“الغردقة” تستقبل أولى رحلات الخطوط الجوية السويسرية
استقبل مطار الغردقة الدولي، أولى رحلات الطيران التابعة للخطوط الجوية السويسرية، وعلى متنها 103 راكبا، تابعين لشركة "لوفتهانزا"، قادمة من جنيف. وكان في استقبال الطائرة، وفدٌ من قيادات مطار الغردقة، بالإضافة إلى نائب رئيس العمليات بالشركة المصرية، عمر زين، ومحمد عبيد، مدير محطة الغردقة.
وقد قدمت الشركة المصرية لخدمات الطيران، برئاسة اللواء محمد كامل، الخدمات الكاملة للرحلة، التي حطت رحالها بمطار الغردقة الدولي في الثالث عشر من أكتوبر 2018. ومن المخطط أن يستقبل مطار الغردقة رحلة واحدة أسبوعيًا من جنيف، على أن يجرى زيادة عدد الرحلات في نوفمبر الجاري.
وكانت الخطوط الجوية السويسرية، أعلنت توسيع خطوط رحلاتها من جنيف، بإضافة مدينة الغردقة إلى شبكة طيرانها، مع بداية الجدول الزمني الشتوي 2018/2019، وأوضحت أنه من المقرر أن تصل أولى الرحلات السويسرية من جنيف إلى الغردقة، منتصف أكتوبر 2018، وستقوم طائرات بومباردييه بتشغيل هذه الرحلات التي تتسع ل145 راكبا.
وقال إيهاب شكري، عضو غرفة شركات السياحة المصرية، إن بدء تسيير رحلات الطيران السويسري إلى الغردقة بداية مبشرة؛ متوقعًا أن تشهد السوق السياحية المصرية نموا كبيرا خلال الشتاء الجاري؛ ومؤكدًا أن الفنادق والمنتجعات السياحية أنهت استعداداتها لاستقبال الوفود وتنشيط حركة السياحة”.
قنصلية جديدة لسويسرا بـ”الجونة”
كان بول جارنييه، سفير سويسرا في مصر، قد أعلن في 10 أكتوبر 2018، عن انطلاق الرحلات الجوية بين جنيف والغردقة، خلال أيام؛ مشيرًا إلى أنه سيتم أيضًا افتتاح قنصلية جديدة لسويسرا، ومقرها الجونة، 21 أكتوبر الماضي.
وأكد السفير أن العام الجاري (2018) شهد تكثيفا للعلاقات “المصرية السويسرية”، ولقاءات رفيعة مستوى، كان آخرها اللقاء المثمر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السويسري آلان بيرسيه، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
سويسرا الدولة السياحية الأولى ولكن!
رغم تأكيد تقرير التنافسية الدولية في السفر والسياحة، أن سويسرا تعتبر الدولة السياحية الأولى في العالم؛ إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين السويسريين من البحث عن فرصة للسفر إلى بلدان أخرى، لقضاء إجازاتهم بها، وخاصة في موسمي الخريف والشتاء؛ وتعتبر مصرُ مقصدًا سياحيًا، من الدرجة الأولى، لدى المواطن السويسري.
وتتوقع تقارير صادرة من بعض المؤسسات السياحية السويسرية، وأخرى نشرتها وسائل إعلام سويسرية، تدفق الحركة السياحية الوافدة من سويسرا إلى مصر، خلال موسم شتاء 2018/2019، والذي بدأ في مصر منذ شهر أكتوبر الماضي.
ويرى بعض منظمي الرحلات السياحية السويسرية، أن نسبة الحجوزات السياحية السويسرية إلى مصر، زادت بنسبة تتراوح بين 26-60%، مقارنة بالعام الماضي، مشيرين إلى أن الموسم السياحي في مصر، ينشط في الخريف والشتاء بصورة ملحوظة، بينما تتساقط الثلوج في أوروبا عامة، وفي سويسرا على وجه الخصوص.
مصر تملك فرصًا هائلة للنمو السياحي
وذكرت صحيفة «بليك» السويسرية، أن الأوضاع الجيوسياسية في مصر، دفعت السويسريين للتفكير لقضاء عطلاتهم هناك؛ حيث ساهم بعض الاستقرار السياسي الموجود في مصر حاليًا، في إذهاب الخوف عن الشعب السويسري.
وقالت المتحدثة الإعلامية لمجموعة فنادق «سويس هوتيل» السويسرية، في تصريح سابق، إن السويسريين في الوقت الحالي أصبحوا أقل خوفًا، ويرغبون في السفر مرة أخرى إلى مصر؛ مشيرًا إلى أنها تحظى باهتمام السياح السويسريين كواجهة ومحطة سياحية محببة إلى نفوسهم.
فيما قدمت شركة «كووني سويسرا» رحلات إضافية إلى الغردقة ومرسى علم؛ لقضاء عطلة الخريف. وقال المتحدث باسم الشركة، ماركوس فليك، إن الحجوزات لمدينتي الغردقة ومرسى علم تشهد ارتفاعًا استثنائيًا من قبل السويسريين.
وذكر موقع «أرك أنفو» الإخباري السويسري، أن المواطنين السويسريين لم يصبحوا خائفين من العودة لمصر من جديد، وأوضح أن الحجوزات للسفر إلى مصر، قفزت بشكل كبير واستثنائي؛ مشيرًا إلى أن الكثير حجزوا لمصر، من أجل قضاء عطلة الخريف، وأن وسائل إعلامية في سويسرا بدأت تبث إعلانات سياحية لزيارة مصر.
وفي إبريل 2018؛ قالت شبكة «واتسون» السويسرية، إن مصر تملك هذا العام فرصًا هائلة للنمو السياحي،
إقبال ملحوظ من دول أوربا الغربية
وفي 23 أغسطس 2018؛ كشف البنك المركزى المصرى، عن أن عدد السائحين الذين زاروا مصر، خلال الفترة من أبريل 2017، وحتى نهاية يناير 2018، بلغ نحو 7.3 مليون سائح؛ لافتًا إلى أن العدد الأكبر من السائحين جاء من الدول الأوروبية، خاصة أوروبا الغربية.
وتشير الأرقام إلى تحسن لافت فى قطاع السياحة، حيث إن عدد السياح الذين زاروا مصر خلال العام المالى 2016 – 2017، أى نحو 12 شهرًا يبلغ نحو 6.6 مليون زائر، وفقًا للبنك المركزى المصرى.
وتعد السياحة، إحدى 5 مصادر رئيسية لدعم الاحتياطى من النقد الأجنبى لدى البنك المركزى، إلى جانب الصادرات والاستثمارات، وتحويلات المصريين فى الخارج وعائدات قناة السويس.
وكان السياح الأوربيون عامة، والسويسريون خاصة، تجنبوا الذهاب إلى مصر، بعد تحطم طائرة الركاب الروسية في عام 2015، غير أنه خلال فصل الشتاء هذا العام، ارتفع عدد الحجوزات لمصر، التي تعد وجهة مفضلة للسياح، لدى لمنظم الرحلات “توي سويس” بنسبة 120%.
وقالت المتحدثة باسم “توي سويس”، إن “السوق السياحية المصرية استعادت عافيتها”. وبالنسبة لمنظمي الرحلات كولوني وهوتيل بلان، تضاعف عدد الحجوزات ثلاث مرات. ولعل الأمر المثير الاهتمام، أن السياح يحبذون الذهاب بصفة خاصة إلى كل من الغردقة ومرسى علم والبحر الأحمر.
نلمس محبة السويسريين لمصر
وفي تعليقه على الموضوع؛ يقول الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير المصري السويسري، المتخصص في هندسة القوى الكهربائية، إن “السويسريين دايمًا بييحبوا مصر، من التاريخ العظيم للبلد، منذ أيام الفراعنة، عبر السنين، وهم يعرفون جيدًا أن محل إقامة الشمس في مصر، وأن الدفء والمحبة وكرم الضيافة من طباع المصريين”.
ويضيف “عبد العزيز”، الذي يعيش في سويسرا منذ أكثر من أربعين عامًا، لـ”swissinfo.ch”: “احنا بنلمس محبة السويسريين لمصر، في اهتمامهم بتعلم العامية المصرية، ومن خلال رغبتهم الدائمة لزيارة البحر الأحمر، على مدار السنة”؛ مذكرًا بقصيدته التي رثا فيها الضحايا السويسريين، بعد حادث الاعتداء على السائحين السويسريين، في مصر، عام 1997، بمدينة الأقصر.
ويشير، إلى أن “مصر فيها كل ما يخطر ببالك من مجالات السياحة؛ ففيها سياحة الشواطئ والغطس، وفيها السياحة الدينية، والسياحة العلاجية، بالإضافة إلى أن ثلث آثار العالم موجودة في مصر، مما يؤهلها للسياحة الثقافية على أعلى المستويات، وقد بدأت الآن سياحة المؤتمرات، والتي تحظى باهتمام كبير من الدولة”.
“أستاذي بجامعة زيورخ زار مصر 33 مرة!”
فيما يرى الخبير الأكاديمي المصري، الدكتور محمد أشرف زيتون، استشارى الأشعة التداخلية بجامعة الزقازيق، أنه “مع انخفاض قيمه الجنيه المصرى، بفعل قرارات التعويم التي أقرت في نوفمبر عام 2017، أصبحت السياحة فى مصر غير مكلفة بالمرة، بالنسبة للسائح الأجنبي”,
وقال “زيتون”، الحاصل على درجة الدكتوراه في مجال الأشعة التداخلية، من جامعة زيورخ السويسرية، لـ”swissinfo.ch”: “يستطيع السائح السويسري أن يقضى ليلة إقامة شاملة، فى أحد أرقى الفنادق، بأفضل المدن السياحية بمصر، مثل: شرم الشيخ أو الغردقة، بـ100 فرنك فقط!”؛ مشيرًا إلى أن هذا المبلغ الزهيد هو سعر وجبة عشاء لفردين فى أحد مطاعم مدينة زيورخ السويسرية”.
وأضاف، أن مصر “تتميز بجو معتدل فى موسم الشتاء، الذي بدأ منذ أسابيع، بينما تغرق سويسرا فى الثلوج، كما أن السائح السويسري يستطيع أن يرى خلال زيارته لمصر ربع آثار العالم، فى مدينتي الأقصر وأسوان، وأن يستمتع برياضة الغطس، وجمال شواطىء شرم الشيخ أو الغردقة”.
واختتم الخبير الأكاديمي المصري، الدكتور محمد أشرف زيتون، استشارى الأشعة التداخلية بجامعة الزقازيق، قائلاً: “مصر بلد آمن جدًا، ولا توجد بها أية أخطار، لأن الشعب المصري نشأ على حب السائح واحترامه”؛ مضيفًا “لا أنسى أن أستاذي بجامعة زيورخ، الدكتور سبيروس كولياس، يعشق مصر، لدرجة أنه زارها 33 مرة”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.