يسجّل المهاجرون في سويسرا عادة حضورا أكبر في المهن التي تتطلب مهارات أقلّ، في مجالات مثل البناء والتنظيف والعمل في المنازل وفي الصناعة، وبالتالي يحصلون على أجور أدنى. لكن هذا الوضع بصدد التغيّر: فغالبية القادمين الجدد هم من أصحاب الشهائد العليا، مما أدّى إلى تعديل الصورة النمطية السائدة عن الأجانب في سوق العمل.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
صحفي ونائب رئيس التحرير المسؤول عن اللغات الوطنية الثلاث في swissinfo.ch (الألمانية والفرنسية والإيطالية). عمل سابقاً في خدمة النص التلفزيوني Teletext، وفي التلفزيون السويسري العمومي الناطق بالفرنسية RTS.
وكما هو الحال في معظم البلدان المتقدمة، يعد الأجانب الأكثر تمثيلا على مستوى المهن التي لا تتطلب مهارات عالية في سويسرا. وتصل هذه النسبة إلى أزيد من 70% في العديد من الميادين، مثل مهن البناء والجص والخدمة في المنازل والتنظيف، وأيضا في الوظائف الصناعية وقطاع الخدمات التي لا يحتاج ممارسوها إلى كفاءات متقدمة. وكل هذه القطاعات تعتمد إلى حد بعيد على اليد العاملة المهاجرة.
محتويات خارجية
وعلى النقيض من ذلك تماما، فإن المزارعين ومعلمي الطفولة المبكّرة والمدارس الإبتدائية (4ونقتصر هنا على المهن الرئيسية) تشغّل أقلّ من 15% من اليد العاملة المولودة خارج سويسرا. وكذلك الأمر بالنسبة للمهن الفنية أو العاملين في القطاع الثالث أو في القطاع العام حيث توجد نسبة ضعيفة من العمال المهاجرين.
لكن من المهمّ الإشارة أيضا إلى أن نسبة العمال المتوفرين على مستوى عال من المهارة والكفاءة والمنحدرين من أصول مهاجرة هي في تزايد مضطرد. وبدأ هذا الأمر يتأكّد على وجه الخصوص منذ عام 2002، مع بدء التنفيذ التدريجي لاتفاق حرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والإتحاد الاوروبي. وفي الثمانينات، كانت نسبة الحاصلين على شهائد تعليم عال من المهاجرين لا تتجاوز 20% . وكان أغلبهم بالكاد قد أكملوا التعليم الإبتدائي خلال مشوارهم الدراسي. أما اليوم، فالوضع مختلف تماما، إذ معظم المهاجرين الجدد يصلون إلى سويسرا وهم حاصلون على شهائد جامعية، و20% فقط منهم من ذوي المهارات المحدودة.
ويعزى هذا التغيير جزئيا إلى الحاجة المتزايدة في سويسرا إلى القوى العاملة المدرّبة تدريبا عاليا. فحصة الوظائف التي تتطلّب مهارات، بل ومهارات عالية جدا هي في اتساع. وحتى مقارنة بأوروبا، تظل سويسرا في الطليعة في هذا المجال.
محتويات خارجية
مع ذلك، توجد اختلافات بيّنة بين البلدان الأصلية المصدّرة لهذه اليد العاملة: فالمهاجرون القادمون من فرنسا وألمانيا وبعض بلدان الإتحاد الأوروبي الأخرى الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية ممثلون تمثيلا أكبر في المناصب التنفيذية والإدارية وكذلك في المهن الفكرية والعلمية. وقد بدأ هؤلاء العمال في القدوم إلى سويسرا بشكل ملحوظ في العقد الأوّل من القرن الواحد والعشرين.
محتويات خارجية
وإذا كان الإيطاليون والبرتغاليون والإسبان والأتراك لا يزالون يشغلون في الغالب المهن الأقل تأهيلا، فإن هذا يرتبط قبل كل شيء بتاريخهم الخاص في علاقة بالهجرة. ففي فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، التي تميّزت بالإزدهار الإقتصادي في مرحلة ما بعد الحرب، جلبت سويسرا عمالة محدودة الكفاءة من إيطاليا وإسبانيا لتشييد بنيتها التحتية وإدارة مصانعها. ولحق بهم البرتغاليون في أواخر السبعينات.
ولكن يوجد الآن ضمن هذه الفئات، الكثير من المهاجرين الجدد من ذوي المهارات العالية، ومستويات تعليمية متقدمة، ويساهمون بشكل فعال في تغيير وجه الهجرة المهنية في سويسرا.
المزيد
المزيد
هجرة الأوروبيين إلى سويسرا عبر قرن ونصف من الزمن
تم نشر هذا المحتوى على
تعد سويسرا واحدة من أهمّ دول العالم من حيث عدد الأجانب مقارنة بمجمل عدد السكان ويشكل الأوروبيون الغالبية العظمى منهم. ولكن إذا ما نظرنا إلى 166 عاما من تاريخ الهجرة في سويسرا، فسنكتشف أن الأمور لم تكن دائما على هذا النحو. أكثر من 80٪ من السكان الأجانب في سويسرا هاجروا إلى الكنفدرالية من بلد أوروبي آخر. فألمانيا…
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
كانتونات تريد الحصول على المزيد من العمال الأجانب
تم نشر هذا المحتوى على
وكان عدد العمال الأجانب في سويسرا محور نقاش سياسي واجتماعي حاد لبعض الوقت، وبلغ هذا النقاش ذروته خلال الإستفتاء العام الذي شهدته سويسرا في عام 2014، والذي أيّدت خلاله الأغلبية الحد من معدلات الهجرة. وفي العام التالي، خفّضت الحكومة الفدرالية عدد تراخيص الإقامة من صنفيْ (B) و(L) الممنوحة للعمال الوافدين من بلدان من خارج الإتحاد الأوروبي،…
تم نشر هذا المحتوى على
“مُعظم المواطنين في أوروبا الغربية يُفضلون عدداً أقل من المهاجرين”، يقول فيليب لوتسرابط خارجي، المُرَشَح لنيل درجة الدكتوراه في جامعة بَرن، ومُحرر كتاب ‘نويلاندرابط خارجي’ (أرض جديدة) الصادر باللغة الألمانية. ولربما كان مثل هذا الإعلان سيكون مُفاجِئاً بعض الشيء قبل بضعة أعوام، لكنه ليس كذلك في أيامنا هذه. مع ذلك، يثير هذا القول حالة التناقض…
تم نشر هذا المحتوى على
قبل ثلاثة أعوام، وافق الناخبون السويسريون على مُبادرة للحَد من عدد رعايا الاتحاد الأوروبي القادمين للعمل في سويسرا، الأمر الذي تسبب بإغضاب شركاء الكنفدرالية في بروكسل. وبموجب الاتفاقيات المُبرمة مع الاتحاد الاوروبى، كان العاملون يَعبرون الحدود بحرية منذ عام 2002. ويرى البعض ان هذا القرار كان المُحرك في الزيادة الكبيرة لعدد السكان خلال الأعوام الاخيرة،…
هل ينبغي منح جواز السفر السويسري بسهولة أكبر لأحفاد المهاجرين؟
تم نشر هذا المحتوى على
عموما، يتعيّن على الأجانب الذين يودّون الحصول على جواز السفر السويسري التحلي بالصبر والإستعداد لدفع عدة آلاف من الفرنكات. في المقابل، تقترح المبادرة المعروضة على تصويت الناخبين يوم 12 فبراير 2017 تسهيل إجراءات عملية التجنيس للجيل الثالث من المهاجرين. وفيما ينتقد حزب الشعب اليميني المحافظ عملية “بيع الجنسية بثمن بخس”، يرى المدافعون عن النص أنها…
أرشيف شرطة بازل يُميط اللثام عن حياة مُهاجري المدينة السابقين
تم نشر هذا المحتوى على
مِن المُتعاطفين مع النازية إلى مُشرف على تسيير دار للبغاء، وصولاً إلى لاجئة سياسية وإمرأة شابة كانت تبحث لنفسها عن كيان مُستقل. هذه ليست سوى نماذج قليلة من الشخصيات التي يُمكن العثور عليها في الأرشيف الخاص بملفات شرطة الهجرة لكانتون بازل المدينة. ولا شك أن هذه القصص التي تعود إلى عدة عقود خَلَت، تكشف الكثير عن تاريخ الأشخاص الذين إتخذوا من المدينة الشمالية السويسرية الواقعة على نهر الراين مُستقراً لهم.
تم نشر هذا المحتوى على
سويسرا بلد متعدد اللغات، لكن عدد اللغات الأجنبية المتحدث بها يزداد مع الوقت. فمنذ عام 2000 وعدد الأشخاص الذين لا يتحدثون أي لغة من اللغات الرسمية في سويسرا كلغة أساسية آخذ في الارتفاع حتى تجاوز الضعف. وحسب المكتب الاحصائي الفدرالي فإن هذا العدد قد ازداد ثلاثة أضعاف منذ عام 1990.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.