مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مهرجان سولوتورن يجوب بك العالم عبر 170 فيلمًا.. وأنت جالس في البيت!

رجل يرتدي قلنسوة وامرأتان داخل مطبخ
الممثل السوري جهاد عبدو في لقطة من فيلم "الجيران" للمخرج السويسري مانو خليل. Solothurner Filmtage © 2021

ما الذي يفعله الخوف بنا؟ كيف تبدو الحياة اليومية لتلميذ كردي على الحدود التركية السورية في الثمانينيات؟ ما هي المواعظ التي كان يسوع سيُلقيها على مسامع أتباعه اليوم؟ هذه بعض الأسئلة التي ستُعرض على عشاق الفن السابع خلال الدورة السادسة والخمسين لأيام سولوتورن السينمائية لهذا العام. فيما يلي، تعرّف SWI swissinfo.ch بخمسة من الأعمال المشاركة. 

بسبب الجائحة الصحية التي أدت إلى ركود شبه كامل للحياة الثقافية وأرغمت التظاهرات الدورية على الانتقال إلى المنصات الرقمية، تدور كل فعاليات المهرجانرابط خارجي الذي انطلق يوم 20 يناير ويستمر أسبوعا كاملا على منصة افتراضية ستتيح لأعمال روائية ووثائقية متنوعة المشارب والاهتمامات فرصة دخول البيوت السويسرية. إجمالا، سيتم عرض 170 فيلمًا مع تخصيص ألف تذكرة افتراضية لكل واحد منها. في دورته السابقة، اجتذب المهرجان أكثر من ستة وستين ألف متفرج، فكم سيبلغ عدد الأشخاص الذين سيزورونه افتراضياً وهم جالسون في بيوتهم على أرائكهم؟

يشتمل المهرجان الأكثر أهميةرابط خارجي في صناعة السينما السويسرية على بانوراما متنوعة من الأعمال الجديدة من جميع الأصناف والأحجام، بدءا بأفلام الخيال ومرورا بالوثائقية والتجريبية ووصولا إلى الرسوم المتحركة.

هذا العام، أتيح الفيلم الافتتاحي للمهرجان هو “أطلس” (Atlas) للمخرج نيكولو كاستيلي أصيل كانتون تيتشينو المتحدث بالإيطالية، لأول مرّة لجميع سكان سويسرا مساء الأربعاء 20 يناير الجاري عبر قنوات التلفزيون العمومي باللغات الوطنية الثلاث (الألمانية والفرنسية والإيطالية)، كما يُمكن مشاهدته مجانًا من خلال موقع المهرجان. يروي “أطلس” قصة امرأة نجت من هجوم إرهابي لكن الخوف من المجهول هو الذي يُمثل جوهر قصة العمل السينمائي، وهو خوفٌ شبيه بما نشعر به جميعًا اليوم بسبب الجائحة الصحية.

كالمعتاد، ينظم المهرجان مناقشات بين المخرجين والجمهور وفصولا دراسية في مجال السينما ولكن عبر الإنترنت هذا العام، وخاصة في القسم المُخصّص للنقد السينمائي.

في هذه الدورة، تم ترشيح أربعة عشر عملا سينمائيا لنيل جائزة سولوتورن في إطار المسابقة الرئيسية للمهرجان التي تبلغ قيمتها 60.000 فرنك سويسري (67500 دولار)، تسعة منها من إنجاز مُخرجات، بما في ذلك العرض العالمي الأول لكل من “رائحة الخوف” (The Scent of Fear) لميريام فون آركس و”احرسني” (Watch Over Me)  لفريدة باشا.

تجدر الإشارة أيضا إلى أعمال أخرى مهمة من بينها “الإنجيل الجديد” (Das Neue Evangelium)  لميلو راو و”جيران” (Nachbarn) لمانو خليل، و”كومبينات” (Kombinat) لغابرييل تيخيدور.

رجل يحمل على كتفه صليبا خشبيا ضخما
تعاون ميلو راو، الحائز على جائزة المسرح السويسري لعام 2014، مع الناشط السياسي الكاميروني إيفان ساغنيت لإنتاج فيلم بعنوان “الانجيل الجديد”، تدور أحداثه حول يسوع وتتداخل فيه الرواية التوراتية مع الثورة. يعود ساغنيت (الذي يُجسّد دور المسيح) إلى أكبر مخيم للاجئين يقع قرب مدينة “ماتيرا”، جنوب إيطاليا، للعثور على “أتباعه”.. إنهم أشخاص يائسون عبروا البحر الأبيض المتوسط ليعملوا كالعبيد في حقول الطماطم، ويعيشون في ظروف غير إنسانية. بالتعاون مع صغار المزارعين المحليين، قاموا بإطلاق “ثورة الكرامة”، وهي عبارة عن حملة سياسية يقوم بقيادتها ساغنيت تناضل من أجل حقوق المهاجرين. Solothurner Filmtage © 2021
رجال آسيويون يجلسون وسط توابيت
في فيلمها “رائحة الخوف” (The Scent of Fear)، تستكشف مخرجة الأفلام الوثائقية ميريام فون أركس ماهية الخوف وسبب الرّعب الذي ينتابنا منه، حيث يقدم علماء أعصاب وأطباء نفسيون وسياسيين شروحا عن كيفية تحكم رسائل الخوف في المجتمع. كما تقوم مخرجة الشريط بالتجوال حول العالم وتلتقي بأشخاص أقعدهم الخوف وأصابهم بالشلل. Solothurner Filmtage © 2021
تلاميذ صغار يؤدون تحية عسكرية مرتدين لزي موحد
بدأ مانو خليل عمله كمخرج سينمائي في سويسرا بعد أن قضى ثلاث سنوات في معسكر لطالبي اللجوء في سويسرا. أما الآن فهو من المخرجين المعروفين في البلاد، حيث تشارك أعماله في الكثير من المهرجانات الوطنية والعالمية وتفوز بجوائز مهمة، كالجائزة الأولى لأيام سولوتورن السينمائية لعام 2013 عن فلمه “طعم العسل”. في “الجيران” (Nachbarn)، يصطحب خليل الجمهور إلى قرية حدودية صغيرة بين سوريا وتركيا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، حيث يعيش الطفل “سيرو” عامه الأول في المدرسة. سيرو يمزح ويضحك مع أصدقائه، ويحلم بجهاز تليفزيون ليتمكن أخيرًا من مشاهدة الرسوم المتحركة، لكنه يُعاين في نفس الوقت كيف يُسْحَقُ البالغون من حوله بشكل متزايد لأسباب قومية ومن خلال أعمال عنف عشوائية. Solothurner Filmtage © 2021
يد تلامس شعر امرأة مستلقية
تعيش وتعمل فريدة باشا، المولودة في مومباي بالهند، في مدينة زيورخ منذ عام 2011. في العرض العالمي الأول لفلمها “احرسني”(Watch Over Me) تنتقل المخرجة بالمشاهدين إلى نيودلهي، حيث يعمل ماني وسيني والطبيبة رينا في منظمة متخصّصة في مجال الرعاية التلطيفية، حيث تستكشف من خلال عملها الفني التساؤل الكوني عن مدى أهمية القبول بأن الموت مسارٌ طبيعي وجزءٌ من الحياة؟ Solothurner Filmtage © 2021
امرأة وطفل وسماء ملبدة بالغيوم
غابرييل تيخيدور هو أيضًا أحد المخرجين العديدين المشاركين في دورة المهرجان لهذا العام والمهتمين بثقافة مختلفة تمامًا عن الثقافة السويسرية. تم عرض فيلمه الوثائقي “كومبينات” (Kombinat) لأول مرة العام الماضي في إطار الدورة السادسة والعشرين لمهرجان “رؤى من الواقع” السينمائي الدولي في مدينة نيون، الذي تعرّض بدوره للإلغاء واقتصرت عروضه على الإنترنت. “كومبينات” يصوّر الحياة اليومية لكل من لينا وساشا وغانيا وعائلاتهن، حيث تتساءل هذه الأمهات الشابات عن ظروف معيشتهن وعملهن، التي يبدو أنه متحكم فيها من طرف “كومبينات”، أحد أكبر مصانع الحديد والفولاذ في روسيا، ومن رأسمالية الدولة المقترنة به. Solothurner Filmtage © 2021

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية