تطوير المهارات الإبداعية من أجل الإرتقاء الاجتماعي والإكتفاء الإقتصادي
خلال مسيرة عملها التي فاقت عشر سنوات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اختارت مؤسسة "دروسوس" السويسرية التي يوجد مقرها في زيورخ استثمار الجزء الأكبر من جهودها الإنسانية في مجال التعليم والتدريب المهني، مع منح أولوية خاصة للمجال الإبداعي والثقافي.
هذا ما سنحاول استجلاءه من خلال الحديث إلى السيدة كارول جيرتلر، مديرة قسم الشرق الأوسط بدروسوس، والدكتورة وسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة “دروسوس” بالقاهرة، والأستاذ فراس موازيني، المدير الإقليمي لمؤسسة دروسوس في شمال إفريقيا.
وعن أسباب اهتمام هذه المؤسسة الناشطة في المجال الإنساني بالميدان التعليمي والتدريب المهني، تقول كارول جيرتلر، مديرة قسم الشرق الأوسط ومسؤولة الاتصال بدروسوس في زيورخ في حديث إلى swissinfo.ch: “في هذه البلدان نلاحظ أن هناك مشكلة في تشغيل الشباب، على الرغم من توفّر فرص تشغيل لكن أصحاب العمل والشركات يجدون صعوبة في إيجاد اليد العاملة الكفؤة للقيام بهذه الوظائف”.
هناك إذن حلقة مفقودة بين الشبان الذين يبحثون عن وظائف من جهة، ورجال الأعمال الذين يبحثون عن يد عاملة كفؤة للقيام بأعمال يريدونها من جهة أخرى. وتحاول دروسوس من خلال برامج التدريب المهني والتعليم سدّ هذا الفراغ. ويتخذ عمل دروسوس في هذا المجال دور باني الجسور، حيث تهدف هذه المؤسسة السويسرية إلى إعداد الشباب لكي يكونوا مؤهلين للانخراط في سوق العمل بعد تمكينهم من مهارات تقنية عبر التعليم والتدريب المهني أو من خلال أعمال إبداعية ثقافية تنمي لديهم روح النقد وتغذي طموحهم للارتقاء بوضعهم نحو الأفضل.
عناية خاصة بالمجال الثقافي
رغم تعدد وتنوع المشاريع التي ترعاها دروسوس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن المجال الإبداعي والثقافي عموما يحظى بأهمية خاصة في جهود هذه المؤسسة السويسرية.
ويرجع هذا الاهتمام وفقا لكارول جيرتلر لإيمان دروسوس بأن ” الثقافة والإبداع والفن هي عناصر مهمة جدا في بناء وتطوير شخصية الأطفال والشباب والمجتمعات بصفة عامة في أي منطقة من مناطق العالم”.
وتلاحظ هذه الأخيرة بأنه “عادة ما يتم اغفال هذه العناصر عند التفكير في الإرتقاء بحياة هذه الفئة الاجتماعية أو تلك. وهذا ليس في العالم العربي فحسب”. لذلك نعتقد، تضيف جيرتلر أنه “من المهم تركيز الجهود على هذا الجانب في عملية تعليم وتدريب الشباب. لأنه بفضل الثقافة تبنى رؤية الشباب لأنفسهم ولمجتمعاتهم، ومن خلالها يمتلكون عقلا منفتحا وروحا نقدية وطموحا نحو الأفضل، وقدرة على بناء رؤاهم وتصوراتهم المستقلة. وبالثقافة أيضا يطوّرون مهاراتهم التواصلية وقدراتهم النقدية والقدرة على تقديم تصوّراتهم والدفاع عنها أمام الآخرين”.
والحقيقة أن هذه المهارات الناعمة أصبحت اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى للنجاح في الحياة العملية.
كذلك تعتقد دروسوس، وعلى لسان مديرة قسم المشرق أن “الثقافة الأصلية ( original culture ) أصبحت مع الوقت عنصرا مهما جدا في تحقيق النمو الاقتصادي داخل بلد ما”. والقطاع الثقافي في العالم العربي يتيح، على حدّ قولها “فرصا اقتصادية كبيرة ويوفّر أماكن عمل لا نظير لها. توجد الكثير من الأفكار المبدعة والمبتكرة، ولكن إلى حد الآن لا يبدو أن هناك وعيا كافيا بجدوى وأهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، الذي إن أحسن استثمار فرصه يمكن أن يتحوّل إلى قطاع رائد اقتصاديا”.
من هذا المنطلق، حرصت دروسوس ومن خلال حسن اختيار المشروعات التي تدعمها وتموّلها في البلدان العربية إلى ترسيخ الاهتمام بالثقافة ليس فقط لأغراض فنية أو لمتعة المشاهدة، بل وأيضا لإنعكاساتها الاقتصادية المهمة، ولأهميتها في بناء الشخصية الاجتماعية المسؤولة والإيجابية داخل المجتمع”. إنها الثقافة من أجل تنمية المجتمع وتطويره وتحقيق انسجامه وتماسكه الداخلي، مع الإقرار بحق الإختلاف والتركيز على التواصل السليم بين فئاته بعيدا عن العنف وكل أشكاله. ففوائد الاهتمام بالثقافة له انعكاساته على المستوى الفردي والمجتمعي في آن واحد، بحسب دروسوس فضلا عن أنها أي الثقافة “من أهم المحركات الاقتصادية”، بحسب قول جيرتلر.
الاقتصاد الإبداعي
لقد وجدت هذه الرؤية طريقها إلى التنفيذ في العديد من البلدان مثل مصر وتونس والمغرب. ففي مصر تقول الدكتورة وسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة “دروسوس” بالقاهرة: ” تركز دروسوس في مصر على محوريْن مهميْن: تنمية الإبداع والتمكين الاقتصادي. ونحن رأينا أن هناك فرصة لإدماج هذيْن الهدفين مع بعض في برنامج واحد والذي هو برنامج الاقتصاد الإبداعي: بحيث نصل إلى تطوير المهارات الإبداعية وفي نفس الوقت استخدام المهارات المتحصل عليها في تحسين الوضع الاقتصادي للمشاركين في هذا البرنامج”.
وفي هذا البرنامج، تقول الدكتورة وسام البيه: “يتم التركيز على ثلاثة محاور من العمل الإبداعي: في المحور الأوّل تعتني دروسوس بالصناعات اليدوية المهددة بالاندثار بسبب انعدام توفّر تصميمات جديدة، وانعدام دراسة احتياجات السوق والفرص المتاحة لتسويقها. وفي هذا المستوى، تشتغل دروسوس على كل هذه النقاط من سلسلة القيمة نفسها. بحيث يصبح لدينا في الأخير منتج متميّز، وفي نفس الوقت يصل إلى أسواق أكبر بما يدرّ دخلا مهما على الشباب.
وأما المحور الثاني، فيهتم بفنون الأداء، بما في ذلك الرقص والمسرح والعروض. وأما المحور الثالث فينصبّ الجهد على الفنون المرئية من تصوير سينمائي، وتصوير فوتوغرافي وحتى الرسم.
لتنفيذ هذه المشروعات، تقول المديرة الإقليمية لمؤسسة “دروسوس” بالقاهرة: ” نحن نتعاون مع جمعيات أهلية أو شركات ناشئة، بغرض تمكين هذه الجهات نفسها من تطوير تفكيرها حول هذه المشروعات، بحيث لا تكتفي بأهداف تنموية محدودة والبحث عن تمويلات لتغطية تكاليف نشاطها، بل أن تجعل نصب عينيْها التوصّل إلى منتج نهائي قادرا على افتكاك جزء من السوق، وكفيلا بتوفير دخل مجزي للعاملين، بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في نهاية المطاف.
هذه البرامج الإبداعية نفسها تقريبا نجدها في تونس وفي المغرب. وهو ما يؤكّده الأستاذ فراس موازيني، المدير الإقليمي لدروسوس في المغرب العربي، والذي يقول: ” لدينا أربعة برامج، تؤطّر 45 مشروعا: 25 مشروعا في المغرب، و20 في تونس. ونحن أيضا نهتم في هذيْن البلديْن بتطوير مهارات الشباب وإعانة المحرومين بطرق مجدية وفعالة. لدينا برنامج التمكين الاقتصادي للشباب، من خلال تحسين المهارات الإبداعية لدى الأطفال والشباب، وتحسين الوضع الاقتصادي من خلال الأعمال الإبداعية”.
وضمن هذا المسعى المدروس، تهدف دروسوس إلى الاستثمار في المجال الثقافي على أكثر من مستوى، وبدلا من أن تظل الثقافة كما هو معهود في العالم العربي ثقلا على ميزانية الدولة ومرتهنة لخيارات الحكام، تحاول دروسوس أن تجعل من المجال الإبداعي قطاعا منتجا للثروة ومربحا اقتصاديا.
في هذا السياق بالذات ترعى دروسوس فن صناعة الخزف في مصر. وعن هذه الصناعة تقول الدكتورة وسام البيه، المديرة الإقليمية لمؤسسة “دروسوس” بالقاهرة: “هي واحدة من الحرف القديمة في مصر، تعود إلى أيام الفراعنة، وهي متأصلة في الثقافة المصرية، لكن في نفس الوقت، اليد العاملة المشتغلة في هذا القطاع لا تتعلم هذه الحرفة بطريقة ممنهجة وعصرية بل هي تتوارثها تقليديا، عبر انتقالها من جيل إلى جيل، بحث لا يكون هناك تطوّر ملحوظ في التقنيات نفسها.
كذلك معظم الورش التي يشتغل فيها هؤلاء الحرفيين تكون امكانياتها ضعيفة. وتظل تقريبا يدوية بالكامل. لذلك تستغرق عملية استكمال المنتج وقتا طويلا. فضلا على أن المنتج النهائي لا يكون بالجودة المطلوبة”.
تدخل دروسوس في هذا القطاع كان هدفه، كما تقول المديرة الإقليمية لدروسوس بالقاهرة: “تجاوز كل هذه الصعوبات. وبالفعل النجاح الذي حققناه في هذا المشروع كان الأساس الذي انطلقنا منه لتنفيذ كل المشروعات ذات العلاقة بالإقتصاد الإبداعي في مصر. لقد كان لدروسوس تدخل على مستوى كل سلسلة انتاج القيمة مثلما أوضحنا سلفا: على مستوى تجهيز الورش، وتطوير البيئة المحيطة بعملية الانتاج، بحيث لا تلحق ضررا بصحة العامل، وعلى مستوى دراسة السوق، وتطوير التصميمات نفسها، وانفتاح الجهات العاملة في القطاع على محيطها عبر المشاركة في المعارض المحلية والدولية. كل ذلك أدى إلى مضاعفة مردود هذه الصناعة وجزء من هذا المردود بدأ يستفيد منه العامل نفسه”.
ومن خلال مشروع صناعة الخزف، وجدت دروسوس فرصة كذلك لإرساء تعاون بين مشروعات متقاربة كمشروع تطوير الصناعات الخشبية، ومشروع تطعيم الحلي بالصدف. كان دور دروسوس في هذا الإطار التشبيك بين هذه المشاريع ما عاد بالنفع عليها جميعا.
واما في منطقة شمال إفريقيا، وبالتحديد في تونس، قامت دروسوس، ولا تزال بتقديم الرعاية لمشروع “خارج السرير” ( horslits) ، والذي يقول عنه فراس: ” هو مشروع ذكي جدا، لأنه يحاول أن يخرج بالثقافة من تونس العاصمة لينتشر بها في جميع جهات البلد. وسيلته في ذلك تدريب شباب منحدرين من 24 محافظة تونسية على مهارات إبداعية يستعملها المستفيد لاحقا في بعث مشروع ثقافي ينمي من خلاله المنطقة التي ينحدر منها. ويتعلم الشاب كذلك كيفية استثمار المخزون الثقافي لمحيطه المحلي من أجل الترويج اوّلا لمنطقته والإشعاع به في تونس كلها، وثانيا من اجل الإستفادة من التبعات الاقتصادية لهكذا مشروع. كأن يطلق مهرجانا معيّنا، أو ينتج عروضا فنيا موجهة لعموم الناس.
من الأبعاد اللافتة للنظر لهذا المشروع أنه يدخل في بيوت الناس. وبدلا من تقديم العروض في القاعات العمومية يقدم القائمون على هذه الأنشطة عروضهم في البيوت الخاصة. وبهذه الطريقة يساهمون في نشر الوعي بأهمية العنصر الثقافي ودوره في تحريك الاقتصاد”.
أما مشروع تطوان الخاص بترميم البنايات التاريخية، والذي تنفّذه الجمعية المغربية لحضائر البناء، فيقول فراس: ” من المعلوم أن ثقافة المغرب مشهورة في المنطقة وفي العالم قاطبة بفنون زخرفة البنايات وصناعة الجبس. وتحاول الجمعية المغربية لحضائر البناء تدريب الشباب على هذا الفن. لقد انتبهت هذه الجمعية إلى أن المغاربة بدأوا يلجئون إلى شركات اجنبية لأداء عمليات ترميم البنايات القديمة، لذا جاء هذا المشروع لسد الحاجة على اليد العاملة المهرة. وفكروا بأنه مؤسف ألا يدربوا الشباب المغربي على القيام بهذه الصناعة العريقة في المغرب، خاصة في ظل انتشار البطالة، والظروف المعيشية الصعبة للعديد من الفئات الاجتماعية.
حيوية دور دروسوس في المجال الإبداعي
باتت أغلب منظمات المجتمع المدني في المجتمعات العربية تؤمن بأن العمل الثقافي هو مدخل رئيسي لحل الكثير من المصاعب والمشاكل. وانتشرت الفكرة القائلة بأنه إذا أردنا أن نغيّر المجتمع لابد من تغيير الثقافة. وباتت شرائح كثيرة تؤمن بأن الاهتمام بالإبداع الثقافي لا يساعد على تحسين الوضع النفسي والثقافي للشباب فقط، بل يساعد كذلك على ادماجهم في الحياة الاجتماعية ويوفّر لهم فرص للانخراط في سوق العمل.
من هنا تأتي حيوية وريادة الدور الذي تقوم به دروسوس في المنطقة العربية، لأن جزءً كبيرا مما تقوم به المؤسسة السويسرية هنا، والقول للدكتورة وسام البيه: ” يتخذ طابعا تجريبيا لأننا نتحمل المخاطرات المدروسة بالعمل مع شركاء لازالوا في طور التجريب أو في بداية مشوارهم في مشروع ما. وليس هناك ممولين كثيرين مستعدين لتحمّل هذه المخاطرة. في نفس الوقت هذه المقاربة تساعد على اكتشاف وتنفيذ مشروعات مبدعة، او مكتشفة لأوّل مرة. لأن الفكرة لم تنفّذ من قبل، مما يجعل النجاح في تجارب مثل هذه مشجّع لمشروعات أخرى ومحفّز للانطلاق في العمل في مجالات جديدة”.
كذلك تستطيع دروسوس من خلال هذا النوع من المشروعات [ الاقتصاد الإبداعي (14 مشروعا)، والمهارات الإبداعية (12 مشروعا)/ في مصر]، وعدد قريب من ذلك في المغرب وفي تونس [ في المغرب: 17 مشروعا، وفي تونس: 15 مشروعا] التشبيك بين جميع هذه المشروعات بما يسمح فعلا بترك تأثير إيجابي في الواقع، كتغيير نظرة المجتمع للفنون والثقافة، وممارسة نوع من الضغط لمطالبة المسؤولين بدعم اكبر لهذه الفنون.
أما كيف يمكن تحييد مؤاخذات القوى المحافظة على هذه المشروعات الإبداعية، تقول السيدة وسام البيه: “هناك استراتيجيتان يمكن اعتمادهما: الأولى الوصول بهذه المشروعات إلى القرى والأرياف النائية وفي هذه الحالة سينظر إليها على أنها نوع من العمل الإيجابي، الذي كثيرا ما تحرم منه تلك المناطق بسبب بعدها عن المركز، ثم العناية بالبعد الاقتصادي لهذه المشروعات وفي النهاية سوف يقنع الجميع بأنها مشروعات مفيدة لأنها مكنت المشتغلين بها من الإرتقاء بوضعهم الاجتماعي ودرت عليهم دخلا محترما، وبالتالي سوف تكسب تعاطفهم”.
أما فراس موازيني فيقول: ” هذا التأثير الإيجابي نراه بوضوح في تونس، حيث تلعب الثقافة دورا حيويا في النهوض بالمجتمع. مما اضطر الحاكم التونسي إلى الإنفتاح أكثر على مؤسسات المجتمع المدني وعلى مبادراته الثقافية. في حين كانت الثقافة في تونس قبل ثورة يناير 2011 في خدمة الاستبداد والنظام القائم. فبفضل العناية بالإقتصاد الابداعي تحوّلت الثقافة إلى أداة لتغيير المجتمع نحو الأفضل والارتقاء بأوضاع المهمشين. لقد أصبحت الثقافة لا تتورّع عن الحديث عن السياسة أو عن حقوق النساء،…وهي موضوعات اجتماعية حساسة في المجتمعات العربية. وبفضل الفن والمسرحيات، انتشرت أفكارا جديدة”.
والحصيلة، في مصر، 48 مشروعا يجري حاليا تنفيذها بدعم من دروسوس من جملة 100 مشروع تلقت هذه الرعاية حتى الآن، وفي شمال إفريقيا، 45 مشروعا يجري حاليا تنفيذها، وتغيّر ملموس نحو الأفضل في أوضاع الشباب المنخرطين في هذه المشروعات على مستوى بنية شخصياتهم، وعلى مستوى أوضاعهم الاجتماعية، وكذلك تحسّن في نوعية مهاراتهم وفي جودة منتجاتهم. ونسبة كبيرة من هذه المشروعات استطاعت تحقيق استدامتها واستمراريتها حتى بعد انتهاء الدعم المباشر من دروسوس. ناهيك أن الشركاء القائمين على تنفيذ هذه المشروعات قد بدأوا التعاون بين بعضهم البعض وهو ما سيضاعف التأثير الإيجابي لهذه المشروعات، واحداث التغيير المنشود من بعثها.
مؤسسة “دروسوس” أو “قطر الندى”
تسعى هذه المؤسسة إلى تمكين أشخاص يعانون أوضاعا صعبة من العيش بكرامة كما تعمل على بناء قدرات أفراد المجتمع وتوفير ظروف حياة مناسبة لهم ليتحمل كل منهم المسؤولية تجاه نفسه والآخرين وتجاه البيئة.
تأسست في أواخر عام 2003 ويوجد مقرها في مدينة زيورخ. وبدأت في ممارسة نشاطها منذ بداية عام 2005. ويرجع الفضل في تأسيسها إلى وديعة سويسرية خاصة وسخية.
دروسوس، مؤسسة خيرية غير هادفة للربح وتعمل من أجل الصالح العام، وهي مستقلة فكريا وسياسيا ودينيا.
تخطط مؤسسة دروسوس وتدعم مشاريع تهدف مباشرة لتحسين الظروف المعيشية لدى فئات اجتماعية محددة، وتتوزع المجالات التي تحظى لديها بالأولوية كالتالي:
مكافحة الفقر وآثاره: وفي هذا المجال تدعم المؤسسة الإندماج المهني والإجتماعي للأشخاص الذين يعيشون أوضاعا صعبة عبر تنظيم برامج تعليمية وتأهيلية والعمل على رفع مستوى الدخل من خلال المساعدة في إيجاد فرص عمل.
تحسين الوضع الصحي مع توفير خدمات صحية ومساعدة المرضى والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كأن تدعم المؤسسة حملات التوعية بخصوص مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز/سيدا) والعمل للوقاية منه، كما أنها تدعم ميداني الصحة الجنسية والإنجابية، وتساعد الفئات المهمَّشة اجتماعيا من خلال تقديم الرعاية الطبية الأساسية لهم.
توفير خدمات في مجال الحصول على التعليم والمعرفة: تعمل المؤسسة على تعزيز الفرص لكي تحصل الفئات المهمَّشة على الخدمات في مجالات التعليم والثقافة كذلك توفير دورات دراسية وتأهيلية حتى تتمكن هذه الفئات من تحسين وضعها الإجتماعي والإقتصادي.
دعم الأنشطة الإبداعية للشباب: تدعم المؤسسسة المهارات الإبداعية وتتيح للأطفال والشباب الفرص للإبداع الثقافي والعمل المبتكر.
حماية البيئة: تعمل المؤسسة على حماية البيئة والحفاظ عليها، ونظرا لتغير المناخ وتزايد السكان فإنها تشجع وتدعم الإستعمال الواعي والمدروس للمصادر الطبيعية. كما تظل المؤسسة منفتحة على العديد من المجالات الأخرى.
تمارس مؤسسة دروسوس نشاطها في سويسرا وخارجها، لكن مركز الثقل في عملها يتركز على الصعيد الدولي. ينصب اهتمام دروسوس على بلدان ومناطق ليست الأفقر في العالم ولكن احتياجاتها الإجتماعية ضخمة. وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا النقاط الجغرافية التي يتركز عليها اهتمام المؤسسة حاليا. ولدروسوس مكتب ثابت في القاهرة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.