رغم الصعوبات، “طموحات” الطلاب من ذوي الأصول الأجنبية كبيرة في المجال الدراسي
في أوروبا، هم ربع إجمالي طلاب الفصول: فكيف يتابع التلاميذ المنحدرون من الهجرة تعليمهم في المدرسة؟ إنهم يجدون صعوبة أكثر من الآخرين ـ وخاصة في سويسرا ـ ولكن، لديهم قوة إرادة أكبر لتحقيق النجاح.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
بعد أن بدأت مسيرتي المهنية في الصحافة الإقليمية (المكتوبة والإذاعية) في سويسرا الناطقة بالفرنسية، انضممت إلى إذاعة سويسرا العالمية في عام 2000، في الفترة الانتقالية التي شهدت ولادةswissinfo.ch . منذ ذلك الحين وأنا أكتب عن مجموعة متنوعة من المواضيع، من السياسة إلى الاقتصاد والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى إنتاجي لأشرطة فيديو قصيرة حول هذه المواضيع أحياناً. مجالات الاهتمام المفضلة لدي هي العلوم الدقيقة، وخاصة فيزياء الجسيمات، والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وموسيقى الروك (نعم، هناك أشخاص لا يزالون يستمعون إليها إلى اليوم بالتأكيد! ...)
يُعتبر التنوع في المدرسة تحدِّياً ولكنه في ذات الوقت فرصة. لأن «التنوع كان دائماً حاضراً في التطور الإنساني»، وفقاً لما كتب خبراء من منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية في مقدمة هذه الدراسةرابط خارجي الجديدة، التي تضم 300 صفحة في نسختها الأصلية باللغة الإنكليزية، والمُزوَّدة بعشرات الجداول.
وبالإعتماد على معطيات دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA لعام 2015رابط خارجي (حول مهارات الطلبة في حوالي سبعين بلد)، قيَّمَ المؤلفون بشكل خاص قدرات التلاميذ المنحدرين من الهجرة. وهذه القدرات لا تُقاس فقط من خلال نتائجهم الدراسية المُعبَّر عنها بالأرقام. بل تأُخذ في الإعتبار أيضاً شعورهم بالإنتماء إلى مدارسهم، ومستوى قلقهم تجاه واجباتهم المنزلية، ودوافعهم للنجاح وقناعاتهم في الحياة بشكل عام.
تُغطي البيانات عملياً جميع دول أوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا، والأمريكيتين وأوقيانوسيا، ولكنها لا تشمل أفريقيا باستثناء الجزائر وتونس.
وتُسهم الهجرة بتغيير تركيبة المجتمعات بشكل جذري، وبالتالي تُغّير بُنية المدارس أيضاً. ففي عام 2015، كان طالب واحد يبلغ عمره 15 سنة من أصل أربع طلاب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مولوداً في الخارج أو أنَّ أحد أبويه على الأقل مولود في الخارج. في سويسرا ولوكسمبورغ، تصل هذه النسبة إلى أكثر من طالب من أصل اثنين.
محتويات خارجية
الفارق عشر نقاط
بشكل عام، يصعُبُ على الطلبة المنحدرين من الهجرة، ـ خاصة الجيل الأول منهم ـ متابعة تعليمهم بشكل جيد ويشعرون أن مستواهم في المدرسة أدنى من مستوى المواطنين الأصليين. والفوارق بينهم تدور حول عشر نقاط مائوية في جميع معايير التقييم.
ولتفسير هذه الظاهرة، يضع مؤلفو الدراسة عاملين رئيسيين في المُقدمة: العوائق الاجتماعية والاقتصادية (غالباً ما يكون المهاجرون، خاصة الوافدون الجدد، فقراء وغير مندمجين بشكل جيد) وعائق اللغة.
وتظهر سويسرا ضمن مجموعة تضم عشرة دول حيث النتائج فيها عموماً هي الأسوأ، وتوجد معها في نفس المجموعة كل من النمسا وبلجيكا وألمانيا واليابان ولوكسمبورغ.
ولكن ما يجعل المعدل السويسري في أسفل القائمة هو القلق المتعلق بالواجبات بشكل خاص. بالنسبة للنتائج بحد ذاتها، فإن مجموع معدل الطلبة المنحدرين من الهجرة هو الأفضل بكل وضوح. وتعزو الدراسة ذلك لعدة عوامل، من بينها «الانتقائية في سياسة الهجرة، النوعية العامة للنظام التعليمي واللغة التي تُعطى فيها الدروس».
بالنسبة للغة، تعطي الدراسة علامة جيدة لبرنامج زيورخ الجودة في المدارس متعددة الثقافاترابط خارجي، الإلزامي في مدارس الكانتون حيث يتكلَّم أكثر من 40% من طلاب المدارس بلغات مختلفة. هنا، يتم تكييف البرامج، ويتلقى الطلاب دروساً مكثَّفة في اللغة الألمانية، ولكن يتم تشجيع ورفع قيمة لغتهم وثقافتهم الأصلية، انطلاقاً من مبدإ الإحترام المتبادل.
مُتحمِّسون جداً
وفي الختام، لو تحدثنا عن الإندفاع، لوجدنا أنَّ الطلبة المهاجرين «متحمّسون» وبشكل واضح أكثر من الآخرين، وذلك فعلياً في جميع الدول التي شملتها الدراسة. ورداً على المقولة «أريد أن أكون الأفضل، أياً كان العمل الذي أقوم به»، يجد حوالي نصف الشباب من أصول أجنبية في سويسرا أنفسهم فيها، أي أكثر من المواطنين الأصليين بنسبة 10%.
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
أداء جيّد لأبناء المُهاجرين في المدارس السويسرية
تم نشر هذا المحتوى على
التقريررابط خارجي نُشر يوم الإثنين 19 مارس الجاري من طرف منظمة التعاون الإقتصادي والتنميةرابط خارجي التي تتخذ من باريس مقرا لها، وهو يُجري مقارنة بين إحصائيات شاملة أجريت عام 2015 حول أداء الطلاب المُراهقين ونظرة عامة حديثة اهتمت خصيصا بالطلاب المهاجرين. بخصوص الأداء، أشارت نتائج الدراسة إلى أن الطلاب من ذوي الأصول الأجنبية وضمن الفئة…
تم نشر هذا المحتوى على
في موفى شهر نوفمبرالمُنقضي، نَشَر المَكتَب الفدرالي للإحصاء أحدَثَ دراساته الاستقصائية حول الحالة الاجتماعية والاقتصادية للطلابرابط خارجي في مؤسسات التعليم العالي السويسرية، وهي دراسة أجرِيَت أربع مرات منذ عام 2005. واستَنَدَت الدراسة إلى عيّنة تمثيلية، ضَمَّت نحو 26,000 طالباً وطالبة من جميع أنحاء المشهد الأكاديمي السويسري، من الجامعات والمدارس الفنّية العُليا للعلوم التطبيقية (HES) وحتى…
تم نشر هذا المحتوى على
ومن أجل إصلاح هذا الحيف، وفي إطار إحياء اليوم العالمي للهجرة الذي يوافق 18 ديسمبر من كل سنة، أطلقت العديد من المنظمات غير الحكومية في سويسرا حملة إعلامية شعارها: “كيف ستكون سويسرا من دون المهاجرين؟؟” تشمل هذه الحملة، التي يراد منها إلقاء الضوء على مساهمة المهاجرين ودور الهجرة، في بناء رفاهية المجتمع السويسري العديد من…
الطلاب السويسريون يحرزون تقدما ملحوظا في مهارة القراءة
تم نشر هذا المحتوى على
منذ عشر سنوات دأبت منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية على إنجاز هذه الدراسة كل ثلاث سنوات وينصب فيها الإهتمام على تقييم مؤهلات طلاب التعليم الأساسي في البلدان الأعضاء في مجالات القراءة، والرياضيات، والعلوم الطبيعية. شملت “دراسة بيزا 2009” حوالي نصف مليون طالب من 65 بلدا (ثلث بلدان العالم)، منهم 10.000 طالب في سويسرا. وبالنسبة لبرنارد هوغونيي،…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.