ترى شركة KPMG للخدمات المالية إن الوقت الحالي مناسب للبنوك السويسرية الخاصة للإستفادة القصوى من تحسّن أوضاع السوق المالية بعد انقشاع سحابة الأزمة المالية التي شهدها العالم ابتداء من عام 2008. لكن هذه الشركة المتخصصة في تدقيق الحسابات وتقديم الإستشارات الضريبية للشركات تخشى ألا تكون جميع المصارف في وضعية تسمح لها بالإستفادة من هذه اللحظة التي تشهد فيها هذه الصناعة انتعاشا ملفتا.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
عندما لا يقوم بتغطية المواضيع المتعلقة بالتكنولوجيا المالية والعملات المشفرة وتقنية سلسلة الكتل والمصارف والتجارة، يمكن العثور على المراسل التجاري لـ swissinfo.ch وهو يمارس لعبة الكريكيت في مناطق مختلفة من سويسرا - بما في ذلك بحيرة سانت موريتس المجمدة.
وقد سجلت هذه الدراسة المتعلقة بأعمال المصارف الخاصة في سويسرا التي أنجزتها كل من شركة KPMG وجامعة سانت – غالن بعض المؤشرات التي تدعو للتفاؤل بعد عقد من الركود. وسجلت 90% من المؤسسات المصرفية التي شملتها الدراسة، زيادة في أرباح هذه المؤسسات وكذلك في الأصول الخاضعة لإدارتها، التي بلغت 2.6 تريليون فرنك مع نهاية العام الماضي.
وجاء في التقرير الذي يحمل عنوان: “توضيحات حول أداء المصارف السويسرية الخاصة”رابط خارجي أن “عام 2017 كان إيجابيا بالنسبة للمصارف الخاصة في سويسرا”. و”بعد سنوات من العمل المضني من أجل احداث التغيير الهيكلي المطلوب، بدأت الحصيلة تأخذ منحى إيجابيا”.
محتويات خارجية
يحدث هذا بعد سنوات عديدة شهدت فيها الأسواق المالية اضطرابا حادا، نزول أسعار الفائدة إلى الحضيض، وزوال السرية المصرفية، التي كانت إحدى الركائز الأساسية التي دعمت عقودا من النجاحات السابقة بالنسبة للمصارف الخاصة.
وتراجع عدد المصارف الخاصة في سويسرا، نتيجة الأزمة الحادة التي شهدتها الأسواق المالية في السنوات الاخيرة، من 163 مصرفا في عام 2010 إلى 107 فقط في عام 2018. ويبدو أن موجة الإفلاس وعمليات الدمج والإستحواذ قد تباطأت إلى حد كبير، ولكنها لم تنته بشكل نهائي”، وفق شركة الخدمات المالية. لكن التقرير يشدد على توفّر فرص ذهبية من شأنها أن تمكن المصارف من طي صفحة المصاعب التي اعترضتها قي السنوات الماضية.
المنافسة الاجنبية
إن الوضع الإيجابي نسبيا الذي تعمل في إطاره المصارف السويسرية الخاصة لا يقدم بالضرورة صورة موحدة عن هذا القطاع. وقد أظهرت الدراسة أن حوالي نصف ال 90 مصرفا التي شملها هذا المسح كان أداؤها أقلّ من المتوسّط، بينما سجّل 23 مصرفا خسارة في العام الماضي على الرغم من تحسّن ظروف السوق إجمالا.
وأعرب منجزو التقرير عن قلقهم من أن التكاليف، لا سيما نفقات الموظفين، لا تزال خارج نطاق السيطرة، ويشير التقرير إلى أنه “في حالة تراجعت الأسواق من جديد، فإن العديد من المصارف الخاصة سوف تجد نفسها في ورطة”. عندئذ سوف تنتقل الميزة التنافسية إلى مراكز الثروة العالمية الأخرى، مثل سنغافورة.
وتعتمد صناعة الصيرفة وإدارة الثروات ككل على تحسّن أوضاع الأسواق المالية مما ينعكس إيجابيا بتعزيز حجم أصول العملاء، وجذب ثروات جديدة بغرض الإستثمار. التقرير يشير إلى جذب المصارف السويسرية الخاصة لأصول جديدة بلغت 21.3 مليار فرنك، لكنها نتيجة تقتصر على نسبة معينة من هذه المصارف ولا تشملها كلها. وقد تمكنت على سبيل المثال سبعة مصارف من اجتذاب أكثر من مليار فرنك من عملاء جدد، في حين شهد 12 مصرفا عمليات سحب صافية بنفس الحجم.
المزيد
المزيد
سويسرا تتصدّر تصنيف الثروة العالمية
تم نشر هذا المحتوى على
ولا تزال سويسرا تتصدّر قائمة كريدي سويس للثروة العالمية بالنسبة للشخص الواحد، تليها أستراليا (402.600 دولار)، ثم الولايات المتحدة (388.600 دولار)، فنيوزيلندا (337.400 دولار). ومنذ عام 2000، ارتفع متوسّط الثروة لكل شخص بالغ في سويسرا بنسبة 130%، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى ارتفاع قيمة الفرنك السويسري مقابل الدولار الأمريكي بين عامي 2001 و2013، وفقا…
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
القطاع المالي السويسري أمام خياريْن.. الإصلاح أو الغرق!
تم نشر هذا المحتوى على
لقد فشلت الخطط الهادفة إلى جعل الساحة المالية السويسرية واحدة من بين المراكز المالية الثلاث الأكثر أهمية في العالم بسبب الأزمة المالية، وتقلص الحلم إلى مجرد حماية ما هو قائم، لكن بعض المراقبين يعتقدون ان فرص النمو لا تزال موجودة. في 13 مارس 2009، خضع هانس رودولف ميرتس، وزير المالية السويسري لمطالب منظمة التعاون والتنمية…
هل يمكن أن يتكرّر سيناريو سحب المُدّخرات من بنك سويسري؟
تم نشر هذا المحتوى على
لقد كان أمراً مأساوياً بالنسبة للمعنيين، حينما قررت هيئة الرقابة في أكتوبر 1991 سحب ترخيص بنك الإدخار والإئتمان بمدينة تون (SLT) في منطقة “بِرنر أوبرلاند” (الأرياف الجبلية في كانتون برن). هكذا رأى مثلاً كورت ـ بيتر شفايتزر، أحد عملاء البنك، إفلاسه بأم عينه. وبحكم عمله كحارس في البرلمان، حيث أقيم المؤتمر الصحفي للجنة البنوك التي…
تم نشر هذا المحتوى على
مَعرض الصور التالي يُظهِر أن العديد من أصحاب الملايين الذين حققوا ثرواتهم من خلال نطاق متنوع من القطاعات يشعرون بالراحة في سويسرا. من خلال صناعة الأدوية أندريه هوفمان هو أحد ورثة إمبراطورية الأدوية هوفمان-لاروش. وهو ينتمي منذ عام 1996 إلى مجلس إدارة عملاق صناعة الأدوية ‘روش‘. وبفضل أسهمهما في الشركة، تقدَّر ثروة الأسرتين الوريثتين هوفمان…
تم نشر هذا المحتوى على
ويرى جون كريستونسن، مدير الشبكة الدولية للعدالة الضريبية، أن هذه الجنان تشكل العائق الأكبر أمام تحقيق الشفافية في الأسواق المالية، والمساواة على المستوى الجبائي. سويس إنفو: لماذا تعتقد أن الجنان الضريبية هي أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في ظهور الأزمة المالية العالمية الحالية؟ جون كريستونسن: يعود اندلاع الأزمة الماليةالعالمية الحالية إلى سببيْن: الأول، غياب الشفافية…
تم نشر هذا المحتوى على
وتثير هذه الخطوة، بالنسبة للخبير المالي والنائب البرلماني الاشتراكي السابق، رودولف ستراهم، العديد من التساؤلات التي طرحها في حوار خاص أجرته معه سويس انفو. سويس إنفو: قررت الحكومة السويسرية دفع 54 مليار دولار أمريكي لإتحاد المصارف السويسرية مقابل إشتراء أسهم وأصول من الصعب بيعها الآن. هل الصفقة مربحة كما تدعي الحكومة؟ رودولف ستراهم:أعتقد أن القرار…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.