“أمام الفلسطينيين فرصةٌ للتوحّد، لكنهم لا ينتهزونها”
أزيد من عشرين سنة مرة على إقرار اتفاقية أوسلو، وبعد عام من فشل آخر محاولة لإعادة إطلاق جهود السلام في الشرق الأوسط، إثر جولات مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، شهدت الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة ما بات يعرف بـ "انتفاضة السكاكين"، في مرحلة فشلت فيها كل الجهود المبذولة من أجل رأب الصدع بين أجنحة الحركة الوطنية الفلسطينية.
رغم هذا الوضع الصعب، ظلّ العديد من الفاعلين السويسريين موجودين في المنطقة، يبذلون جهودا من أجل تخفيف التوتّر: الدبلوماسيون من أجل تسهيل المفاوضات، والعاملون في المجالات الإنسانية من أجل إعادة الإعمار، والمنظمات غير الحكومية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتعزيز حقوق الإنسان.
برنامج “تحليل عملية بناء السلام وآثارهارابط خارجي” هو أحد هذه البرامج السويسرية، وتأسس على الاعتقاد بأن “تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين هو عنصر حاسم ومحدّد بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني وللسلام في المنطقة عموما على أساس تعايش دولتيْن متجاورتيْن بسلام”.
ولتسليط الضوء على المستجدات في الأراضي الفلسطينية، وفهم أسباب فشل الجهود المبذولة للمصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين خاصة بين فتح وحماس، التقت swissinfo.ch رولاند ديتلي المسؤول عن هذا البرنامج السويسري في الأراضي الفلسطينية والخبير بمؤسسة “السلام السويسرية”رابط خارجي في برن وأجرت معه الحوار التالي.
swissinfo.ch: تصاعدت في الأسابيع الأخيرة المواجهات بين الفلسطينيين من ناحية والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من ناحية أخرى. هل تعتبر هذه الأحداث مؤشرا على نهاية عملية أسلو؟
رولاند ديتلي: أعتقد أن عملية أوسلو قد انتهت فعلا إذا أخذنا في الإعتبار ما وجدت من أجله هذه العملية أصلا قبل عقديْن من الزمن. وبالإمكان الجزم بأن الروح التي جاءت بها أوسلو انتهت مع اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، أي قبل أزيد من عشر سنوات. وما نشهده اليوم هو بالأحرى انفجار مصدره الخيبة والإحباط، لأن أوسلو لم تحقق أي شيء للفلسطينيين. واليوم هناك حالة ركود تام على المستوى الدبلوماسي، فلا بريق أمل في الأفق على تحسّن ممكن على المستوى السياسي، ناهيك عن المصاعب والعراقيل التي تواجه الحياة اليومية للسكان الفلسطينيين. لذلك كان من المنطقي جدا أن نرى ما يحدث الآن. رغم كل ذلك، أعتقد من السابق لأوانه الحديث عن نهاية مرحلة اوسلو إداريا وسياسيا.
swissinfo.ch: هل تتفقون مع ما قاله أخيرا وزير الخارجية الفرنسي، ألان فابيوس، من أن الإستيطان الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة أدى إلى تراجع آمال السلام في المنطقة؟
رولاند ديتلي: رغم اتفاقي مع ما سبق، لكن لا أعتقد أن الإستيطان هو العامل الوحيد الذي يقلّص آمال السلام. فمن العوامل التي أدت إلى تراجع ذلك الأمل هو الأزمة العميقة التي تضرب المؤسسات السياسية الفلسطينية والقيادة الماسكة بزمامها، ومن الصّعب جدا إحراز تقدّم، إذا كان هذا الطرف الرئيسي في بناء عملية السلام يتعرّض مشروعه المستقبلي ومشروعيته في تمثيل الشعب الفلسطيني إلى التشكيك والمساءلة. ينضاف إلى ذلك انقسام الصف الفلسطيني إلى أجنحة وفصائل متنافسة على النفوذ والسلطة. وليس من الواضح كيف سيجد الفلسطينيون طريقهم من جديد لمواصلة نضالهم من أجل الإستقلال. إنه وضع كئيب ومؤسف، فبأي شرعية، وبأي مشروع سوف يواجهون استحقاقات المرحلة، ومتطلبات السلام في المنطقة؟ أما على المستوى الإقليمي، فالجميع على وعي بالوضع السيئ والصعب في سوريا، والذي مرّ الصراع فيها من مرحلة النزاع الوطني، إلى النزاع الإقليمي، ثم هو ينتقل حاليا إلى نزاع دولي. وقد شهد هذا الصراع في الآونة الأخيرة تطوّرات متسارعة، ودخلته قوى جديدة، كما تتسع مساحات الحريق لتشمل بلدانا مجاورة مثل تركيا. فالإقليم ككل ليس في أفضل حالاته.
رولاند ديتلي في سطور
رولاند ديتلي، خبير سويسري في مجال بناء السلام حاصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث من جامعة برن.
درس ثم عمل بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
انضمّ إلى فريق مؤسسة “السلام السويسرية” (سويس بيس) في عام 2001 كباحث ومحلل ضمن مشروع “إفريقيا الناطقة بالبرتغالية”.
في عام 2003، أصبح مدير مشروعات في مركز بناء السلام.
في عامي 2004 – 2005، ترأس الوفد السويسري التابع لوزارة الخارجية الذي أرسل ضمن بعثة المراقبين الدوليين لمدينة الخليل.
في عام 2006، كان ضمن بعثة سويسرية لتعزيز السلام في اليمن.
منذ أغسطس 2010، يترأس مشروع “تحليل عملية بناء السلام وآثارها” ضمن فريق مؤسسة “السلام السويسرية”.
swissinfo.ch: هل مازال هناك مجال لفرض حل الدولتيْن بالنسبة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني؟
رولاند ديتلي: إذا كان المقصود: هل هذا النزاع قابل للحل، أوهل يمكن أن يكون هذا الحل: بناء دولتيْن متعايشتيْن بسلام. أرى أن مبادرة جنيف قد أظهرت إلى حدّ بعيد الكيفية التي يمكن أن تحلّ بها قضايا رئيسية ومعقّدة في هذا النزاع مثل مسألة الحدود، واللاجئين، والمياه،… إذن من الناحية الواقعية، أعتقد أن هذا ممكن. المشكلة تكمن في أنه من الصعب جدا قياس الإرادة السياسية أو التحكّم فيها، أو بناء تحالف قوي لممارسة ضغوط في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لدفع صانعي القرار على طرفي النزاع لإتخاذ الخطوات الضرورية والبناءة. إن العائق الأساسي الذي يعرقل التقدّم في حل هذا النزاع ليس الواقع الميداني رغم كل تعقيداته، بل الشعور العام السائد بين السكان، على الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني. وهذا ما يجعلني متشائما جدا بالنسبة للمستقبل.
swissinfo.ch: إذا كانت هذه سيمات الوضع الميداني والنفسي، هل يمكن أن يكون الحل البديل العيش في ظل دولة واحدة على قاعدة “صوت انتخابي لكل مواطن”؟
رولاند ديتلي: أنا متردد جدا في اقتراح حلول يفترض أن تطرحها جهات أخرى. فالأمر لا يتعلّق بي أنا. وما يجب ألا يغيب على أحد ينشغل بهذا النزاع هو حقوق وطموح أي مواطن فلسطيني أو إسرائيلي يعيش هناك، ولا أستثنى من ذلك اللاجئين الفلسطينين في الشتات. ولا يهم بعد ذلك الشكل الذي يتخذه ذلك الحل ما دام يحترم تلك الحقوق والتطلعات.
swissinfo.ch: في إحدى نشرياتكم، ترون أن المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين أمر ملحّ وحاسم في تحديد مستقبل الفلسطينيين والسلام في المنطقة. لماذا هذه المصالحة ملحة الآن؟
رولاند ديتلي: مردّ ذلك أن هو أن الفلسطينيين قد قطعوا في السنوات الماضية خطوات معتبرة من أجل الوصول إلى هذه المصالحة، آخرها اتفاق مخيم الشاطئ في عام 2014، لكنهم فشلوا في تنفيذ بنود هذا الإتفاق. ومن المعلوم في عالم الدبلوماسية أن الفشل في الالتزام باتفاق موقّع يخلق وضعا أسوأ من أنه لو لم يكن هناك اتفاق أصلا. فتلك النافذة التي فتحت على المصالحة أرى أنها أغلقت بسرعة، وأن الفشل الذي لاقته سوف يلقي بظلاله القاتمة على أيّ محاولة في المستقبل، لأن كل طرف سوف يقول: أنظر لقد بذلنا كل الجهد، لكن الطرف الآخر لا يريد المصالحة. هذا الوضع يشبه إلى حد كبير مصير اتفاق أوسلو. في زمن توقيعه، كان اتفاقا جيّدا في أعين الجميع، لكن عندما فشل، الفلسطينيون يقولون إنهم لم يجنوا منه إلا المزيد من الاستيطان، والحواجز والحصار، .. في المقابل، يقول الإسرائيليون، لقد وقّعنا اتفاق أوسلو، فأصبحنا عرضة للمزيد من الهجمات الإرهابية.
أعتقد أن المصالحة بين الفلسطينيين ملحة وعاجلة حتى لا يستقرّ شعور بالإحباط والتسليم باستحالة التوصّل إليها. وكذلك حتى لا تسحب من الفلسطينيين أهلية الطرف المحاور، لأنهم في تلك الحالة لن يستعيدوا تلك الصفة إلا بعد مرور سنوات طويلة إن لم نقل عقود.
مشروعات سويسرية في الأراضي الفلسطينية
خلال المراحل الصعبة التي مرّ بها الشعب الفلسطيني، كانت العديد من الجهات السويسرية، الحكومية وغير الحكومية، حاضرة بإستمرار تقدّم الدعم السياسي والإنساني وتحاول تخفيف التوتّر، وحماية الفئات الأكثر عرضة للإنتهاكات. ونقدّم هنا لمحة عن بعض هذه المشروعات:
تشرف مؤسسة “السلام السويسرية” بالتعاون مع جامعة بازل على إنجاز برنامج “تحليل عملية بناء السلام وتأثيراتها”رابط خارجي. (Peacebuilding Analysis and Impact) وتقدم هذه المؤسسة الدعم للعديد من المنظمات الفلسطينية في الضفّة والقطاع. ويهدف المشروع السالف الذكر إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين وتقليل التوتّر في العلاقة بينهم، نظرا لأهمية ذلك بالنسبة لمستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي أفق تهيئة الظروف لتكريس الحل السلمي على قاعدة دولتيْن متجاورتيْن يعيشان بسلام.
تعمل هيئة “إعانات الكنائس البروتستانتية السويسريةرابط خارجي” في الأراضي الفلسطينية من أجل تجاوز تشتت مؤسسات المجتمع الفلسطيني، وتتعاون مع العديد من المؤسسات الأهلية هناك من أجل تطوير خطط واستراتيجيات مشتركة. ويبلغ عدد المؤسسات الفلسطينية المنخرطة في هذا المشروع 15 مؤسسة.
تقدّم منظمة “حركة السلام النسوية المسيحيةرابط خارجي” مساعدة ودعما متخصصا للنساء والأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزّة في الفترات الماضية، وذلك من خلال مشروعات مشتركة مع جمعية “العاملات الفلسطينيات من أجل التنمية” في غزة. ويتخذ هذا الدعم شكل الإعانات المالية وكذلك تبادل الخبرات الفنية.
منذ 20 عاما، تعمل منظمة “الخدمة الطبية الدوليةرابط خارجي” السويسرية في المناطق الفلسطينية من أجل مساعدة السكان المحليين في الحصول على الخدمات الطبية. وتدعم هذه المنظمة مشروعات صحية تديرها منظمات من المجتمع المدني الفلسطيني، مع العمل كذلك على مكافحة أي أشكال من انتهاكات حقوق الإنسان.
ويذكر أن القاسم المشترك لجميع هذه المشروعات دعم الشعب الفلسطيني وتثبيت قدمه على أرضه بما يساعد في النهاية من الوصول إلى حل سلمي على قاعدة مبادرة جنيف المتمثلة في حل الدولتين.
swissinfo.ch: أبرمت العديد من اتفاقيات المصالحة بين حماس وفتح منذ 2008 وحتى الآن. لماذا لم تجد جميع تلك الإتفاقيات طريقها إلى التنفيذ؟
رولاند ديتلي: لا يوجد مشكل واحد، بل جملة من المشاكل تقف عثرة أمام المصالحة. بعضها يوجد على مستوى العلاقات الشخصية. وكمراقب خارجي، أصبح لدي انطباع بوجود حقد وعداء دفينيْن بين الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، وقيادة حركة حماس، وهناك انعدام ثقة بين الطرفيْن. وعلى المستوى الدولي، هناك العديد من الأطراف التي توظّف هذا التباين الفلسطيني – الفلسطيني لتعميقه لا لجسره. ثم إن الإتحاد الأوروبي، أكبر جهة مانحة للفلسطينيين، لا يستثمر ما يكفي من الجهود على المستوى السياسي لتغيير هذا الوضع. ويعقّد المشهد أكثر فأكثر غياب الدور العربي بعد تخلّي مصر عن دور الوسيط المحايد، مثلما كان الوضع قبل سنوات، حيث اختارت هذه الأخيرة مساندة طرف على طرف آخر. وبالنتيجة لا يوجد أي طرف دولي يعمل بالفعل (بإستثناء سويسرا) للتقريب بين الإخوة الأعداء.
swissinfo.ch: بعض المراقبين يتهمون إسرائيل والولايات المتحدة بإعاقة وتعطيل أي مجهود للتقريب بين غزة ورام الله. إلى أي حدّ موقف هذيْن الدولتيْن مؤثّر في ملف المصالحة؟
رولاند ديتلي: بكل تأكيد ليسا الطرفيْن الوحيديْن المتهميْن بإعاقة كل جهد في هذا المجال. بالنسبة لإسرائيل، لا تخفي معارضتها لأي تقارب فلسطيني – فلسطيني، وتعتبر أن انقسامهم يصبّ في مصلحتها، ولإسرائيل العديد من الأدوات التي تستخدمها بذكاء لتأبيد الوضع القائم.
وأما الولايات المتحدة، فربما لا يكون دورها حاسما ومضرّا مثلما يُصوّر الأمر من الخارج، لكن الإدارة الأمريكية بالتأكيد لا تقوم بدور بناءٍ بشأن هذا الملف.
ولكن في الحقيقة، الجمود السائد الآن ليس بسبب التدخّل النشط لأطراف أجنبية، لأنه لا تزال يوجد أمام الفلسطينيين مساحة وفرصة للتوحّد لكنهم لا ينتهزونها. فالإنقسام هو نتاج فلسطيني داخلي قبل كل شيء، مرده أن الطرفيْن (فتح وحماس) ليسا مستعدّيْن لدفع فاتورة هذا التقارب أو القفز نحو المجهول، والتخلّي عمّا بحوزتهما حاليا من مكاسب ونفوذ (بإمكان حماس أن تقول إنها تسيطر على قطاع غزة، وتحصل على دعم من جهات عدة، ولا تعلم ما الذي ينتظرها لو تخلت عن ذلك. في المقابل، حركة فتح في رام الله، لا تزال تحصل على كثير من الاستثمارات والمعونات المالية، بالإضافة إلى سيطرتها على السلطة والأجهزة الامنية والإدارية).
swissinfo.ch: يُلاحظ أن المقاربة السويسرية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تختلف عن مقاربة بقية الاطراف الخارجية. هل يمكن أن تعطينا لمحة عن الموجهات العامة لهذه المقاربة؟
رولاند ديتلي: ما ميّز بإستمرار الرؤية السويسرية لهذا النزاع، وتتفق في ذلك مع النرويج كذلك، هو انفتاحها واستعدادها للحوار مع جميع الأطراف بدون استثناء، على خلاف موقف أعضاء الإتحاد الاوروبي، أو الولايات المتحدة الامريكية، او حتى الأمم المتحدة، والتي اتخذت في السنوات الاخيرة قرارا بعدم التعامل سياسيا مع حكومة الأمر الواقع في غزة. هذا الموقف لم تتبناه سويسرا. ولنقل إن أولويات الدبلوماسية السويسرية عموما تجاه هذا النزاع هي، أوّلا، حماية فرص وجدوى حلّ الدولتيْن، وثانيا، تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وثالثا، حماية وتعزيز حقوق الإنسان.
swissinfo.ch: من المنتظر أن ينعقد قريبا المجلس الوطني الفلسطيني، أعلى هيئة قيادية بمنظمة التحرير الفلسطينية (لم ينعقد منذ 1996). هل تعتقد أن ذلك سيؤدي إلى افراز نخبة قيادية جديدة للمنظمة؟
رولاند ديتلي: لا أريد التنبؤ، ولكن لست متفائلا. وأتمنى أن يكذب ظني. وتكمن المشكلة في أزمة الشرعية العميقة التي تلاحق القيادة الحالية. وحتى يساعد المجلس الوطني المنتظر في معالجة هذه الأزمة، وفي تجديد المؤسسات القيادية، لابد من أن تسبق ذلك المجلس عملية حوار شاملة تنطلق من القاعدة نحو القمة، وتشمل اللاجئين في الشتات، وفي الضفة والقطاع والقدس، وتتوّج تلك العملية الحوارية بإفراز ممثلين شرعيين، فقط أولئك يكون لهم الحق في إحداث تغييرات عميقة في بينية وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وفي اعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني. لو حصل هذا عندئذ سأكون أكثر تفاؤلا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.