كيف تتكيّف سلسلة الإمدادات الغذائية السويسرية مع كوفيد-19؟
هل نفذ الأرز؟ ولماذا التهافت على ورق التطهير؟ في الواقع، لدى سويسرا ما يكفي لتغطية احتياجات أشهر قادمة. لكن وكلاء المخازن يحتاجون وقتا إضافيا لتلبية الطلب.
مثل نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، بدأ المتسوّقون في سويسرا في التهافت المبالغ فيه على اقتناء السلع خوفا من عواقب انتشار فيروس كورونا المستجد. وانتشرت صور الرفوف الفارغة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع نفاذ بعض السلع المستخدمة أكثر من غيرها بسرعة أكبر مما يمكن للمحلات تعويضها.
وأبلغ مندوب الحكومة لشؤون الإمدادات الاقتصادية فيرنر ماير، الصحافيين الأسبوع الماضي بأنه “لا يوجد سبب للذعر بشأن الإمدادات الغذائية”. كما أصدرت الفدرالية السويسرية للبيع بالتجزئةرابط خارجي إعلانا غطى صفحة كاملة في الصحف يطمئن المستهلكين بأنه لا يوجد أي نقص في المواد الغذائية أو في المشروبات أو في مستلزمات الحيوانات الأليفة أو الضروريات الأخرى. ودعت المتسوّقين إلى التعقّل لأن “الذين يشترون أكثر مما يحتاجون هم يتسببون في حرمان آخرين من اقتناء ما يحتاجون إليه، ويحمّلون العاملين في المتاجر متاعب أكثر من طاقتهم”.
مضاعفة حمولة المنصات النقالة
فكيف يتعامل العاملون في تجارة البيع بالتجزئة مع الطلبات الإضافية للأشخاص الذين هم الآن في المنزل لتناول كل الوجبات- بعضهم قلق من القيام بخرجات إضافية إلى المتاجر أو البقالات، وآخرون قلقون بشأن الحجر الصحي.
في مستودعات التوزيع الرئيسية، أضافت سلسلة متاجر Migros خمس نوبات إضافية في الأسبوع، وستقوم بنقل 10000 منصة نقالة من البضائع بدلا من 5500 منصّة في أكثر أيامها ازدحاما في الفترة التي سبقت انتشار فيروس كوفيد- 19.
وقال طوماس غاسّر، مدير الخدمات اللوجستية لمجلة عملاء ميغرو التي تصدر أسبوعيا: “كان العملاء يفرغون عمليا الشحنات بدلا عنا. لم أر أي شيء مثل هذا من قبل، “لدينا ما يكفي من السلع الغذائية، لم تكن هذه هي المشكلة”.
وللتعويض عن الزيادة في الطلب، أصبح المستودع المركزي يرسل إلى المخازن بضائع تزيد بنسبة الثلث عن حجم البضائع في الأيام العادية لدرء الأرفف الفارغة. وبات تخزين مادة المعكرونة على سبيل المثال يحتاج إلى مضاعفة الكمية مرتيْن إلى أربع مرات بالمقارنة مع الفترة السابقة.
ليس تجّار التجزئة فقط من لديهم إمدادات وفيرة. فالدولة السويسرية هي الأخرى تحتفظ بمخزون طارئ من المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والأرز والسكر والزيت. ووفقا لقانون الإمدادات الاقتصادية، يجب أن يكون لدى الدولة ما يكفي لسد الحاجة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر في حالة حدوث أزمة.
سويسرا لا تزال تستقبل الشحنات كالعادة
تنتج سويسرا حوالي 60% من الغذاء الذي تحتاجه لإطعام سكانها البالغ عددهم 8.5 مليون نسمة. ويتم استيراد الباقي- على سبيل المثال من إيطاليا وإسبانيا وهما مصدّران رئيسيان للفواكه والخضار.
حتى الآن لاتزال سلسلة التوريد قائمة ونشطة، وفقا لمارسيل جامبين رئيس قسم الفاكهة والخضروات في الشركة الدولية Swisscofel.رابط خارجي
يقول جامبين: “هناك في بعض الأحيان أعداد أقل من الشحنات، أو فترات انتظار أطول عند عبور الحدود السويسرية”. ثم يضيف: “إن كان هناك نقص فهو في اليد العاملة في بعض المجالات الزراعية”.
ويقول المكتب الفدرالي للإمدادات الاقتصاديةرابط خارجي على موقعه الإلكتروني: “على الرغم من أزمة فيروس كورونا المستجد، يتم تأمين الانتاج المحلّي واستيراد السلع اليومية”. ويشير إلى أنه بفضل الانخفاض الحالي للواردات من آسيا، هناك المزيد من القدرات اللوجستية في الموانئ الأوروبية وتستفيد من ذلك عمليات التسليم والإستلام تجاه سويسرا”.
المكتب أشار أيضا إلى أن “حركة القطارات تعمل عبر الحدود حاليا دون أي مشكلة. وكذلك بالنسبة لحركة الطرق البرية”.
الليالي وأيام الأحد
لتخفيف ضغط الطلب المتزايد على السلع الأساسية وتسهيل تعامل تجار التجزئة معه، قام مكتب التموين والمكتب الفدرالي للطرق كذلك بتخفيف اللوائح المنظمة لعمليات الشحن والتسليم بشكل مؤقت خلال أيام الأحد وخلال الليل. ولكن بعض العاملين في هذا القطاع يشعرون بازدياد الضغط عليهم.
ويقول علي سيكّو، مشغّل رافعة يعمل مع سلسلة متاجر ميغرو: “ينتابني شعور بعدم الارتياح عندما يحمّل السائقون من إيطاليا البضائع أو ينزلونها. هناك الكثير من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في بلدهم. وأحاول دائما المحافظة على مسافة”.
هل يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق السلع الغذائية؟
يردّ المكتب الفدرالي للصحة العامةرابط خارجي: “حتى الآن لا توجد حالات معروفة انتقل فيها الفيروس عن طريق المواد الغذائية. وإذا كنت تريد أن تكون متأكّدا تماما. أغسل الأطعمة جيّدا قبل تناولها وأطهها إذا أردت”.
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
(نقله من الإنجليزية: عبد الحفيظ العبدلي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.