مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

كاسيس
وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس يلقي بيانًا صحفياً حول الوضع في إسرائيل وبجانبه السفيرة السويسرية مايا تيسافي، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوم الاثنين 9 أكتوبر. Keystone

فتح يومُ السبت 7 أكتوبر صفحةً جديدةً في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي سويسرا، تناولت الصحف بالتحليل هجومَ  حماس على إسرائيل والحربَ التي شنّتها الأخيرة على غزّة. تبعاتُ الأحداث والموقف السويسري من تطورات الشرق الأوسط في العرض التالي.

“الهجوم المفاجئ”

في مقال نشرته صحيفة “نويه تسورخير تسايتونغ” الصادرة بالألمانية في 8 أكتوبر، قدّم أولريش فون شفيرين، مراسل الصحيفة من إسطنبول، تحليلاً تناول فيه “الهجوم المفاجئ” الأخير لحركة حماس على إسرائيل، وقال فيه “إن حماس تسعى من خلال هجماتها المفاجئة والوحشية على إسرائيل إلى تحقيق أهدافها الخاصة”. وأشار إلى أنه على الرغم من استمرار التخطيط للعملية لعدة أشهر، فإن حماس نجحت في مفاجأة أجهزة المخابرات والجيش الإسرائيلي وشنت هجمات بآلاف الصواريخ ودخلت بمئات المقاتلين إلى إسرائيل، مما أسفر عن وفاة عدد كبير من الإسرائيليين والإسرائيليات.

وشدد كاتب مقال الرأي على أنّه لدى حركة حماس فرصة ضئيلة للفوز في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، يبدو أنّها تسعى إلى تحقيق مصلحة أخرى من خلال هذا التصعيد، تتمثل برأيه في “عرقلة جهود رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لتطبيع العلاقات مع السعودية”. ويرى فون شفيرين أنّه ربما يؤدي هذا التصعيد بالفعل إلى تأجيل التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مؤقتًا.

وأضاف فون شفيرين أنّه على الرغم من التفوق العسكري لإسرائيل، فقد لا تتمكن الأخيرة من هزيمة حركة حماس بالكامل، حيث إنّ حماس جزء لا يتجزّأ من قطاع غزة. وأكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للنزاع على المدى الطويل، وأنه يمكن تحقيق هذا فقط من خلال المفاوضات. وأشار إلى أن السكان في قطاع غزة يحتاجون إلى رؤية مستقبليّة أفضل، وأنّه لا يمكن تحقيق السلام المستدام إلّا من خلال حل يضمن لكلا الشعبين في إسرائيل وفلسطين العيش بكرامة ورفاهية وأمان.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 8 أكتوبر 2023)

“الحرب على جدول الأعمال مرة أخرى”

ونشر موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطق بالألمانية تحليلاً لهجمات حركة حماس الأخيرة على إسرائيل والغاية منها، وذلك في مقابلة مع البروفسور والخبير في شؤون الشرق الأوسط راينهارد شولتسه، الذي قدّم على وجه التحديد إجابة عن تساؤل لخصته القناة كالتالي: “النزاع في الشرق الأوسط مستمر منذ سنوات عديدة. لماذا حدث التصعيد الآن بالضبط وما هو دور الدول العربية المجاورة؟”

يرى راينهارد شولتسه بأنّه قد تم التخطيط لهذا الهجوم لفترة طويلة بلا شكّ، حيث لا يمكن تنفيذ تصعيد مماثل بين ليلة وضحاها، وأنّ الوضع الحالي الذي نشهده نتيجة الحرب في أوكرانيا قد ساعد في تسهيل الوضع. حيث يقول: “الحرب على جدول الأعمال مرة أخرى”.
بالإضافة إلى ذلك، تتلقى حركة حماس دعمًا نوعيًا من روسيا وإيران وحزب الله، ما جعل الهجوم ممكناً بشكل عام، بحسب شولتسه.

كما لخص الخبير والمحلل السياسي هدفَ حماس من هذا الهجوم بالقول إنّ “الهدف هو تحقيق نوع من الهيمنة السياسية في قطاع غزة وفلسطين وتقديم النفس كصوت لفلسطين. ولكن يجب ألّا ننسى أن حماس تمثل فقط أقلية داخل المجتمع الفلسطيني”. ومع ذلك طرح شولتسه سؤالاً دون أن يقدّم إجابة عنه، ومفادُه: “لماذا يمكن لهذا التنظيم الإرهابي أن يأخذ مجتمعًا فلسطينيًا بأكمله كرهينة؟”

بحسب راينهارد شولتسه فإنّ الصراع الآن محصور بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، ولكن إذا ما قامت إسرائيل بعملية عسكرية في قطاع غزة، فقد تنتشر الصراعات إلى مناطق أخرى، بما في ذلك إيران، التي هدّدت بالتصعيد “إذا ما تم تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في غزة”، وإلى سوريا أيضاً. أمّا بالنسبة للسعودية، فيرى شولتسه، أنّها تسعى إلى تهدئة النزاع للمحافظة على التطبيع مع إسرائيل والحفاظ على هيمنتها السياسية في المنطقة. 

(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطق بالألمانيةرابط خارجي، 8 أكتوبر 2023)

دعوات داخلية في سويسرا لتصنيف حماس كمنظمة إرهابية

في تقرير مفصّل صادر عن موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS)، تمّ تسليط الضوء على عودة الجدل طويل الأمد، حول ما إذا كان ينبغي تصنيف حماس رسميا كمنظمة إرهابية من قبل سويسرا.

هذا السؤال، الذي يحمل دلالات سياسية جوهرية، تطرحه بحماسة المنظمات اليهودية والأحزاب السياسية المهمّة داخل البلاد، خاصة في ضوء الهجمات الأخيرة التي شنّتها حركة حماس على إسرائيل. حيث حثّ الاتحاد السويسري للجاليات الإسرائيلية (FSCI) ومنصة اليهود الليبراليين في سويسرا (PLJS)، ومؤسسة مناهضة العنصرية ومعاداة السامية (GRA)، بشدّة كلاّ من الحكومة الفدرالية والبرلمان على تنفيذ حظر على حماس، أسوةً بتصنيف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة له.

وذكر الموقع أن السلطات السويسرية كانت تتمسك بشدّة بدورها الديبلوماسي المتمثل في الحياد والإصرار على الحوار، وعدم حظر المنظمات إلا إذا فرضت الأمم المتحدة قيودًا عليها. ونقل تشديد إينياتسو كاسيس، المسؤول عن الشؤون الخارجية، على القيود القانونية القائمة مع الإعراب عن تضامن سويسرا مع إسرائيل.

(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطق بالفرنسيةرابط خارجي، 9 أكتوبر 2023)

ملاحظة: صرّحت الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء 11 أكتوبر بأنه يجب تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، وأن فريق العمل المعنيّ بالشرق الأوسط سيقوم بدراسة الخيارات القانونية لحظر المنظمة. 

“شنّ الحرب أو الإبقاء على الرهائن: يبدو أن الدولة العبرية اتّخذت قرارها…”

هكذا عنونت صحيفة لوتون السويسرية مقالَها حول احتجاز حركة حماس والجهاد الإسلامي لرهائن إسرائيليين. وجاء في المقال أن الفصيلين يحتجزان 130 رهينة إسرائيلية في غزة، بينهم أطفال ومزدوجو الجنسية وأجانب. ومع ذلك، فإن وجودهم لا يمنع الحكومة الإسرائيلية من التحرك نحو حرب شاملة من أجل “تدمير” حماس، وفق الصحيفة.

و”تعود آخر عملية احتجاز رهائن بهذا الحجم إلى عام 1976، عندما تم احتجاز 103 ركاب من اليهود على متن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية من قبل إرهابيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمتواطئين الألمان في أوغندا”، حسب تعبير الصحيفة. وقد فقد يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، حياته عندما أطلق سراحهم.

واليوم، الدولتان الوحيدتان اللتان تشهدان عمليات اختطاف جماعي هي كولومبيا ونيجيريا. دولتان لا تسيطران على أجزاء كبيرة من أراضيهما، وأقل كفاءة بكثير من إسرائيل من الناحية الأمنية. “وهذا يوضح أهمية النكسة”، بتعبير المقال. وتواصل الصحيفة بالقول إنه من المؤكد أن المبادرات تتضاعف على جبهة التفاوض. حيث أعلنت مصر أنها تزيد من اتصالاتها لـ”وقف التصعيد”، كما أن قربها الجغرافي يجعلها الوسيط الأقدم بين الطرفين. فيما تحاول قطر، من جانبها، الدفعَ باتّفاق بين إسرائيل وحماس، والذي يتضمن تبادل السجناء الفلسطينيين بنساء إسرائيليات وكبار السن والأطفال، حسب المصدر ذاته.

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 11 أكتوبر 2023، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع: 

+ الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تحيي الجدل حول حماس في سويسرا المحايدة

+ لهذه الأسباب ستقاطع إيلا الاقتراع الشعبي في بولندا

+ “لم يكن التخلّص من الأسلحة النووية أكثر إلحاحا ممّا هو عليه اليوم”

+ يجب إخضاع الشركات العسكرية والأمنية الخاصة للمساءلة

+ ترشّح روسيا والصّين مجدّدًا: مصداقية مجلس حقوق الإنسان على المحكّ

يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

سننشر عرضنا الصحفي القادم يوم 20 أكتوبر.  حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع رائقة!

إلى الأسبوع القادم!

محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

كيف تنظر الصحافة السويسرية إلى ما يجري في البلدان العربية؟ نقدّم لكم/ن في هذا العرض الصحفي ملخّصا لأبرز الأخبار والتقارير والآراء المتعلّقة بالشؤون العربية.

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية