تحقيق صحفي يكشف عن شركة سويسرية ثانية باعت أجهزة تشفير متلاعب بها
كشف التلفزيون السويسري العمومي، أن شركة ثانية متورطة فى تصنيع أجهزة تشفير تم التلاعب بها من أجل التجسس لصالح مخابرات أجنبية.
ووفقًا لمصادر التلفزيون السويسري العمومي (SRF)، فإن شركة اومنيسك القابضة (Omnisec AG) السويسرية لها علاقات مع أجهزة المخابرات الأمريكية. ويأتي هذا بعد أن كشف تحقيق لقناة التلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية (SRF) وقناة التلفزيون الألماني (ZDF) وصحيفة واشنطن بوست في فبراير أن شركة كريبتو “Crypto AG” التي تتخذ من تسوغ مقراً لها كانت منصة لإطلاق عمليات تجسس دولية ضخمة قادتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدعم من وكالة الاستخبارات الألمانية .وكانت اومنيسك أحد أكبر منافسي شركة كريبتو.
عالم التشفير والأستاذ السويسري أولي ماورر، الذي عمل مستشارًا لشركة اومنيسك لسنوات، أخبر التلفزيون السويسري أن أجهزة المخابرات الأمريكية (وكالة الأمن القومي) اتصلت بشركة اومنيسك في عام 1987 من خلاله.
مصدر القلق هو أجهزة تشفير من سلسلة OC-500. تم بيعها للعديد من الهيئات الفدرالية السويسرية. لكن السلطات السويسرية، لاحظت أن الأجهزة لم تكن آمنة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كما تلقت العديد من الشركات السويسرية أجهزة تم التلاعب بها من قبل اومنيسك، بما في ذلك أكبر بنك في سويسرا، يو بي اس. ومن غير الواضح ما إذا كانت السلطات قد أبلغت البنك بطبيعة الأجهزة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وصرح البنك للتلفزيون السويسري أنه لا يعلق على المسائل الأمنية، وأنه ليس لديه مؤشرات على كشف بيانات حساسة في ذلك الوقت.
يذكر أن شركة اومنيسك، التي تأسست عام 1987، تٌصنّع معدات تشفير الصوت والفاكس والبيانات.و تم حلها قبل بضع سنوات. وصرح آخر رئيس للشركة، كليمنس كامر، لقناة التلفزيون العمومي أن عملاء شركة اومنيسك”لديهم وسيستمرون في إعطاء قيمة كبيرة للأمن والسرية وحسن التقدير والموثوقية في العلاقات التجارية”.
وقد دعا بعض السياسيين إلى إجراء مزيد من التحقيقات في هذه المزاعم الأخيرة للكشف عما إذا كان أي شخص في الحكومة الفدرالية على علم بعلاقة شركة اومنيسك مع المخابرات الأجنبية.
قضية التشفير
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف تحقيق استمر تسعة أشهر أجرته لجنة التدقيق البرلمانية السويسرية (GPDel) أن جهاز المخابرات السويسري كان على علم بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت وراء شركة كريبتو التي تتخذ من سويسرا مقراً لها منذ عام 1993. ويقول التقرير أن جهاز المخابرات السويسري تعاون معهم فيما بعد لجمع المعلومات من مصادر أجنبية.
جدير بالذكر أن أكثر من 100 دولة حول العالم اشترت أجهزة التشفير من الشركة التي تتخذ من مدينة تسوغ مقراً لها، والتي كانت تمارس أعمالها تحت ستار الحياد السويسري. لكن الشركة كانت في الواقع تابعة لوكالتي المخابرات المركزيةو الألمانية، مما مكنها من قراءة الرسائل السرية المشفرة. ولعبت هذه المعلومات التي تم اعتراضها بمساعدة أجهزة كريبتو دوراً في تغيير مجرى الأحداث، بما في ذلك أزمة الرهائن في إيران عام 1979.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.