المواقع الالكترونية مصدر أخبار غالبية الشباب السويسري
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مهيمنة على نحو متزايد على صناعة الإعلام السويسري ولم تعد تتحكم فقط في عادات المستهلكين ولكن أيضا في سوق الإعلانات. أما التلفزيون، صناعة القرن العشرين، فيحتضر على فراش الموت. هذه هي نتائج أحدث “نشرة سنوية حول جودة وسائل الإعلام” الصادرة عن جامعة زيورخ.
قوية ومهيمنة وتملك المال وتقع خارج مجال النفوذ السويسري: هكذا يُوصف “وسطاء التكنولوجيا” أي وسائل التواصل الاجتماعية ولا سيما الفيسبوك وغوغل والتي لم تعد مجرد وسيلة للتواصل مع العائلة والأصدقاء.
الدراسة الجديدة كشفت أن أبناء الجيل، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة، يرون موقع فيسبوك وغيره كوسيلة إخبارية حقيقية: حيث يقول 24٪ من الشباب المستطلعة آراؤهم إن منصات التواصل الاجتماعي هي مصدر الأخبار الرئيسي بالنسبة لهم. في الوقت نفسه، يتصفح 34٪ من الشباب مواقع إخبارية على شبكة الانترنت كمصدر رئيسي للحصول على المعلومات. وهذا يعني أن أكثر من نصف مستخدمي وسائل الإعلام من الشباب يستمدون معلوماتهم من مصادر رقمية.
جهاز التلفاز سينقرض في المستقبل
عمق الفجوة بين الأجيال يصبح جليا، عندما نلقي نظرة على جهاز التلفاز. ففي الوقت، الذي ما تزال شاشة التلفاز المصدر الرئيسي للمعلومات لـ 40% من المستهلكين في عمر الـ 55 عاما فأكثر، لا تتجاوز هذه النسبة بين الشباب الـ 14%. ولا يختلف الوضع كثيرا عندما يتعلق الأمر بحجم القراء الصحف المطبوعة بين الشباب.
من جهة أخرى، أكد التقرير أن التحول إلى العالم الرقمي ولا سيما إلى مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية له تبعات اقتصادية واضحة. فوفقا للتقرير السنوي الأخير، تحتل وسائل الإعلام السويسرية المركز الثاني بعد مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الإعلانات الموجهة. تبعا لذلك تملك الشركات الرقمية العملاقة مثل الفيسبوك وغوغل نصيب الأسد من عائدات الإعلانات السويسرية في مجال الصحافة. كما أفاد التقرير بأن وسائل الإعلام الخاصة تستثمر بشكل أقل في الصحافة المهنية.
المحتويات المنشورة في فيسبوك تعاني من قلة الجودة
هذا وتؤثر طبيعة موقع فيسبوك على نوعية ما يقدمه الصحفيون، فأكثر المحتويات انتشارا على فيسبوك ذات طابع ترفيهي أوعاطفي، لذا تميل وسائل الإعلام الرقمية إلى نشر الأخبار ذات نفس الطابع على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيرا ما يؤدي هذا النهج إلى وجود فرق نوعي بين ما يتم تقديمه على الموقع الالكتروني وما تعرضه نفس وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا للتقرير.
لكن هناك حالات استثنائية تمثلها صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ وهيئة الإذاعة السويسرية وموقع swissinfo.ch ، والتي تنشر محتويات جادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من التغييرات الهيكلية الجارية، فيؤكد فريق البحث على أن هناك ارتفاعا في مستوى الجودة في مواقع الأخبار السويسرية.
كما أن مستوى الجودة مرتفع نسبيا في سويسرا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث تقود هيئة الإذاعة والتليفزيون السويسري في هذا المجال، تليها الصحف والمجلات الصادرة يوم الأحد.
جدير بالذكر أنه “النشرة السنوية حول جودة وسائل الإعلامرابط خارجي” تصدر سنويا منذ عام 2010 من قبل المعهد البحثي للمجال العام والمجتمعرابط خارجي التابع لجامعة زيورخ.
ويعتمد البحث على معايير مثل الأهمية والتعددية ومستوى المهنية. وdستند جزء من نتائج البحث على بيانات لتقريررابط خارجي رويترز للأخبار الرقمية الصادر من جامعة أكسفورد.
(ترجمته من الانجليزية وعالجته: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.