وما إلى ذلك. 

فيكتور ميرتين تساءل أيضا عن سبب اعتماد اللّاجئين الكبير فيما يتعلّق بمهام تقوم بها في العادة الدّولة على الأونروا، فكان ردّ كرينبول كالتالي: “لماذا هناك هذه الخدمات الشّبه عموميّة؟ لأنّه ليس هناك دولة فلسطينيّة مستقلّة بعدُ! في حال الوصول إلى حلّ دائم وعادل يشمل اللّاجئين فيما يشمل، تنتفي الحاجة لنا”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية