بكل بساطة، هذا أمر خارق للعادة! نظام شمسي مصغّر يشمل نجما قزما وسبعة كواكب بحجم الأرض، ثلاثة منها يُمكن أن تكون صالحة للحياة. هذا هو الخبر الذي يشغل الجميع منذ الأربعاء 22 فبراير الجاري، ولا يزال موضوع حديث الجميع.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
بعد أن بدأت مسيرتي المهنية في الصحافة الإقليمية (المكتوبة والإذاعية) في سويسرا الناطقة بالفرنسية، انضممت إلى إذاعة سويسرا العالمية في عام 2000، في الفترة الانتقالية التي شهدت ولادةswissinfo.ch . منذ ذلك الحين وأنا أكتب عن مجموعة متنوعة من المواضيع، من السياسة إلى الاقتصاد والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى إنتاجي لأشرطة فيديو قصيرة حول هذه المواضيع أحياناً. مجالات الاهتمام المفضلة لدي هي العلوم الدقيقة، وخاصة فيزياء الجسيمات، والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وموسيقى الروك (نعم، هناك أشخاص لا يزالون يستمعون إليها إلى اليوم بالتأكيد! ...)
لقد أوضح أموري تريويدرابط خارجي، عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي في كمبريدج – متحمّسا مثله مثل زملائه، وهو يتحدّث إلى التلفزيون السويسري (RTS): “هناك فرصة أكبر لإكتشاف حياة على هذه الكواكب أكثر منها على سطح المريخ”. وتريويد، قد أعدّ أطروحته في المرصد الفلكي في جنيف. ولا يختلف معه في ذلك زميله السويسري ديدييه كيلوزرابط خارجي، الذي يعمل أيضا في الجامعة البريطانية العريقة نفسها. وقال المشارك في اكتشاف المجموعة الأولى غير الشمسية إلى جانب مايكل مايور في عام 1995 إنه “شديد الإقتناع بأن اعتمال كيميائية الحياة موجودة في كل انحاء الكون”.
وهناك إمكانية كبيرة لأن تكون هذه الكيميائية موجودة في ثلاثة كواكب من مجموعة “ترابيست- 1” (Trappist-1). ولكن في أي مستوى من التطوّر هي هذه الكيميائية؟ هذا الأمر يظل لغزا إلى حد الآن على الأقل.
هذا الإكتشاف الذي نُشر في المجلة المحكّمة “الطبيعةرابط خارجي” Nature، والذي أعلن عنه طوماس زوربوشنرابط خارجي، مدير المهمات العلمية بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، وهو أيضا سويسري سبق له أن درس في جامعة برن، يأتي كثمرة لخمس سنوات من التعاون بين وكالة الفضاء الأمريكية وعلماء الفيزياء الفلكية بكامبريدج (المملكة المتحدة) وآخرين تابعين لجامعة لييج Liége البلجيكية. ولابد من الإشارة أيضا إلى أن البلجيكيين هم الذين أطلقوا أسماء على هذا النظام الفلكي الجديد، في إشارة إلى واحدة من التلسكوبات، ولكن أيضا إلى البيرة الشهيرة المباركة من قبل الرهبان الترابيست.
هذا النظام الفلكي المكتشفرابط خارجي، الذي لا يبعد عن الكرة الأرضية سوى 12 ألف فرسخ – أو 39 سنة ضوئية – يشتمل على سبعة كواكب صغيرة تدور بسرعة كبيرة وقريبة جدا من نجم صغير- هو أكبر بقليل من كوكب المشتري. وهذا تحديدا هو النجم الأصغر حجما والأقل إشعاعا وضوئية الذي سهّل التوصّل إلى اكتشاف هذه العوالم الجديدة.
عوالم جديدة، من بينها ثلاثة كواكب، تمثّل الجانب القابل للحياة وللعيش فيه من هذا النظام الفلكي، أي الجانب الذي تسمح فيه درجات الحرارة للماء بأن يكون مادة سائلة. والماء، في الحالة الراهنة للمعرفة الإنسانية، هو الفضاء النموذجي لتجمّع الجزيْئات المعقّدة، التي منها تتكوّن المادة الحيّة.
هل هذه العملية حدثت في واحد او أكثر من هذه الكواكب؟ العثور على أدلّة على هذا الامر سوف يستغرق بضع سنوات. وفي العام المقبل، سوف تطلق وكالة ناسا جيمس وابرابط خارجي، خلفا لتلسكوب الفضاء هابّل، والذي سوف يسمح بدراسة الغلاف الجوي لكواكب بعيدة. وإذا ما تم العثور فيها على تكثّف للأوكسجين بشكل غير طبيعي، عندئذ سيكون بإمكان علماء الفيزياء الفلكية المراهنة على أن هذه علامة على وجود مساحة من العضويات قادرة على إنتاج الغاز، وبالتالي على إمكانية ظهور نباتات، أو كائنات حية أخرى.
وأنت عزيزي القارئ، هل تعتقد في وجود حياة خارج كوكب الأرض؟ شارك بالتعبير عن رأيك.
(ترجمه من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
محاولة أوروبية لفهم نشأة وتطور الكون.. بمساهمة تكنولوجية سويسرية
تم نشر هذا المحتوى على
بفضل مرآته التي يبلغ قطرها 3,5 متر (مقابل 2,4 للمنظار الفضائي “هابل”)، أصبح هيرشل أكبر تلسكوب على الإطلاق الذي يُرسل إلى الفضاء. لكن على عكس جهاز وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، لن ينظر الجهاز الأوروبي إلا في الأشعة تحت الحمراء، وهي جزء من ضوء الطـّيف الذي لا يمكن أن تراه العيـن. وفي حين ينبعث من النجوم،…
تم نشر هذا المحتوى على
هذا الرجل ولِـه بكل ما يتعلّـق بالخيال العلمي، وهو مقتنع تماما بأن الكون يتدفّـق حياةً، مثلما صرح لسويس انفو، بمناسبة صدور هذا الشريط الوثائقي بعنوان “حبا في السماء”. سويس انفو: في الشريط، تطرّقت إلى بعض الأفلام مثل “2001” و”حرب النجوم” وحتى شريط « ET »، هل يتغذى رجل فضاء من أشرطة الخيال العلمي؟ كلود نيكوليي:…
تم نشر هذا المحتوى على
وما كان يسمى عامّـة الكواكب الصغرى، أصبح يحمل أسماء مثل فيزندانغ، اسم قرية سويسرية في ضواحي زيورخ، وموطن الفلكي الهاوي الذي اكتشف الكتلة الصخرية في مكان ما بين كوكبي المريخ والمشتري. ماركليز غريسر، أول من اكتشف هذا الكوكب سنة 2004، مستخدما تليسكوبا في المرصد المحلي بفينترتور، ويدور هذا الجسم الفضائي، الذي يبلغ قطره كيلومترا واحاد،…
تم نشر هذا المحتوى على
ولكن على كل من يتوهّـم أن هذا الأمر سيؤدّي إلى تغيير مشهد الكون، أن يتريث قليلا، فهذه “الأرض الكبرى” الجديدة تقع على بعد 20.5 سنة ضوئية، أي ما يعادل 120 تريليون ميل. هذا الكوكب، الذي تزن كتلته خمس مرات زنة الأرض، اكتشفه فريق من الفلكيين الأوروبيين، أشرف عليهم باحثون من جامعة جنيف، ويبلغ قطر هذا…
إسهام علمي سويسري في مطياف من نوع خاص لالتقاط “المادة المضادة”
تم نشر هذا المحتوى على
وسيتولى مكوك الفضاء “انديفور” هذه المهمة الذي انطلق بعد ظهر يوم الإثنين 16 مايو 2011 بنجاح في آخر رحلة له ضِـمن برنامج الرحلات المكوكية لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. وكانت ادارة الطيران وعلوم الفضاء الامريكية (ناسا) قد ألغت المحاولة الاولى لإطلاق انديفر يوم 29 ابريل الماضي قبل حوالي اربع ساعات من موعد الإقلاع حين اكتشف المهندسون مشكلة في…
تم نشر هذا المحتوى على
وتحوّل هذا الكوكب الحديث الاكتشاف إلى “النجم الجديد” للعوالم البعيدة التي بات سبر أغوارها أكبر رهان لعلم الفيزياء الفلكي. ولا زال للسويسريين، الذي يــُعتبرون روادا في هذا المجال، حضورا قويا في الأبحاث المرتبطة باكتشاف الكواكب السّيارة الخارجة عن نظامنا الشمسي. “إن علم الكواكب الخارجية هو مجال علم الفلك الحالي الذي يشهد أسرع نمو”. هذا التأكيد يبدو…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.