تقرير إعلامي يزعم تورط شركة سويسرية في تزويد سوريا بمكوّنات أسلحة كيميائية
زعم قائد سابق في الجيش السوري أن شحنة من المواد الكيميائية مخصصة لأغراض طبية ومصدرها مصنع في مدينة بازل السويسرية، قد استُخدِمت في صنع أسلحة كيميائية في سوريا.
نقلت صحيفة سونتاغس تسايتونغرابط خارجي الصادرة بالألمانية يوم الأحد 4 يوليو عن العميد السابق في الجيش السوري زاهر الساكت قوله إن خمسة أطنان من الإيزوبروبيل و280 كيلوغراما من الديميثيلامين (ثنائي إيثيل أمين) “استخدمت بلا شك في إنتاج أسلحة كيميائية.”
كلتا المادتين الكيميائيتين ذات استخدام مزدوج، يمكن العثور عليهما في منتتجات مخصصة للاستخدام اليومي والاستخدام العسكرية على حد سواء: يوجد الإيزوبروبيل، على سبيل المثال، في المطهرات ومواد التنظيف والدهانات والورنيش ولكنه يُستخدم أيضاً كمكون رئيسي في تصنيع الغاز المستخدم في الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا والمشتبه في مسؤولية النظام السوري عنها.
تم الإبلاغ بالفعل عن الشحنة المعنية في عام 2018، عندما كشفت الإذاعة العامة السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) أن تصدير تلك المواد قد تم السماح به في عام 2014، في وقت كانت هناك اتهامات خطيرة ضد جيش الأسد بشنه هجمات بالأسلحة الكيميائية.
المزيد
شركة سويسرية صدرت مادة كيمائية مستخدمة في صناعة غاز السارين
في ذلك الوقت، أنكرت الأمانة العامة السويسرية للشؤون الاقتصادية، والحكومة السويسرية، والشركة المصدرة – وهي شركة فرعية مقرها بازل تابعة لمجموعة برينتاغ (Brenntag) الألمانية – حدوث أي مخالفات.
وقالت أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية في عام 2018 إن الجهة التي استلمت الشحنة كانت “شركة أدوية سورية خاصة” وإنه “لم يكن هناك ما يشير إلى أن لهذه الشركة صلات بالنظام السوري في ذلك الوقت ولا اليوم”، وبعد أسابيع قليلة من تقرير الإذاعة، أعلنت الأمانة أن صادرات الإيزوبروبيل ستخضع للقيود.
وقالت الحكومة السويسرية في ذلك الوقت إن أطنان الشحنة الخمسة كلها استخدمت في صناعة منتجات طبية.
ومع ذلك، استشهدت صحيفة سونتاغس تسايتونغ بتقارير قادمة من سوريا تظهر أنه يمكن حساب واحد فقط من خمسة أطنان من الإيزوبروبيل في عام 2018 من قبل شركة المتوسط للصناعة الدوائية السورية (MPI) المستوردة، التي صنعت العديد من المنتجات الطبية بموجب ترخيص من شركة نوفارتيس العملاقة للأدوية ومقرها بازل.
وفقًا للصحيفة، فإن الادعاء بأن المادة الكيميائية كانت تستخدم في تصنيع هلام مسكن للألم “لا يضيف شيئًا”، لأن شركة المتوسط للصناعة الدوائية السورية (MPI) فقدت الترخيص الرسمي لإنتاج هذا الهلام في نهاية عام 2015.
وتقول الصحيفة مدعومة بشهادة العميد السابق في الجيش السوري، إن ما تبقى من الشحنة كان يستخدم على الأرجح لصنع أسلحة كيميائية، وإن نظام الأسد استخدم بانتظام الشركات المستوردة كـ “تمويه” للحصول على المكونات.
أما بالنسبة لمصدر المواد الكيميائية المعنية فهو مدينة دويسبورغ الألمانية وتم إرسالها إلى بازل قبل شحنها عبر نهر الراين، ثم عن طريق البحر، إلى مدينة اللاذقية في سوريا، كما كتبت الصحيفة.
يوم الأحد 4 يوليو، كررت مجموعة برنتاغ (Brenntag) قولها إن “تسليم كلا المنتجين تم وفقًا للوائح المعمول بها في وقت التسليم” وإن أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية قد برأت الشركة من أي مخالفات.
عمل زاهر الساكت لمدة 20 عامًا في برنامج الأسلحة الكيميائية للجيش السوري، قبل أن يفر من البلاد في عام 2013، وفقًا لما كتبته صحيفة سونتاغس تسايتونغ.
المزيد
كيف يصل السلاح السويسري إلى مناطق النزاعات؟
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.