زيادة حادة في تعرّض المراهقين السويسريين للتحرش الجنسي عبر الإنترنت
يعاني الشباب في سويسرا من معدلات مقلقة من التحرش الجنسي والمطاردة في شبكة الإنترنت، حيث تتأثر الفتيات أكثر من الفتيان، وفق دراسة صدرت مؤخراً. ويتزامن هذا مع ارتفاع الحاد في استخدام المراهقين لتطبيقات مشاركة الفيديو مثل تيك توك.
وكشفت دراسة “جيمس 2022″، التي نُشرت يوم الخميس 24 نوفمبر الجاري من قبل جامعة زيورخ للعلوم التطبيقية وشركة سويس كوم للاتصالات، أن ما يقرب من نصف المراهقين والمراهقات البالغ عددهم 1000 ممن شاركوا في الاستطلاع تعرضوا للتحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل عبر الإنترنت، مقارنة بـ 19٪ في عام 2014.
غالبا ما تقع الفتيات ضحايا لهذه الظاهرة أكثر من الفتيان (60٪ مقابل 33٪). كما أفادت الدراسة أن نصف الفتيات المراهقات اللائي تعرضن للتحرش من قبل شخص غريب، طٌلب منهن إرسال صور جنسية.
بشكل عام، يظل انستغرام (81٪) و سناب شات (76٪) أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخدامًا من قبل المراهقين السويسريين. ومع ذلك، سجل تطبيق الفيديو الصيني تيك توك ارتفاعًا هائلاً حيث اتضح أن 67٪ من الشباب يستخدمون ههذ المنصة بانتظام، مقارنة بـ 51٪ قبل عامين و 8٪ في 2018.
كما أفادت الدراسة، أن الشباب ينشرون على الشبكات الاجتماعية بشكل أقل تواترًا مما كان عليه في الماضي، وعندما يفعلون ذلك، يكون الأمر بالأحرى “قصصًا” أو “لقطات” سريعة. كما أنهم يميلون إلى النظر إلى المنشورات الأخرى و “الإعجاب” بها أو كتابة رسائل شخصية عبر نافذة الدردشة. وأفاد حوالي 97٪ من الشباب الذين شملهم الاستطلاع أنهم يتواصلون عبر تطبيق واتس أب.
في المقابل، اختفى المراهقون فعليًا من موقع فيسبوك وأصبح 5٪ فقط منهم يستخدمونه يوميًا أو عدة مرات في الأسبوع. وللمقارنة كانت نسبة حضور المراهقين في عام 2014 على فيسبوك تبلغ 79٪.
وكشفت الدراسة أن الفتيات أكثر استخدامًا لتطبيقات الوسائط الاجتماعية، لا سيما تيك توك وانستغرام وبينتيريست، بينما من المرجح أن يقضي الأولاد وقتهم في شبكة الإنترنت في ممارسة ألعاب الفيديو، حيث يلعب حوالي 79٪ من الشباب ألعاب الفيديو لبعض الوقت على الأقل، مع احتمال أن يلعب الأولاد (93٪) أكثر من الفتيات (65٪). ومع ذلك، فقد زادت حصة اللاعبات من الفتيات منذ عام 2018.
دعوة للعمل
تشير النتائج التي توصل إليها المسح إلى الحاجة الملحة لحماية الشباب، لا سيما خلال مرحلة حساسة من التطور الشخصي والجنسي. ودعا الفريق الذي أنجز الدراسة إلى اعتماد مجموعة شاملة من إجراءات التثقيف الإعلامي.
وحث الفريق على منح المزيد من الاهتمام في المدارس لهذه الظاهرة، كما “يجب على الأسرة أيضًا أن تهتم بشكل أكبر بالمشكلة وأن تتحمل مسؤولية الأطفال”. وقال مايكل إن ألبون، المسؤول عن حماية وسائل الإعلام للشباب في شركة سويس كوم للاتصالات: “مثلما يرافق الأهل أطفالهم في الشارع، يجب أن يفعلوا الشيء نفسه على الإنترنت”.
وتشير الدراسة إلى ظاهرة أخرى مقلقة تتمثل في أن الشباب أصبحوا أكثر إهمالًا بشأن حماية الخصوصية. فقبل عشر سنوات، قال 84٪ من الشبان المستجوبين إنهم قاموا بتنشيط إعدادات الخصوصية المناسبة على الشبكات الاجتماعية، لكن اليوم، أفاد 60٪ منهم فقط بأنهم قاموا بذلك. وبينما أصبح المراهقون أكثر تحفظًا بشأن المعلومات التي ينشرونها عن أنفسهم، فقد انخفض خوفهم من بياناتهم الشخصية التي يتم تسريبها عبر شبكة الإنترنت.
للتذكير، تستند “دراسة جيمس”، التي تصدر كل عامين من قبل جامعة زيورخ للعلوم التطبيقية وشركة سويسكوم، على مسح للعادات الإعلامية لحوالي 1000 سويسري وسويسرية تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 عامًا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.