تعقد الدائرة الرابعة للمحكمة العسكرية جلسة في العاصمة برن يوم 22 نوفمبر المقبل لمحاكمة أحد أعوان حرس الحدود السويسري بعد اتهامه بالتسبب في إجهاض امرأة سورية قبل ثلاث سنوات. ومن المنتظر - وفق بيان أصدره القضاء العسكري يوم الثلاثاء 7 نوفمبر الجاري - أن تستمرّ المحاكمة التي سيرأسها العقيد ألبرتو فابري ثلاثة أيام.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
swissinfo.ch مع الوكالات
خلال المحاكمة، سيكون على لسان دفاع إبطال ثلاث تهم مُوجّهة إلى موكلهم تشمل عدم تقديم المساعدة لشخص معرض للخطر، وتعريض حياة الآخرين للخطر، وعدم الإمتثال للقواعد والأنظمة المعمول بها.
تعود أطوار هذه القضية إلى 4 يوليو 2014. في ذلك اليوم، كانت السيدة السورية صاحبة الدعوى ضمن 36 لاجئا تقرّر ترحيلهم من مركز استقبال طالبي اللجوء في “فالورب” Vallorbe (على الحدود الفرنسية شرقا) إلى إيطاليا جنوبا مرورا بمدينة “دمودوسّلا” Domodossola تحت مراقبة 15 عونا من حرس الحدود، من بينهم العون المدّعى عليه.
قضيّة معقّدة جدا
في تصريحات سابقة أدلت بها إلى صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” التي تصدر بالألمانية في زيورخ، ترى دانييلا كويني، المتحدّثة باسم القضاء العسكري أن “القضية معقّدة للغاية من الناحية الطبية والقانونية. وسيُنظر خلال المحاكمة في ثلاث حالات محتملة أخطرها افتراض القتل المتعمّد، وأقلّها “محاولة القتل المستحيل”.
كذلك تكمُن الصعوبة وفق المتحدّثة العسكرية دائما في “التعريف الذي ستعتمده العدالة بشأن اللحظة التي تبدأ فيها الحياة بالنسبة لطفل لم يُولد بعد. وهذا التعريف أساسيّ لأنه بالإعتماد عليه ستتحدد طبيعة توصيف الجريمة”. وهذا الأمر منطقي، لأنه لا يُمكن ارتكاب جريمة قتل في حق ضحية لم تبدأ حياتها بعد.
في هذه الحالة الأخيرة، ومن وجهة نظر القضاء العسكري، لابدّ من إثبات أن الأم المدّعية كانت بالفعل تمرّ في تلك اللحظة بوضع مخاض. دون ذلك، سيكون الأمر مجرّد إسقاط حمل يعاقب عليه القانون، وفي هذه الحالة فإن رأي الخبراء هو المحدّد.، ولكن في حالة المرأة السورية، لم يستطع الخبير تحديد اللحظة التي توفيّ فيها الطفل بالضبط.
المحكمة أمام احتمالات ثلاثة
من المفترض إذن أن لا تخرج أشغال المحكمة عن النظر في فرضيات ثلاث: في الأولى، لائحة اتهام تستند إلى تصوّر أن الجنين كان لا يزال حيا في بطن أمّه عند وصولها إلى مدينة “بريغ” Brigg، وأن عملية المخاض قد بدأت بالفعل. والثانية، أن الجنين توفّي في بريغ، قبل بداية عملية المخاض أصلا. والثالثة، أن الجنين قد توفّي قبل الوصول إلى بريغ، بمعزل عن حصول عملية المخاض من عدمها.
يجدر التذكير أن السيدة السورية، كانت حاملا في الشهر السابع، وحدث لها نزيف خلال عملية ترحيلها عبر الأراضي السويسرية. وبمجرّد وصولها إلى أحد المستشفيات في إيطاليا، أنجبت طفلا ميّتا.
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“المسلمون والمهاجرون أوّل ضحايا التمييز في سويسرا”
تم نشر هذا المحتوى على
وتقول هذه المنظمة غير الحكومية إن التشريعات السويسرية “لا تمنع ممارسة التمييز، بل إنها تشجّعه في بعض الأحيان”. ومما يثير بواعث القلق لدى هذه المنظمة، قانون حظر المآذن، والإستخدام المفرط للقوة خلال عمليات الترحيل القسري للأجانب، وعدم تقديم المساعدة الكافية لطالبي اللجوء المرفوضين، والجهود الهادفة إلى حظر النقاب، وخاصة في كانتون تيتشينو جنوب البلاد. الإعادة…
وافــدُون غير مرغوب فيهم ولا مُـرحّـب بهم في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
في نوفمبر 2010، أي بعد أربع سنوات من تحوير القوانين المتعلقة باللجوء والأجانب باتجاه إضفاء مزيد من التشديد عليها، وافق الناخبون السويسريون على مبادرة الطرد المثيرة للجدل، التي تقدم بها اليمين الشعبوي، والقاضية بالطرد التلقائي من البلاد للأجانب المُدانين بارتكاب جرائم خطيرة، كالإغتصاب والسرقة بالإكراه والإتجار بالمخدرات والإحتيال بغرض سوء استغلال المساعدات الإجتماعية. ويشار إلى أن…
تم نشر هذا المحتوى على
“قال لي المهربون: “إذا لم يأخذوا بصماتك في إيطاليا، فمن الممكن أن تواصل رحلتك نحو الشمال”. كنت أريد الذهاب إلى سويسرا، حيث يقيم شقيقي مع عائلته”، يقول سميري*، الذي فر من إريتريا منذ أكثر من عشرين عاما. “لذلك، بمجرد أن وطئت قدمي أرض جزيرة صقلية ركضت، وركبت القطار باتجاه كياسّو، وطلبت اللجوء، كنت أظن أني…
حقوق الإنسان في سويسرا ..إنجازات مهمة وتجاوزات مستنكرة
تم نشر هذا المحتوى على
فإن هذا التقرير الذي يشتمل على 432 صفحة، ينتقد أيضا بعض الخطوات التي اتخذتها سويسرا والتي تمثل انتكاسة لحقوق الإنسان، ومن ذلك الإستفتاء الشعبي الذي أدخل بموجبه تعديلا على الدستور يسمح بالطرد الفوري للأجانب الذين يرتكبون صنفا من الجرائم، ويشير إلى غياب تعريف واضح في قانون العقوبات السويسرية لما يدخل ضمن جرائم التعذيب ويكون في توافق مع…
تم نشر هذا المحتوى على
في عام 2015، شهدت سويسرا توافد أعداد مرتفعة بشكل غير معتاد من طالبي اللجوء على أراضيها. وفي الوقت الحاضر تقوم السلطات بإبلاغهم أنه يتعيّن عليهم المغادرة، وفقا لتقرير رابط خارجيبثته الإذاعة العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية SRF يوم الخميس 15 ديسمبر الجاري. في العام المنقضي، تلقت كتابة (أو أمانة) الدولة للهجرة 39523 طلب لجوء، إلا أنها…
تم نشر هذا المحتوى على
هجرة النساء تحمل بين طياتها أيضا أخطار العبودية المعاصرة من استغلال جنسي وزج في شبكات الدعارة واستعباد لخدم المنازل. أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان تقريره السنوي حول حالة سكان العالم في لعام 2006، تحت عنوان “عبور إلى الأمل، النساء والهجرة الدولية”. وفي ندوة صحفية عقدت في قصر الأمم المتحدة في جنيف يوم الأربعاء 6 سبتمبر،…
برن تبحث عن “مُراقبين محايدين” لعمليات الترحيل القسري لطالبي اللجوء
تم نشر هذا المحتوى على
ومع مَطلع عام 2011 القادم، سيكون حضور مراقبين مُحايدين إجبارياً خلال عمليات الطَرد، وفقاً للقواعد المعمول بها في المجال الأوروبي. وسيتحتّـم علي سويسرا الإلتزام بهذا الإجراء أيضاً، بصفتها عضوا في فضاء شنغن. وتعقيباً على هذا الموقف، قال بيات فاغنر، المتحدث الإعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مقابلة مع swissinfo.ch: “نحن جزءٌ لا يتجزّأ من…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.