إلزام الشركات متعددة الجنسيات باحترام حقوق الانسان والبيئة في جميع دول العالم، هو الموضوع الذي سيُصوّت عليه السويسريون في قادم الأيام. ومن المؤكد أن تدفق تسريبات "وثائق بارادايس" الجديدة ستجعلهم أكثر حساسية لهذا الأمر أمام صناديق الإقتراع.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
بعد أن بدأت مسيرتي المهنية في الصحافة الإقليمية (المكتوبة والإذاعية) في سويسرا الناطقة بالفرنسية، انضممت إلى إذاعة سويسرا العالمية في عام 2000، في الفترة الانتقالية التي شهدت ولادةswissinfo.ch . منذ ذلك الحين وأنا أكتب عن مجموعة متنوعة من المواضيع، من السياسة إلى الاقتصاد والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى إنتاجي لأشرطة فيديو قصيرة حول هذه المواضيع أحياناً. مجالات الاهتمام المفضلة لدي هي العلوم الدقيقة، وخاصة فيزياء الجسيمات، والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وموسيقى الروك (نعم، هناك أشخاص لا يزالون يستمعون إليها إلى اليوم بالتأكيد! ...)
إجمالا، ترمي المبادرة إلى منع تشغيل الأطفال، سواء كان ذلك في معمل يقع في آسيا أو في مزرعة للكاكاو في أفريقيا أو خلال حصاد البُن في أمريكا اللاتينية.
الحكومة الفدرالية لم تكن تريد ذلك، في حين أعربت لجنة الشؤون القانونية في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) عن رغبتها فيه. وفي حال قالت نظيرتها في مجلس النواب (الغرفة السفلى) نفس الشيء، سيتم تكليف البرلمان الفدرالي ببلورة مشروع – مضاد للمبادرة الشعبية التي تنادي بتحميل المسؤولية للشركات متعددة الجنسياترابط خارجي.
مبدئياً، هذا يعني أن يمنح أعضاء مجلس الشيوخ أهميةً أكبر، مما يفعله الوزراء، للمخاوف التي أعرب عنها أصحاب المبادرة، وأن يُصمموا على الحفاظ على بعضها على الأقل، في حال عدم نجاح المبادرة وحصول المشروع ـ المضاد على تأييد الناخبين.
نص المبادرة، الذي أُودِعَ لدى المستشارية الفدرالية في برن يوم 10 أكتوبر 2016 ويحمل أكثر من 120000 توقيع مقبول، يُطالب بفرض قواعد مُلزمة للشركات العملاقة العابرة للحدود التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، لاحترام حقوق الانسان والبيئة في نشاطاتها التي تقوم بها خارج تراب الكنفدرالية أيضاً.
“قد يكون 77% منهم مؤيدين..”
مُنَسِّقة المبادرة في سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية)، بياتريكس نيزر، أشادت بقرار اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ الذي صدر بعد أيام من تدفق تسريبات “وثائق بارادايس”. ومع ذلك، فهي لا ترى أن هناك علاقة مباشرة بين الأمرين: «فهو مصدر قلق كبير جداً لدى السكان. والأسبوع الماضي، كنا قد كشفنا عن نتائج استطلاع، أُجري قبل ظهور “وثائق بارادايس”، يظهر من خلالها أن 77% من الناخبين السويسريين، وتصل النسبة إلى 91% في سويسرا الروماندية، سيكونون على استعداد للتصويت لصالح مبادرتنا».
هذه النتائج ستكون بالتأكيد غير قابلة للطعن لو كان التصويت غداً، إلا أننا لا زلنا بعيدين عن ذلك. وتُظهر التجربة أن دعم الأفكار المهمة يتبخر خلال مختلف مراحل عملية التصويت بدءا بالمراجعة من قبل غرفتي البرلمان (العليا والسفلى) ومرورا بتوصيات التصويت، وانتهاء بالحملة الإنتخابية..
مع ذلك، فلا يُمكن لـ “وثائق بارادايس” التي تمَّ الكشف عنها، والتي تسلط الضوء مباشرة على ممارسات التمويل ورأس المال الكبير المُعولم، إلا أن ترجّح كفة أولئك الذين يكافحون من أجل إضفاء قدر أكبر من المعايير الأخلاقية على أنشطة الشركات الكبيرة.
في هذا الصدد، تضيف بياتريكس نيزر: «حالياً، نحن مُثقلون بطلبات المتطوعين الذين يريدون الإنخراط معنا. فالناس يأتون طواعيةً، لأننا لسنا حزباً سياسياً، وإنما عبارة عن تحالفرابط خارجي واسع جداً ومكوَّن من 85 منظمة، تضمُّ مجتمعةً حوالي مليون عضو».
قراءة معمّقة
المزيد
شؤون خارجية
سويسرا في عصر حروب الطائرات دون طيّار: حياد أم انخراط؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
شخصيات سويسرية متورطة في قضية التسريبات
تم نشر هذا المحتوى على
كشفت وثائق تم تسريبها أخيرا أن شخصيات سويسرية بارزة من عالم السياسة والمال والأعمال متورطين في معاملات خارجية سرية. الكشف جاء في إطار ما يعرف بـ "أوراق الجنة" Paradise Papers، وهي عبارة عن تسريبات ضخمة لحوالي 13.4 مليون وثيقة من شركة "أبلبي" للخدمات القانونية، التي تساعد عملائها على إنشاء شركات في الخارج، ولا يوجد حاليا أي دليل على ارتكاب أي مخالفة قانونية.
سويسرا توقع على اتفاقية دولية لمحاربة التهرب الضريبي للشركات المتعددة الجنسيات
تم نشر هذا المحتوى على
انتقد كل من الإتحاد الأوروبي والمنظمة الإقتصادية للتعاون والتنمية بشدة الشركات الكبرى مثل ستاربوكس وأمازون وفيات بسبب الطريقة التي تستخدمها للإفلات من دفع الضرائب الواجب عليها تسديدها. وفي العادة، يتم ذلك من خلال اعتماد حيل خلال المحاسبة تتمثل في الإعلان عن أرباحها في ولايات قضائية تكون نسبة الضريبة فيها منخفضة. هذا التهرّب طويل الأمد عادة…
“ايتوس”.. المؤسسة السويسرية التي تريد وضع ضوابط أخلاقية للرأسمالية
تم نشر هذا المحتوى على
“نعتتنا الأوساط المالية في زيورخ لمدة طويلة بالشيوعيين الحمر” يقول دومينيك بيدرمان من جنيف مازحاً خلال الاحتفال بالذكرى العشرين للمؤسسة التي يترأسها حالياً، بعد أن أطلقها وأشرف عليها لمدة 18 سنة. إلا أنَّ مجرد إلقاء نظرة على المائتين وخمسين ضيفاً المجتمعين تحت سقيفة فندق بيلفو ذي الخمس نجوم، تكفي لمعرفة أن ايتوس ليست خلية ثورية…
انتهاكات في مزارع زيت النخيل بإندونيسيا تُلقي بظلالها على “نستله”
تم نشر هذا المحتوى على
ادعت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد أن أطفالا اندونيسيين لا تزيد أعمارهم عن ثمانية أعوام يشتغلون في ظروف تتسم بالخطر في مزارع زيت النخيل لتزويد شركات متعددة الجنسيات مثل نستله. في المقابل، يقول العملاق السويسري للصناعات الغذائية إنه سيُحقق في هذه المزاعم.
مطالبة بحماية حقوق الإنسان والبيئة خارج سويسرا أيضا
تم نشر هذا المحتوى على
“من يُمارس الأعمال على مستوى العالم يجب عليه أن يتحمل أيضا مسؤوليات على مستوى عالمي”.. انطلاقا من هذه القاعدة، يسعى تحالف يضم في صفوفه ثمانين منظمة غير حكومية ونقابات عمالية لأن يتم إخضاع الشركات السويسرية لواجب الرعاية (أو العناية) لكل الأنشطة الممارسة في أي مكان من العالم. بعد العديد من المحاولات غير المثمرة عبر شتى…
شركة غلينكور.. تجاوزات في الكونغو وإفلات من العقاب في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
تحتوي مقاطعة كاتانغا، الواقعة في جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا)، لوحدها على 34% من الإحتياطي العالمي من معدن الكوبالت، و10% من النحاس. ولغرض الفوز بجزء من هذا الاحتياطي الهام، استثمرت غلينكور جزءً من رأسمالها في شركات مثل كاموتو كوبّر، وموتاندا ماينينغ، واللتان تقومان باستغلال حوالي عشرة مناجم. ويمكن أن يجعل استخراج واستخلاص هذه المعادن…
عمالة الأطفال في صناعة الشوكولاطة والكاكاو تُـواجه انتقادات شديدة
تم نشر هذا المحتوى على
وتقول المنظمات غيْـر الحكومية إنَّ بروتوكول هاركن – إينغيل (وهو إتفاق دولي يهدف إلى وضع حدٍّ لعمالة الأطفال في إنتاج الكاكاو ويُشار إليه ببروتوكول الكاكاو أيضاً) والذي تم التوقيع عليه في 19 سبتمبر 2001 من قِـبَل ثمانِ شركات كُبرى لإنتاج الشوكولاطة – بضمنها مجموعتيْ نيستلي وباري كالّيبو – لم يُـفْرَض بالشكل الكافي، وبأنه يجب أن…
حفنة من الشركات المتعددة الجنسيات تتحكم في الإقتصاد العالمي
تم نشر هذا المحتوى على
وفي حديث خاص مع swissinfo.ch، طالب عالم الاقتصاد ماورو برانزيني بـ “ضرورة إنشاء مؤسسات جديدة متعددة الجنسيات لتفادي هذا التركيز في النفوذ بين أيدي قلة قليلة”. قام بحاثة المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ بتحليل النسيج الرابط بين مختلف الشركات النشيطة على المستوى العالمي. وتوصل هؤلاء الخبراء النظريون المتخصصون في تحليل الأنظمة المعقدة إلى قناعة تفيد بأن عددا…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.