دوريس لويتهارد: “سويسرا مهتمة بالإستثمار في الأردن”
حظيت السيدة دوريس لويتهارد باستقبال حافل في الأردن يوم الإثنين 4 أكتوبر في أول يوم من زيارتها الرسمية إلى عمان. وأبلغت وزيرة الإقتصاد في الحكومة الفدرالية رئيس الوزراء الأردني اهتمام رجال الأعمال السويسريين بالإستثمار في الأردن وبرغبة برن في الإسهام في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وفي الطريق الذي سلكته السيدة لويتهارد من مطار الملكة عالية الذي وصلته قادمة من الدوحة المحطة الأولى في جولتها العربية، ازدانت شوارع العاصمة عمان بالأعلام السويسرية. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في استقبال ضيفته في قصر الحُمّر حيث استعرضا حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى النشيدين الرسميين للبلدين.
وتركزت المباحثات التي جرت إثر ذلك بين العاهل الأردني والرئيسة السويسرية على علاقات التعاون الثنائي والخطوات الممكن اتخاذها لتطويرها، إضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وأكد الطرفان “حرصهما على تطوير وتمتين علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات ، خصوصا في الميادين الاقتصادية”.
وإثر ذلك، أجرت رئيسة الكنفدرالية جلسة عمل مع رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي. وعقب المقابلة صرحت في ندوة صحفية مشتركة “إننا نسنتنتج أن الأردن يتطور سريعا وخاصة في المجال التكنولوجي ولهذا السبب يُبدي رجال الأعمال السويسريين اهتماما بالإستثمار في الأردن”.
ويُرافق اثنا عشرا ممثلا ينوبون كبريات الشركات السويسرية وزيرة الإقتصاد في زيارتها إلى الأردن. وبالمناسبة، حرصت مجموعة “روش” لصناعة الأدوية على تسجيل حضورها على هامش الزيارة حيث أقامت في عدد من كبريات المجمعات التجارية في العاصمة الأردنية مراكز توفر تحاليل مجانية للكشف المبكر عن الإصابة بمرض السكري وسرطان الثدي.
استعداد برن للإسهام في عملية السلام
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الكنفدرالية، قال رئيس الوزراء الاردني سمير الرفاعي إن
الملك عبدالله الثاني والسيدة لويتهارد ركزا خلال المباحثات التي جمعتهما يوم الإثنين 4 أكتوبر على “عملية السلام والتحديات التي تفرضها إضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام”.
وأعرب الرفاعي عن أمله في أن تستمر برن في أداء دورها الإيجابي في عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط مشيرا إلى أن “سويسرا كانت على الدوام نموذجا ومثالا للدول التي تدعم تحقيق السلام وتقريب وجهات النظر والتركيز على نقاط الإلتقاء بين الاطراف المعنية”.
الرئيسة السويسرية تطرقت بدورها إلى الكيفية التي يمكن لسويسرا أن تساعد بها على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وقالت: “لقد ساهم الأردن في تسوية مشكلة اللاجئين ومنحتهم الأمل وحياة كريمة”، وأضافت “إننا مدركون لحجم الاعباء التي يتحملها الاردن جراء استضافة مجموعات كبيرة من اللاجئين ونحن هنا للمساعدة في تحمل هذه الأعباء وتقديم المساعدات الانسانية”، مضيفة بأنها على وعي بأنها “جاءت في لحظة حرجة بالنسبة للمنطقة” في ضوء المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مُعربة عن الأمل في التوصل إلى السلام المنشود.
وذكرت رئيسة الكنفدرالية بأنه سبق لسويسرا أن اقترحت “مبادرة جنيف” كما أنها على استعداد للمساهمة في إقرار السلام في المنطقة. وفي تصريحات لوكالة الأنباء السويسرية أشارت السيدة ليوتهارد إلى أنها التقت يوم الأحد 3 أكتوبر في الدوحة مع أمير دولة قطر لبحث هذه المسألة ولكيفية مساهمة سويسرا فيها.
الرفاعي: تعزيز التعاون الثنائي
رئيس الوزراء الاردني أشار من ناحيته إلى أن مباحثاته مع وزيرة الإقتصاد السويسرية “ركزت على مسيرة التعاون الثنائي وآليات دعمها وتعزيزها والدور المامول للقطاع الخاص في دفعها واستكشاف مجالات أوسع للتعاون المشترك وكذلك الدور الذي يتوجب على الحكومات القيام به لتسهيل عمل القطاع الخاص وتوفير البيئة اللازمة لنمو اعماله”.
وأضاف الرفاعي أن الجانبين بحثا قضايا في قطاعات محددة مثل “البنى التحتية والبنوك والسياحة”، كما لاحظ أن ارقام التجارة بين البلدين ورغم انها زادت بشكل في السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ إلا أنها “لا تزال دون مستوى الطموحات”، على حد قوله.
وأعرب رئيس الوزراء الأردني أيضا عن الأمل في أن تسهم هذه الزيارة في “زيادة حجم استيراد البضائع السويسرية الى الاردن وزيادة البضائع الأردنية المصدرة الى سويسرا” كما شكر رئيسة الكنفدرالية على الدعم الذي تقدمه سويسرا باستمرار للأردن وخاصة المنح والقروض الميسرة للدفاع المدني إضافة الى سيارات الإسعاف التي سيكون لها اثر مباشر على الاردنيين.
في سياق متصل، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان إن الزيارة مهمة لتفعيل العلاقة الاقتصادية بين الأردن وسويسرا والبناء على الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خصوصا اتفاقية (أفتا EFTA) وزيادة حجم التبادل التجاري وأشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إلى أن سويسرا تقدم مساعدات للأردن “في مجالات الصحة والبيئة”.
ومن المنتظر أن توقع وزيرة الإقتصاد السويسرية في اليوم الثاني والأخير من زيارتها إلى الأردن على اتفاق إطاري في مجال “تطوير جهاز الإسعافات في الدفاع المدني” ينص بالخصوص على تسليم 100 سيارة إسعاف إلى عمان، كما تؤدي زيارة إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين.
يرتبط الأردن مع سويسرا بعلاقات اقتصادية وطيدة يعبر عنها حجم التبادل التجاري والاستثمارات والإتفاقيات الموقعة بين البلدين لكنها تظل أقل من المأمول.
في عام 2010، بلغت الصادرات الكلية من الأردن إلى سويسرا 73،8 مليون دينار أردني (حتى موفى شهر يوليو الماضي)، بينما بلغت الواردات نحو 57,8 مليون دينار أردني في نفس الفترة.
وقع البلدان اتفاقية حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات عام 2001 ، يتم بموجبها حث المستثمرين السويسريين ومن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على الإستثمار في الأردن في عدة مجالات من بينها تكنولوجيا المعلومات وصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل وكذلك في القطاع السياحي.
وقعت برن وعمان أيضا على اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري واتفاقية منطقة التجارة الحرة مع الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر EFTA التي تضم إلى جانب سويسرا النرويج وأيسلندا وإمارة الليختنشتاين عام 2002 ، بهدف تطوير وتنويع التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي.
يأمل الجانبان في تطوير علاقات التبادل التجاري بينهما وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بينهما وزيادة التعاون في صناعة الأدوية والسياحة العلاجية وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيئة والطاقة.
نفذت الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية عددا من البرامج في الأردن في مجال بناء القدرة المؤسسية والتدريب وكذلك المساعدات الإنسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلد.
تم تأسيس مجلس الأعمال الأردني السويسري عام 2006 لتعزيز الروابط بين القطاع الخاص في البلدين والتعريف بالفرص االإستثمارية المتاحة في الأردن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.