أعادت سويسرا الى تونس ولأول مرة مبلغا ماليا محدودا من أرصدة هربها أقارب للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى بنوك سويسرية، بحسب ما اعلن مسؤول تونسي يوم الثلاثاء 31 مايو.
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
swissinfo.ch مع الوكالات
وقال كمال الهذيلي المكلف العام بنزاعات الدولة في تونس لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر عُقد في العاصمة التونسية حول “منظومة استرجاع الاموال المكتسبة بطريقة غير مشروعة” إن “سويسرا أعادت أمس الإثنين 30 مايو 2016 الى تونس 225 الف يورو تعود إلى شركة يملكها سفيان بن علي” ابن اخ الرئيس المخلوع.
وأضاف الهذيلي: “نحن نتفاوض منذ سنة تقريبا مع السلطات السويسرية حول طريقة استرجاع هذا المبلغ”. وقال إنه “تم إيداع المبلغ في حساب بخزينة الدولة سيُخصص لتمويل مشاريع تنموية في المناطق الأقل حظا” في تونس.
ولفت المكلف العام بنزاعات الدولة في تونس إلى أن سويسرا أصبحت ثاني بلد في العالم بعد لبنان يُعيد أموالا منهوبة تطالب تونس باسترجاعها منذ الإطاحة بنظام بن علي مطلع 2011. وفي 2013 أعاد لبنان الى تونس مبلغ 28 مليون دولار هو رصيد ليلى الطرابلسي زوجة بن علي في بنوك لبنانية.
“مبلغ متواضع لكنه مهم”
من جهتها، قالت سفيرة سويسرا في تونس ريتا أدام لفرانس برس “المبلغ يبدو متواضعا لكنه مهم لأن هذا يُظهر أن تعاوننا (مع تونس) يتقدم”. وذكرت أن بلادها جمّدت بعد سقوط نظام بن علي 60 مليون فرنك سويسري (حوالي 55 مليون يورو) هي أرصدة أقارب لبن علي في بنوك سويسرية.
وقالت السفيرة إن هذه الأرصدة “مشبوهة” وأنه يتعيّن على القضاء التونسي أن يُثبت أن مصدرها غير شرعي حتى تسترجعها تونس.
في السياق، أفاد كمال الهذيلي أن حجم ما استرجعته تونس من أموال منذ 2011 وحتى اليوم “ضعيف مقارنة بالآمال التي كان ينتظرها شعبنا”. وقال إن تونس حددت حتى اليوم عقارات وأرصدة وأسهما في شركات بالخارج يملكها أقارب بن علي “تفوق قيمتها مليار دينار تونسي (حوالي 500 مليون يورو)”.
ولفت المسؤول التونسي إلى ان هناك “صعوبات تُعيق استرجاع” هذه الممتلكات لأن “الناس التي كانت تسرق أموال الشعب (في عهد بن علي) كانوا (يسرقون) برعاية خبراء في المالية والمحاسبة والقانون”.
وأضاف “كانت الأموال (المنهوبة) تُودع بالخارج وتتنقل من شخص الى آخر ومن شركة إلى أخرى وحتى الى حسابات مشفرة وشركات واجهة، وتتحول من عقار الى أموال وبالعكس، وإلى أسهم، وبالتالي فإن اقتفاء أثرها (..) يتطلب وقتا”.
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
استرداد الأصول المُجَمَّدة مشكلة مُستعصية حتى مع وجود قانون جديد
تم نشر هذا المحتوى على
“أنتم السويسريون أغتَنَيتُم بِفَضل أموال الطُغاة”! كما يقول أحد أصحاب المتاجر في تونس. “أين أصبحت ثروة أقارب زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي المخلوع”؟ هذا السؤال لا يطرحه مواطنو الديمقراطية الفتية في المغرب العربي لوحدهم. فبِحَسب السلطات الفدرالية، لا تزال قُرابة مليار فرنك، يُفترَض أنه تم اكتسابها بشكل غير قانوني مُجمدة في المصارف السويسرية منذ…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد انقضاء خمس سنوات على الربيع العربي لا تزال مئات الملايين من الفرنكات مُجمَّدة في المصارف السويسرية. مع ذلك، تبقى باسكال بايريسفيل نائبة مدير إدارة القانون الدولي العام في وزارة الخارجية السويسرية واثقة من نجاح الإجراءات المُتعلقة بإعادة هذه الأرصدة المالية. وفي ما يلي حوار مع هذه المسؤولة المطلعة والمحيطة بتفاصيل وخفايا هذا الملف.
تم نشر هذا المحتوى على
وفي صورة عدم تقديم الأدلة المطلوبة، تتوقّع النيابة العامة أنه سيصبح بالإمكان مصادرة تلك الأموال لغرض إعادتها إلى الدولة التونسية. في المقابل، يردّ فريق الدفاع بأنه يتوجب على النيابة العامة تقديم الأدلة على وجود عصابة مفسدين وعلى أن موكليهم متورطون فيها. ومن الواضح أن المدّعي العام الفدرالي يُريد بهذه الخطوة إعطاء دفعة قوية لعملية إعادة الأرصدة التونسية المنهوبة.…
البرلمان السويسري يُقرّ قانونا نموذجيا لمحاصرة وتعقّب أموال الطغاة
تم نشر هذا المحتوى على
كان هذا الموضوع الأوّل الذي دُعِي البرلمان المنتخب حديثا للتصويت عليه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الخمسين. وهذا الأمر له دلالة رمزية قويّة: فمنذ أن اندلعت قضية ماركوس (رئيس الفلبين الأسبق) في عام 1986، واجهت الكنفدرالية عددا كبيرا من أصول الطغاة غير المشروعة المودعة في المصارف السويسرية مما شوّه صورتها وألحق الضرر بلسمعة ساحتها المالية. وبعد…
“الإرادة متوفّرة لدى سويسرا لكن الإجراءات معقّدة وتتطلّب الصبر”
تم نشر هذا المحتوى على
وقال فالنتين تسيلفيغر، رئيس قسم القانون الدولي بوزارة الخارجية السويسرية خلال لقاء جمعة بالإعلاميين يوم الثلاثاء 16 اكتوبر بنادي الصحافة بجنيف: “هناك اتصالات مكثّفة جارية حاليا، وهناك تعاون جيّد ونحرز تقدما حتى الآن مع كل من تونس ومصر”. واوضح السفير السويسري أن الودائع المجمّدة تقترب من المليار فرنك: 60 مليون فرنك على علاقة بزين العابدين…
“السلطات السويسرية عازمة على إعادة الأموال المنهوبة إلى أصحابها الشرعيين”
تم نشر هذا المحتوى على
وتؤكد الجهات الرسمية في سويسرا أن مساعي إعادة الودائع المنهوبة الموجودة في مؤسساتها المالية إلى أصحابها الشرعيين تمثل واحدة من الركائز الأساسية لسياسة البلاد الخارجية الرامية إلى حماية ساحتها المالية، ومكافحة الجريمة المالية على الساحة الدولية، والحفاظ على صورتها الناصعة في الخارج. وفي السنوات الأخيرة، أعادت سويسرا مبالغ مالية هامة تجاوزت 1.7 مليار فرنك إلى البلدان…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.