مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل ستكون سنة 2031 بداية تشغيل حاويات الأنفاق السويسرية؟

عربات صغيرة تحت الأرض
وفقا للمشروع، يمكن أن تتحرك هذه الحاويات تحت الأرض بسرعة ثابتة تبلغ 30 كم/ساعة. Keystone

لا يوجد إلى الآن موعد محدد للبدء بالأشغال، لكن مشروع حاويات الأنفاق السويسرية "كارغو تحت الأرض" يحظى باهتمام العديد من وسائل الإعلام في الخارج. ومن المفترض أن يسمح هذا المشروع الأسطوري بنقل البضائع عبر شبكة من الأنفاق.

لقد بدأت قصة إنشاء شبكة نقل البضائع تحت الأرض في سويسرا منذ عشر سنوات. وقد اضطر المشروع، الذي اقترحته الشركة المساهمة التي تحمل نفس الاسم “كارغو تحت الأرض” ( Underground Cargo، CST)، للانتظار ثماني سنوات قبل أن يوافق البرلمان على الأساس القانونيرابط خارجي. وفد دخل هذا الأخير حيّزَ التنفيذ في شهر أغسطس عام 2022، مانحاً الإذن بالشروع في البناء في عام 2023. حيث بدأت الشركة في شهر يناير بعمليات حفر استكشافية وقياسات جيولوجية على طول الجزء الأول من النفق الذي تعتزم حفره، وكان ذلك بين مدينة هاركنغن (في كانتون سولوتورن) وزيورخ. كما أنها تقوم أيضا باستشارة السكان الذي يقطنون على طول هذا المحور حيث تخطط لإنشاء منصات لتحميل وتفريغ البضائع. ورغم ذلك، فإن تراخيص البناء لم تصدر بعد في الكانتونات الثلاثة (سولوتورن وآرغوفي وزيورخ) التي تمر عبرها شبكة الأنفاق.

محتويات خارجية

مشروع بميزانية تتجاوز 30 مليار فرنك

وفقا للمخططات، فإن الخط الواصل بين هاركنغن وزيورخ، الذي يبلغ طوله حوالي 70 كيلومترا، هو الجزء الأول من شبكة أكبر بكثير يبلغ طولها حوالي 500 كيلومتر وتربط مدينة جنيف بمدينة سانت غالن، مع تشعبات إلى كل من تون وبازل ولوتسيرن.

وداخل هذه الأنفاق، التي يبلغ قطرها حوالي ستة أمتار ويتراوح عمقها بين 20 و40 مترا، ستسير حاويات ذاتية القيادة مزودة بالطاقة الكهربائية، ويمكن لكل واحدة منها نقل منصتين بسرعة ثابتة تبلغ 30 كم/ساعة. ومن المقرر إنشاء مراكز على طول الطريق لتحميل البضائع وتفريغها تلقائيا في الأماكن المناسبة.

ووفقاً للميزانية، سيكلف المشروع بأكمله ما بين 30 و35 مليار فرنك. وعلى سبيل المقارنة، فقد بلغت كلفة النفق الأساسي لغوتهارد (الذي يبلغ طوله 57 كم) حوالي 13 مليار فرنك سويسري. وسوف يتم تحصيل كل هذه التمويلات من القطاع الخاص، كما يستبعد القانون الفدرالي أي مشاركة للقطاع العام.

وأشارت شركة “كارغو تحت الأرض”، التي تعود أسهمها إلى شركات كبيرة مثل “البريد” (La Poste) وكووب وميغرو وشركة نقل البضائع التابعة للخطوط الحديدية السويسرية (CFF Cargo)، إلى أنها حصلت حتى الآن على 100 مليون فرنك للمرحلة الأولى من المشروع. ومن المتوقع أن تصل كلفة خط هاركنغن ـ زيورخ وحده إلى حوالي 3,4 مليار فرنك.

ومع ذلك، فقد أثيرت شكوك حول القدرة على جمع مثل هذا المبلغ من القطاع الخاص وحده. حيث تمت الموافقة على المشروع في وقت كانت فيه أسعار الفائدة سلبية. أما الآن وبعد أن صارت نسبة الفائدة تتراوح بين 2 و3%، فلم يعد المشروع قابلاً للتطبيق بحسبرابط خارجي المعلومات التي نُشرت على منصة هايدي نيوز (Heidi News) على شبكة الإنترنت.

القسم الأول في عام 2031؟

تأمل شركة “كارغو تحت الأرض” أن يتم تشغيل القسم الذي يبلغ طوله 70 كيلومترا بين هاركنغن وزيورخ بحلول عام 2031. ويعتبر هذا الموعد طموحًا  إذا أخذنا بعين الاعتبار أنَّ حفر نفق سكة حديد لوتشبيرغ (Lötschberg) استغرق ثماني سنوات، وأنّ طوله يبلغ نصف هذه المسافة.

خريطة سويسرا تظهر مشروع قطارات تحت الأرض.
خريطة سويسرا تظهر مشروع قطارات تحت الأرض. Keystone

كما ينبغي أيضا حل معضلة المصاعد لرفع الحاويات إلى السطح، والتي لا توجد في السوق في الوقت الحالي. وقد قدمت شركة كارغو مؤخرا نموذجا أوليا لهذا المصعد. وبمجرد اكتمال القسم الأول، تتوقع الشركة أن تتمكن من إكمال بقية الشبكة بحلول عام 2045.

التخفيف من الانبعاثات والازدحام

إن الغرض من شبكة النقل هذه التي تمر  تحت الأرض هو تفريغ الطرق من شاحنات البضائع. ففي الوقت الراهن، يتم نقل ثلثي البضائع في سويسرا عن طريق الطرق البرية والباقي عن طريق السكك الحديدية. وبحسب توقعات السلطات، قد تزداد نسبة نقل البضائع بأكثر من 30% بحلول عام 2040.

وبالإضافة إلى الحد من حركة المرور، تؤكد شركة “كارغو تحت الأرض” في آخر دراسة لها حول التأثيررابط خارجي البيئي، على أنَّ شبكة النقل تحت الأرض ستساعد في تقليل حوادث المرور وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. وعلاوة على ذلك، وبحسب دراسة أجرتها جامعة العلوم التطبيقية في زيورخ، سيكون للنفق وتوزيع الأنابيب الشعرية تأثيرٌ على حركة المرور في المناطق الحضرية، لأنها ستقلل من الكيلومترات اليومية التي تقطعها الشاحنات في مدينة زيورخ بمقدار الربع.

لكن لا يحظى هذا الرأي باتفاق الجميع. فقد أشارت المنصة الإخبارية هايدي نيوز إلى أنه “يمكن للمرء أن يتساءل فيما إذا كان حفر 500 كيلومترا من الأنفاق أفضل للبيئة من قيادة الشاحنات التي ستسير بواسطة الكهرباء على المدى الطويل”.

ومع ذلك، تشدد شركة “كارغو تحت الأرض” على أنه مع الأخذ بعين الاعتبار أشغال البناء والطاقة المطلوبة لنقل الحاويات، فإن البصمة البيئية ستكون أضعف على المدى البعيد، حتى لو صارت الشاحنات كهربائية أو تسير بواسطة الهيدروجين.

اهتمام دولي بوسائل النقل تحت الأرض

في الأسابيع الأخيرة، أبدت منصة إخبارية يابانية حول تقنيات التنقل اهتمامها بالمشروع السويسري. حيث تواجه المدن الرئيسية في الأرخبيل الياباني ازدحامًا في العديد من الطرق. وأفاد موقع “جيديتون لاب” (Jidounten Lab) بأن السلطات اليابانية تفكر في استخدام طرق تحت الأرض منذ قرابة عشرين عاما، بما في ذلك نفق لوجستي في منطقة طوكيو. كما تقوم دول أخرى أيضاً، مثل ألمانيا وهولندا والصين، بتجربة مشاريع النقل تحت الأرض.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية