رحّبت الحكومة السويسرية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتشكيل فريق خاص تتلخّص مهمّته في "جمع الأدلّة والحفاظ عليها وتحليلها"، بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ولا تزال خلال الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات.
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
swissinfo.ch والوكالات
وجاء في بيان وزارة الخارجيةرابط خارجي الصادر صبيحة يوم الخميس 22 ديسمبر 2016 أن مشروع القرار – الذي صاغته إمارة ليختنشتاين وحظي بتأييد 105 عضو بالجمعية العامة للأمم المتحدة واعتراض 15، وامتناع 52 عن التصويت – “يتوافق تماما مع انخراط سويسرا منذ فترة طويلة ضد الإفلات من العقاب في سوريا”. وسيعمل هذا الفريق الخاص المستقل بالتنسيق مع لجنة الأمم المتحدة للتحقيق المعنية بسوريا.
ودافع كريستيان وناويزر، مندوب ليختنشتاين لدى الأمم المتحدة، عن مشروع القرار قبل التصويت قائلا: “لقد أرجأنا أيّ عمل ذي مغزى، في مجال المحاسبة وتحميل المسؤوليات، لفترة طويلة جدا”.
وبحسب المندوب، فقد أرسل امتناع الأمم المتحدة عن اتخاذ أي إجراء “إشارة بأن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية استراتيجية متغاضى عنها ولن تكون لها تبعات”.
ردود أفعال متباينة
عمليا، تتمثّل مهمّة الفريق الخاص في “إعداد الملفات من أجل تسهيل وتسريع الإجراءات الجنائية بما يتفق مع معايير القانون الدولي في المحاكم الوطنية او الإقليمية أو الدولية أو هيئات التحكيم”.
ولئن وجد هذا القرار الرعاية من 58 بلدا، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، فضلا عن القوى الإقليمية مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، إلا أنه قُوبل بالمعارضة من طرف روسيا والصين وإيران.
وقبل التصويت، قال بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة: “إن إرساء مثل هذه الآلية تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة عضو بالأمم المتحدة”.
الشروع في جمع الأدلّة
أهاب قرار الأمم المتحدة الجديد بجميع الدول وأطراف الصراع في سوريا وجماعات المجتمع المدني تقديم أي أدلّة او وثائق على صلة بالصراع في سوريا إلى الفريق الخاص.
وقد رحّبت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بهذه الخطوة. وكانت هذه الأخيرة قد شرعت منذ فترة بالفعل في جمع الوثائق، وقوائم الشهود وأشرطة الفيديو التي يُمكن أن تستخدم يوما ما في محاكمة بعض المسؤولين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة أن الصراع السوري قد أودى بحياة أكثر من 400،000 شخص منذ عام 2011، وتسبب في تشريد ونزوح وتهجير حوالي نصف سكان البلاد البالغ عددهم 22 مليون نسمة.
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
السلطات السويسرية تفتح تحقيقا في جرائم حرب ارتكبت في سوريا
تم نشر هذا المحتوى على
فقد تم فتح أحدث تحقيق ضد شخص يتواجد حاليا في سويسرا ويُشتبه في ارتكابه لجرائم حرب في سوريا في شهر أغسطس الماضي وكانت أسبوعية “NZZ am Sonntag” أول من تطرق إلى هذه المسألة في عددها الصادر يوم الأحد 2 أكتوبر الجاري. وطبقا للتقرير الذي نشرته، فإن هذا التحقيق هو الثاني من نوعه الذي يُفتتح في…
تم نشر هذا المحتوى على
أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 في جنيف حيث يوجد مقرها الرئيسي، بيانارابط خارجي أكدت فيه أنها “تناشد جميع الأطراف عدم إزهاق الأرواح في شرقي حلب”. وورد في البيان أن “حياة آلاف المدنيين باتت في خطر محدق (…)، ومع بلوغ المعركة مستويات غير مسبوقة من التصعيد وانزلاق المنطقة في دوامة من…
تم نشر هذا المحتوى على
في حديث مع سويس انفو، يستعرض فالتر كالين انطباعاته الأولى في أعقاب التحقيق الذي أجراه على عين المكان. ساهم فالتر كالين، وهو خبير مشهود له في مجال القانون الإنساني الدولي، بقوة في إنشاء مجلس حقوق الإنسان (الذي عوّض منذ يونيو الماضي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة) من خلال تقرير أعدّه واستُـعمل كأساس للمفاوضات. أستاذ…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي تصريحات لسويس انفو، قالت السيدة ديل بونتي “إن الكائنات البشرية قادرة، مع الأسف، على ارتكاب أبشع الفظائع”، وهو ما يُـضفي أكبر قدر من الأهمية على المحاكمات والعدالة. سويس انفو: في موفى ديسمبر، تغادرون لاهاي بعد ثمانية أعوام في منصب المدعية العامة، ر. كيف تتهيؤون لهذا التغيير؟ كارلا ديل بونتي: إنني مستعدة للتغيير. أنا أقوم…
“الحياة في سوريا أكثر مأساوية من أيّ سيناريو يُمكن كتابته”
تم نشر هذا المحتوى على
"في دمشق قد يذهب المرء في الصباح إلى سرداق عزاء وفي المساء إلى عرس أو دار الأوبرا". هذه التناقضات المتداخلة هي جزء من طبيعة الحياة في سوريا الآن ومن يوميات محمد عبد العزيز وأفلامه في ظل الحرب.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.