احتجاز أسرة أفغانية وفصلُ أفرادها عن بعضهم البعض “انتهاك لحقوق الإنسان”
قضت المحكمة الفدرالية يوم الثلاثاء 16 مايو 2017 بأن احتجاز السلطات السويسرية لأسرة أفغانية من طالبي اللجوء قبل إعادة ترحيلها إلى النرويج إجراء غير قانوني. ورأت أعلى هيئة قضائية في سويسرا أن احتجاز الأسرة الأفغانية ينتهك مبادئ الإتفاقية الاوروبية لحقوق الإنسان.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
swissinfo.ch مع الوكالات (بالتعاون مع ستيفانيا سومر ماتّر)
في هذه القضية التي ستشكّل سابقة قانونية، وستكون لها تبعات على الصعيد الوطني بشأن طريقة معاملة طالبي اللجوء في سويسرا في المستقبل، رأت المحكمة أن احتجاز هذه الأسرة يتعارض مع مبدأ “الحق في احترام الحياة الخاصة والأسرية”.
وفق القرار الصادر عن المحكمة، يرتقي الإحتجاز في سجن إلى “معاملة لاإنسانية ومُهينة”، كما أنه ينتهك المادّة الثامنة من الإتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
في السياق، يُعدّ هذا القرار ملزما لجميع الكانتونات، وقد تكون له آثار على طريقة معالجة طلبات اللجوء في المستقبل. وتقول دينيس غراف، المحامية لدى منظمة العفو الدولية، التي تابعت عن قرب هذا الموضوع أن “هذا الحكم يضع حدا لممارسة لا تأخذ في الإعتبار مصلحة الأطفال، وسوف تجبر جميع الكانتونات في المستقبل على التصرّف وفقا لذلك”.
احتجاز وعزل أفراد الأسرة عن بعضهم البعض
بدأت أطوار هذه القصة في شهر مايو 2016. عندما وصلت أسرة أفغانية مشكلة من الأب والأم وأربعة أطفال بغرض التجميع العائلي، والإنضمام إلى أقاربهم المقيمين في سويسرا. لكن كتابة (أو أمانة) الدولة السويسرية للهجرة، وبالإعتماد على أحكام اتفاقية دبلن، رفضت طلب اللجوء الذي تقدّمت به هذه الأسرة في شهر أكتوبر 2016، وأمرتها بالعودة على أدراجها إلى النرويج، حيث سبق لها تسجيل طلب لجوء.
بعد رفض الأسرة المغادرة الطوعية على متن رحلة العودة إلى النرويج، خوفا من أن ترحّلهم السلطات النرويجية إلى أفغانستان، بلدهم الأصلي، أقدمت سلطات كانتون تسوغ بفصل أفراد هذه الأسرة عن بعضهم البعض، ووضعتهم رهن الإعتقال: وُضع الأب والأم وطفل رضيع يبلغ من العمر أربعة أشهر في مكان واحد، بينما تم إيداع الاطفال الثلاث الآخرين، الذين تتوزّع أعمارهم بين ثلاث سنوات، وست سنوات، وثماني سنوات في مركز منفصل.
لم تتوفّر لأفراد هذه الأسرة خلال فترة الإحتجاز هذه التي دامت ثلاثة أسابيع سوى فرص قليلة للتواصل، ولم يتبادلوا الحديث سوى مرتيْن. وبعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاز، تم ترحيلهم جوا إلى النرويج، حيث لايزالون هنا إلى اليوم في انتظار صدور قرار من طرف السلطات النرويجية بشأن طلبات لجوئهم.
حيثيات الحكم الذي أصدرته المحكمة الفدرالية أشارت إلى أن سلطات كانتون تسوغ لم تبذل أي جهود لإيجاد حلول بديلة عن الإعتقال وفصل أفراد هذه الأسرة عن بعضهم البعض. وقالت إن التدبير الذي اتخذته هذه السلطات كان ينبغي أن لا تلتجئ إليه إلا كخيار أخير،كما اعتبرت أن “راحة الأطفال وهنائهم كان ينبغي أن يكون العامل المحدد في اتخاذ القرار”.
وبموجب اتفاقية دبلن، يتم فحص طلبات اللجوء على المستوى الأوروبي بصفة عامة من قبل البلد الأوروبي الأوّل الذي ينزل به طالب اللجوء. وإذا ما انتقل طالب اللجوء إلى بلدان أخرى بعد التسجيل، فإنه يُسمح لسلطات تلك البلدان بإعادة طالب اللجوء إلى البلد الأوّل.
(نقله إلى العربية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
حيوانات فتّاكة: كيف يمكن الحد من الأعداد المفرطة للقطط في سويسرا؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
مسار اللجوء بسويسرا في خمس خطوات
تم نشر هذا المحتوى على
مشروع رائدرابط خارجي تم تنفيذه ابتداء من يناير 2014 في مركز لطالبي اللجوء يقع وسط مدينة زيورخ يُعطي منذ الآن صورة عن الكيفية التي قد تسير عليها الأمور مستقبلا. بداية، يُنتظر أن تستغرق العملية برمتها 140 يوما تقريبا، أي أقل بكثير من الفترة الحالية (تناهز 700 يوم في المتوسط) طبقا للمقاييس المعتمدة في الوقت الحاضر.…
تم نشر هذا المحتوى على
“قال لي المهربون: “إذا لم يأخذوا بصماتك في إيطاليا، فمن الممكن أن تواصل رحلتك نحو الشمال”. كنت أريد الذهاب إلى سويسرا، حيث يقيم شقيقي مع عائلته”، يقول سميري*، الذي فر من إريتريا منذ أكثر من عشرين عاما. “لذلك، بمجرد أن وطئت قدمي أرض جزيرة صقلية ركضت، وركبت القطار باتجاه كياسّو، وطلبت اللجوء، كنت أظن أني…
تأييد واضح للقانون الفدرالي الخاص باللجوء في نسخته الجديدة
تم نشر هذا المحتوى على
الإصلاح المقترح أقنع 66.8% من السويسريين حسب النتائج النهائية. كما لم يحصل الإستفتاء الذي دعا إليه حزب الشعب السويسري على تأييد أيّ من الكانتونات. المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين رحبت بهذه النتيجة، وأعربت مديرتها ميريام بيهرينس عن ابتهاجها قائلة: “سيتم تحسين حق اللجوء للأشخاص الباحثين عن حماية”، وأضاف ستيفان فراي المتحدث باسم المنظمة أن “السكان سيتجاورون…
تم نشر هذا المحتوى على
“يوم اللاجئين” تقليد سويسري لا يتجاوز عمره الثالثة والعشرين لكنه تحول إلى مناسبة لا يتخلف عنها معظم المعنيين في شتى أنحاء الكونفدرالية للتعبير بشكل أو بآخر عن التضامن والتفهم لأوضاع طالبي اللجوء واللاجئين المتواجدين فوق الأراضي السويسرية. في السبعينات وبداية الثمانينات، لم يكن عدد الأشخاص الذين اضطروا لسبب أو لآخر إلى مغادرة بيوتهم في أقاصي…
عندما تتعثــر سياسة اللجوء بسبب معضلة إعادة المرفوضين إلى أوطانهم
تم نشر هذا المحتوى على
“النيجيريون لا يأتون إلى هنا كلاجئين، ولكن للقيام بأعمال تجارية غير قانونية”. وكأن المدير الجديد للمكتب الفدرالي للهجرة آلار دو بوا-ريمون فجــّر قنبلة عندما نطق مؤخرا بهذه الجملة التي أثارت انتقادات العديد من المنظمات الحكومية، ومن بينها منظمة العفو الدولية. وبعيدا عن الجدل، يمكن الحديث في هذا السياق عن النوايا، فالتوجه السائد في سويسرا وأوروبا…
المقيمون غير الشرعيين في سويسرا.. مُعاناة إنسانية ومُعضلة قانونية
تم نشر هذا المحتوى على
وتحاول العديد من الأطراف غير الحكومية التوصّل إلى حل براغماتي يعالج هذه المشكلة من دون أن ينتهك القوانين الجاري العمل بها أو جعل سويسرا بلدا جاذبا للمهاجرين بشتى أنواعهم. من ناحية أخرى فتحت المدارس السويسرية أبوابها لقبول أبناء هؤلاء الاجانب، في حين ينخرط اغلب البالغين منهم في سوق العمل بطريقة غير معلنة. أما العاطلون منهم،…
“أوضاع طالبات اللجوء في مراكز الإيواء الجماعية مثيرة للقلق”
تم نشر هذا المحتوى على
استند هذا التقرير الذي نشر يوم 26 فبراير 2014 في نتائجه إلى مقابلات أجريت خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2012، وشملت 42 طالبة لجوء تتراوح أعمارهن بين 21 و57 عاما، وينتمين إلى 11 بلدا مختلفا. وعن الغاية من إنجاز هذا العمل الدقيق والموثّق، تقول ميلينا فغيلين، مسؤولة المشروعات المعنية بقضايا العنف ضد النساء بجمعية “أرض نساء سويسرا” في…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.