وجّه المدعي العام بكانتون زيورخ يوم الجمعة 11 أغسطس الجاري تهمة التحريض على القتل إلى إمام مسجد النور بمدينة فينترتور، وطلب من المحكمة تسليط عقوبة بالسجن على المتهم تصل إلى 18 شهرا، مع منعه من دخول البلاد لمدة 15 عاما.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
swissinfo.ch والوكالات
انطلقت الإجراءات الجنائية ضد هذا الإمام من أصل أثيوبي في شهر نوفمبر 2016 بعد اتهامه بالتحريض العلني على الجريمة وارتكاب أعمال عنيفة. وذكر المدعي العام بكانتون زيورخ اليوم الجمعة أنه تقدّم بعريضة الإتهام إلى محكمة زيورخ بشكل رسمي يوم 2 أغسطس الماضي.
وتتهم النيابة العامة الإمام بتحريض المصلين خلال خطبة ألقاها يوم الجمعة 21 أكتوبر 2016 على مهاجمة وقتل المسلمين الذين لا يأتون لأداء الصلاة في المسجد. على إثر ذلك، تم اعتقال الإمام في الثاني من شهر نوفمبر، واُحتفظ به في السجن منذ الرابع من نفس الشهر. كما ظل مسجد النور مغلقا منذ ذلك التاريخ.
صور عن جرائم قتل على الفايسبوك
إضافة إلى ذلك، يتهم المدعي العام لكانتون زيورخ الإمام الأثيوبي بمشاركة صور قتل وحشية على الفايسبوك وجعلها في متناول آخرين. فضلا عن اتهامه بالعمل لمدة أربعة أسابيع من دون أن تكون لديه التراخيص اللازمة، ما يمثّل انتهاكا للقانون المنظّم لإقامة الأجانب في سويسرا.
في السياق، تم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص آخرين خلال اقتحام الشرطة لمسجد النور يوم 2 نوفمبر 2016، إلا أنه تم الإفراج عن رئيس الجمعية التي تشرف على إدارة المسجد في نفس اليوم، بينما أفرج على شخص آخر قريب منه في اليوم الموالي. ولم تكن لهذيْن الأخيريْن أيّ علاقة بالدعوة التي أطلقها الإمام لمهاجمة المسلمين الذين لا يأتون للصلاة في المسجد.
أما الشخص الثالث المعتقل، فهو عضو في الهيئة المشرفة على المسجد. وظل رهن الإيقاف التحفّظي حتى شهر ديسمبر 2016. وفيما أوقفت التتبعات الجنائية ضد الشخصيْن الأوّليْن، وأغلق ملفهما، فإن ذلك أيضا على وشك الوقوع، بالنسبة للشخص الثالث.
عدم تمديد عقد الإيجار
عقب هذه التطوّرات، توقفت جمعية النور التي تشرف على هذا المسجد عن النشاط. وأعلنت في شهر مايو المنصرم عن حلّ نفسها في نهاية شهر رمضان. وقد رفضت الشركة العقارية التي تسوّغ المبنى الذي تم اتخاذه مكانا للعبادة أنها لن تمدد عقد الإيجار لمدى أطول.
يُشار إلى أن أخبار هذا المسجد تصدرت عناوين الصحف السويسرية بعد أن بات يُشتبه في ارتباطه بانتقال بعض الجهاديين للمشاركة في القتال الدائر في سوريا.
استقبال جهادي خارج المسجد
في شهر مارس الماضي، أيّدت المحكمة الفدرالية حكما بالسجن لمدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ بحق شخص ألقي القبض عليه في عام 2015 كان يعتزم الإلتحاق بصفوف “تنظيم الدولة الإسلامية”. وكانت المحكمة الفدرالية قد أشارت إلى أن المعني بالأمر قد استقبل بحفاوة من طرف إمام مسجد النور في مدينة فينترتور ومن طرف جميع الأشخاص الذين كانوا يغادرون المسجد حينها.
وفي شهر فبراير 2017، أمرت السلطات بوضع تسعة أشخاص من بينهم فتى لم يتجاوز عمره سبعة عشر عاما قيد الإيقاف التحفظي، للإشتباه في اعتدائهم بالضرب وباحتجاز شخصيْن داخل مسجد النور يوم 22 نوفمبر 2016. ويُزعم أن المشتبه بهم هدّدوا بالقتل أفراد أسر الشخصيْن اللذيْن تعرّضا للضرب والإحتجاز. وكانوا يؤاخذون على ضحاياهم إبلاغ الصحافيين بمعلومات وبيانات عن إمام المسجد المتهم بالتحريض ضد المسلمين الذين لا يأتون للصلاة في المسجد.
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
مسجد النور في فينترتور يُغلق أبوابه نهائيا في موفى رمضان
تم نشر هذا المحتوى على
هذا الخبر أكّده عاطف سحنون، رئيس “جمعية النور الثقافية” التي تدير شؤون المسجد، في تصريحات أدلى بها إلى أسبوعية “سونتاغس بليك” الصادرة يوم الأحد 28 مايو 2017. وأوضح رئيس الجمعية أنه “لم يعد هناك من معنى لمواصلة المحاولة، سنتوقّف عن النشاط”. بالفعل، كان من المقرّر أصلا إغلاق المسجد الواقع في شمال زيورخ، منذ موفى عام…
مُداهمة مسجد في فينترتور على خلفية “التحريض على الجريمة والعنف”
تم نشر هذا المحتوى على
وكتبت النيابة العامة لكانتون زيورخ أنه على أساس أدلة ملموسة، فتح المدعي العام في فينترتور تحقيقا جنائيا ضد الأشخاص المعنيين الأربعة الذين يجري التحقيق معهم. من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السويسرية أن الإمام الإثيوبي دعا في خطبة الجمعة يوم 21 أكتوبر الماضي إلى قتل المسلمين الذين لا يُشاركون في صلاة الجماعة بالمسجد. ونقلت الوكالة عن…
“على الإمام أن يكون مطلعا على تاريخ وقوانين الكانتون الذي يقيم فيه”
تم نشر هذا المحتوى على
وأجري هذا الحوار بعد الكشف مؤخرا عن نتائج استطلاع للرأي، عبّر من خلاله ثلثا المستجوبين من السويسريين عن رفضهم الإعتراف بالدين الإسلامي كديانة رسمية مثل المسيحية واليهودية، مما يشير إلى المشكلات التي تعيق اندماج هذه الديانة في الواقع السويسري. وتلقى المسؤولية في معالجة هذا الوضع على العديد من الجهات، في مقدمتها الأئمة والمدرّسين في المساجد. ولكن…
إمامٌ في خدمة السّجناء المسلمين.. رعاية روحية ودعم نفسي
تم نشر هذا المحتوى على
هناك إرهابيون غُرّر بهم باسم الدين وأًصبحوا مُتطرفين خلال فترة وجودهم في السجن. ولتفادي أن تكون السجون حاضنة للتطرف، تستعين السلطات السويسرية أحياناً بأئمة مُسلمين. وفي السجن الإقليمي للعاصمة برن، يقوم أحد الأئمة بتقديم الرعاية والإرشاد الروحي للسجناء المسلمين منذ 24 عاماً، قَبل أن تصبح الهجمات الإرهابية حديث الساعة.
اعتقال قيادي سلفي في فينترتور يُشتبه بِدعمه وانتمائه لتنظيم “داعش”
تم نشر هذا المحتوى على
وفقاً للتقارير، تعتبر مدينة فينترتور مَعقلاً للسلفيين السويسريين، والمدينة التي يسكنها أكبر عدد من المُتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. وكان ما لا يقل عن خمسة شبان مُتطرفين قد سافروا من المنطقة إلى هذا التظيم في سوريا والعراق. ومن المتوقع أن يقوم المدعي العام الفدرالي قريباً بتقديم شخص يُشتبه في سفره للقتال في صفوف تنظيم…
فتحُ تحقيقات في سويسرا ضدّ مُشتبهين بالتطرف الأصولي
تم نشر هذا المحتوى على
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء السويسرية يوم 15 نوفمبر 2016، أوضح أندري مارتي، رئيس قسم الإتصالات في النيابة العامة الفدرالية، أن هذه الإجراءات لا تستهدف أشخاصا اعتباريين (معنويين) مثل الجمعيات أو المؤسسات، بل أشخاصا طبيعيين لهم صلة أو كانوا على صلة بعملية “إقرأ!”. من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب المدعي العام الفدرالي لـ swissinfo.ch،…
تم نشر هذا المحتوى على
تَجد المساجد السويسرية والجمعيات الإسلامية نَفسها في دائرة الضوء على إثر إعراب بعض البرلمانيين عن قلقهم بشأن الغموض المُحيط بتمويل هذه المؤسسات وما قد ينجُم عن ذلك من تأثير أجنبي.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.