مجلس النوّاب يقر تعديلات قانونية مهمة لفائدة المتمتّعين بإقامات مؤقّتة
من المفترض أن يتمتعّ قريبا اللاجئون بسبب الحروب، الحاصلين على تصاريح إقامة مؤقتة، بوضع قانوني أفضل في سويسرا. فقد وافق مجلس النواب السويسري يوم الإثنيْن 12 يونيو بأغلبية 113 صوتا مقابل 63 صوتا على إقتراح يهدف إلى تعديل قبول هذه الفئة وفقا للظروف الخاصة بكل مجموعة. ومن المنتظر أن يوضّح مجلس الشيوخ موقفه بشأن هذا المقترح قريبا.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
بدأ عبد الحفيظ العمل في swissinfo.ch في عام 2008. خلال هذه السنوات الطويلة، أنجز العديد من التقارير الصحفية حول مختلف القضايا المتعلقة بالحياة في سويسرا، لا سيما قضايا الهجرة واللجوء، والتعليم بمستوياته المختلفة، والسياحة وملف الإسلام في سويسرا.
في الوقت الحاضر، يعيش في سويسرا أكثر من 530.000 شخص بمقتضى تصاريح إقامة مؤقتة، ويُقيم معظمهم لفترة تزيد عن سبع سنوات، وفقا لكورت فلوري، النائب الليبرالي الراديكالي من كانتون سولوتورن، الذي يرى أنه من المهمّ بالنسبة لسويسرا تحسين وضع هذه الفئة من اللاجئين، والعمل على إنجاح اندماجهم في المجتمع.
لم يعترض على المقترح الذي تقدّمت به لجنة المؤسسات السياسية بمجلس النواب سوى حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) حيث دافع عن هذا الموقف النائب أندرياس غلارنر، من كانتون آرغاو مدّعيا أن “الوضع الحالي يلبّي المطلوب بالنسبة للاجئين “الحقيقيين”، وأما الآخرون فيجب أن يطردوا إلى خارج سويسرا”.
المزيد
المزيد
لاجئون عرب يشتكون “أوضاعهم المزرية” في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
في الواقع، تعكس هذه الوضعية إلى حدّ بعيد التدابير التي اتخذتها سويسرا في السنوات الأخيرة والهادفة من جهة إلى خفض نفقات المساعدات المقدمة إلى اللاجئين وإلى الحد من عدد طلبات اللجوء لأسباب إنسانية. وقد لاقى هذا الإتجاه الداعي إلى تشديد قواعد اللجوء تأييدا كبيرا من الناخبين السويسريين في السنوات الأخيرة، كما تعرّض القانون الفدرالي للجوء…
في الوقت الحالي، يحظى جميع الأشخاص الذين يتضح أنهم بحاجة للحماية، والذين لا تتوفّر فيهم الشروط المنصوص عليها في القانون للحصول على صفة لاجئ، والذين لا يُمكن في الوقت نفسه إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، بالقبول في سويسرا بشكل مؤقّت.
لكن هذا الوضع القانوني لا يأخذ بعين الإعتبار الظروف الخاصة للأفراد أو لمجموعات بعينها، وهي أوضاع تختلف من بلد إلى آخر. ومن السهل التأكّد من ذلك، بما أن أعدادا كبيرة من هذا الصنف من اللاجئين أصبحوا يقيمون بشكل دائم في سويسرا.
وضعان قانونيان مختلفان
يطالب المقترح الذي تقدّمت به لجنة المؤسسات السياسية بمجلس النواب بإنشاء وضع قانوني جديد تحت مسمى “الأفراد المحميين”، وأن لا يكون وضعا مؤقتا أو محدودا في الزمن وهو ما سيساعد على اندماج هذه الفئة في سوق العمل. أمّا طالبو اللجوء الذين لا يحتاجون إلا إلى حماية مؤقتة بسبب اندلاع نزاع في بلدانهم الأصلية، فيتم منحهم وضع “أشخاص محميين بشكل مؤقت”.
هذا الوضع المؤقّت، بحسب مقترح اللجنة البرلمانية، يظل محدودا في الزمن بشكل دقيق وفقا للوضع الخاص في بلد ما أو في منطقة بعينها. في الأثناء، ستتم إعادة النظر في حالات المتمتعين بهذا الوضع المؤقت بشكل منتظم، كما أنه لا يمكّن أصحابه من التمتّع بحق التجميع العائلي. كما أن فرص إدماج هذه الفئة في سوق العمل تبقى محدودة جدا، كالقيام بأعمال مؤقتة للمصلحة العامة، أو بشكل موسمي في قطاع الزراعة.
في المقابل، ينص المقترح على تمكين “الأفراد المحميين” من استقدام بقية أفراد أسرهم إلى سويسرا شريطة توفرهم على الموارد المالية الكافية، وأن يتلقوا الدعم الكافي من المكاتب المحلية للتشغيل للإندماج سريعا في سوق العمل، لكن بعد إلزامهم بالتوقيع على عقود إندماج.
الملفت هو أن هذا الإلتماس البرلماني يحظى بدعم الحكومة الفدرالية، بل يستند إلى ما جاء في تقرير كشفت عنه الحكومة في أكتوبر 2016 في سياق ردها على انتقادات برلمانية وُجّهت إليها في السابق.
من أهمّ الفئات المرشّحة للإستفادة من هذا التعديل طالبي اللجوء السوريين وربما العراقيين أيضا القادمين إلى سويسرا. فحاليا يحصل هولاء على إقامات مؤقتة وتتعامل معهم السلطات السويسرية بوصفهم رعايا بلدان تشهد نزاعات مسلحة، وبمجرّد إستقرار الاوضاع فيها من جديد، سيعادون هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية. لكن إذا ما أقرّت هذه التعديلات القانونية بشكل نهائي، فإن السلطات سوف تنظر إلى أوضاع هؤلاء من منظور المخاطر والتهديدات التي تحدق بكل فرد على حدة، أو وفق أوضاع مناطق بعينها ينحدر منها هؤلاء.
فهل سيحظى هذا التعديل القانوني المهمّ بتأييد أغلبية ممثلي الكانتونات على مستوى مجلس الشيوخ. سوف نوافيكم بالمستجدات في حينه.
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
سويسرا تبتكر طرقا جديدة لدمج اللاجئين في المجتمع
تم نشر هذا المحتوى على
من تطبيق الكتروني للتعرف على الحياة في سويسرا.. إلى برامج للتأهيل المهني.. وحتى تنظيم مباريات الدوري للعب الورق.. وتوفير فرص لتعلم اللغة مع رعاية الأطفال بالمجان، يبدو وكأن السويسريين لا يدخرون جهدا لابتكار أساليب جديدة لدمج اللاجئين في المجتمع، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. لعل مفهوم الإندماج واحد من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في…
تم نشر هذا المحتوى على
swissinfo.ch: لدى سويسرا أحد أكثر قوانين التجنيس تشددا في أوروبا، بينما كانت تعتمد سياسة، نوعا ما، ليبرالية عند نشأتها كدولة حديثة في عام 1848. ماذا كان يعني التجنيس في ذاك الزمان؟ بريجيت ستودر: في عام 1848، أقرّ الدستور الفدرالي الحق في الحصول على الجنسية السويسرية، وقد منحت الحكومة الفدرالية كامل التفويض للكانتونات والبلديات، وحينها كانت…
تم نشر هذا المحتوى على
على عكس ألمانيا فإن اللاجئين في سويسرا يواجهون مصاعب في الالتحاق بالجامعات أو حتى في استئناف ما درسوه في الخارج لأنه لا توجد برامج لدمج الطلاب اللاجئين في الجامعات. يضاف إلى ذلك عراقيل ومشاكل آخرى، كما توضح رابطة اتحاد الطلبة السويسري (VSS) في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة زيورخ وكانت هذه هي أبرز النقاط التي…
تصاريح الإقامة في سويسرا تقترن أكثر فأكثر بمُستوى الإندماج
تم نشر هذا المحتوى على
وتتيح التدابير – التي سيصوت عليها البرلمان بشكل نهائي يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 – انتزاع تصريح الإقامة من فئة “C” لمن ينتهكون القانون أو النظام العام، أو يصبحون معتمدين على الرعاية الإجتماعية على المدى الطويل. وفي المستقبل، يمكن أن يُطبق هذا القانون على حاملي تصريح الإقامة “C” الذين مُنح لهم حق الإقامة لأكثر من…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي مقابلة أجرتها معه swissinfo.ch، جادل ألبرت روشتيرابط خارجي، العضو في مجلس النواب الفدرالي والرئيس المنتخب حديثا لحزب الشعب السويسري، بأن مقترحات تسريع إجراءات اللجوء وتوفيرالمشورة القانونية المجانية التي ينص عليها التعديل الجديد، من شأنها أن تشجع المتقدمين الذين لا يستحقون حق اللجوء بالتوافد على سويسرا. “بدلاً من ذلك، يتعيّن علينا البحث عن حلول لرفض…
تم نشر هذا المحتوى على
في الماضي، كانت السياسة السويسرية "سخيّة" تجاه اللاجئين الإريتريين، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة، وتحت ضغط من اليمين، تشددت سويسرا حيالهم، فانخفضت النسبة المائوية للاجئين الإريتريين المعترف بهم رسميا بنحو 30٪، بينما لا يزال من غير الممكن ترحيلهم إلى بلدهم، ولذلك تسعى برن إلى تكثيف الإتصالات مع أسمرة.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.