مشروع نظام معاشات الشيخوخة لعام 2020: إصلاحات وهمية
يواجه نظام معاشات الشيخوخة الحالي مشاكل مالية. غير أنّ مشروع إصلاح تأمين الشيخوخة والباقين على قيد الحياة (AVS) وصندوق المعاشات التقاعدية المهنية - الذي سيجري التصويت عليه في 24 سبتمبر 2017 ـ ليس كافياً لضمان المعاشات التقاعدية في العقود المقبلة. هذا هو رأي بيترا غوسي، النائبة ورئيسة الحزب الليبرالي الراديكالي، التي ترفض مشروع معاشات الشيخوخة لعام 2020.
تم نشر هذا المحتوى على
6دقائق
محتويات خارجية
بقلم: أدريان فوترخ، رئيس منظمة “Travail.Suisse” العمالية المستقلة
إنّ الهدف الرئيسي لمشروع الإصلاح هو ضمان مستوى المعاشات التقاعدية في المستقبل. وبدعم من الحكومة وأغلبية طفيفة من الأصوات، أعاد البرلمان صياغة هذا الهدف وقرر توسيع نطاق نظام تأمين الشيخوخة والباقين على قيد الحياة (AVS) بدلاً من تنقيحه. وبهذه الطريقة، يصبح مشروع معاشات الشيخوخة لعام 2020 إصلاحاً وهمياً وغير عادل بالإضافة إلى أنه يدوس على الاتفاق المُبرم بين الأجيال.
وأرى أنّ هذا الإصلاح غير عادل لأنه يخلق فئتين من المستفيدين. ففي حين يحصل المتقاعدون الجدد على مبلغ تكميلي قدره 70 فرنكا، سيتعيّن على المتقاعدين الحاليين أن يدفعوا أكثر نتيجة زيادة ضريبة القيمة المضافة، وأن يحصلوا عموماً على معاشات تقاعدية أقل من المعاشات التقاعدية المهنية (الركن الثاني “deuxième pilier”). وبما أن قانون المعاشات التقاعدية المهنية دخل حيز التنفيذ في عام 1985، فقد حصل عدد كبير من المتقاعدين على رأسمال تقاعدي أقل من جيل المرحلة الانتقالية الذي يتراوح عمره الآن بين 45 و65 سنة.
وفي الوقت نفسه، فإن جيل المرحلة الانتقالية هذا مَحميٌ من انعكاسات انخفاض معدلات التحويل، ويحصل على دخل (AVS) إضافي بمقدار 70 فرنكاً. وهذا الإجراء ليس له ما يبرره فيما يتعلق بالمتقاعدين الحاليين الذين يدفعون عواقب إصلاح (AVS) غير العادل ليصبحوا متقاعدين من الدرجة الثانية.
وأنا مقتنعة تماماً بأنّ لكل شخص الحق في أن يعيش أينما يريد بعد التقاعد، ولا أشكّك في الدخل، المُستحق بجدارة، الذي يحصل عليه أيّ كان! فالسويسريون في الخارج هم سفراء لبلدهم وقد ساهموا بشكل كبير في ازدهار سويسرا. ومع ذلك، فإنني أنتقد المشاكل التي أثارها المبلغ الإضافي البالغ 70 فرنكاً. إذ سيؤدي هذا المبلغ إلى إضعاف قدرة المستفيدين المستقبليين من المعاشات التقاعدية الذين يعيشون في سويسرا والذين يحصلون أيضاً على استحقاقات إضافية، لأن الزيادة في معاشهم ستؤدي إلى زيادة العبء الضريبي عليهم.
المزيد
المزيد
«نعم» مضاعفة لضمان رواتبنا التقاعدية وتعزيز تأمين الشيخوخة والباقين على قيد الحياة
تم نشر هذا المحتوى على
منذ 70 سنة، يعتبر تأمين الشيخوخة (AVS) التأمين الاجتماعي والركن الأكثر أهمية لضمان الشيخوخة. حيث يتم تمويله عن طريق نظام التوزيع، وهذا ما يسمح له بالصمود أمام اضطرابات الأسواق المالية. وبفضل الزيادة في الأجور والإنتاج، يبقى تمويله مستقراً: فمنذ أكثر من 40 سنة، لم ترتفع نسبته المُقتطعة من الرواتب. وبينما يقترب عمر جيل «الأطفال المولودين…
ويخطئ من يعتقد أن هذا الإصلاح الوهمي سيعزز المعاشات الأضعف. فصحيح أن المتقاعدين الجدد سيستفيدون من المبلغ الإضافي. ولكنّ المستفيدين من الاستحقاقات الإضافية سيحصلون على مبلغ أقل. وفي أسوأ الأحوال، سيفقدون الحق في تخفيض أقساط التأمين الصحي والإعفاء من رسوم ترخيص الإذاعة والتلفزيون (التي تستخلصها شركة Billag). والسبب أن هذا الإصلاح لم يُخَطّط له جيداً.
ومن جهة أخرى، إن مشروع معاشات الشيخوخة لعام 2020 هو مشروع معادِ للمجتمع. لأنّه يخصص مبلغ 70 فرنك لكل شخص بصرف النظر عن وضعه المالي. ويحصل كل مستفيد جديد على مبلغ 70 فرنكاً إضافياً في الشهر، بغض النظر عن مدى حاجته إليها. وسيتحمل المجتمع تكاليف هذه الهدية، التي تهدف إلى تخفيف حدة التصويت على الإصلاح، من خلال زيادة ضريبة القيمة المضافة والمساهمات التي يدفعها أرباب العمل والعمال. وبهذه الطريقة، سيتبقّى مال أقل في المحفظة كل شهر، دون أن نكون على يقين بأننا سنصلح نظام المعاشات التقاعدية!
وهذا الإصلاح غير عادل بشكل خاص للجيل الجديد. إذ سيقع ثقل هذا الإصلاح على عاتقه. ودون أن يكون متأكدا من الحصول على معاش تقاعدي مستقبلا – ففي عام 2027 ستكون صناديق تأمين الشيخوخة والباقين على قيد الحياة (AVS) في حالة عجز مالي. ويجري تأجيل التدابير الأكثر إلحاحاً رغم إدراكنا أن تحديات نظام المعاشات التقاعدية ستزداد تعقيداً بسبب العجز المالي لصناديق (AVS) الذي يقدر بمليارات الفرنكات والتغيرات الديموغرافية. وسيتعين على الشباب أن يدفعوا ثمن ما ينفقه الجيل “القديم”. وبذلك يزيد هذا الإصلاح الوهمي حدّة الضغط على الاتفاق المُبرم بين الأجيال الذي حقق نتائج جيدة حتى الآن.
وبتقديم مشروع معاشات الشيخوخة لعام 2020، نجحت أغلبية صغيرة من أعضاء البرلمان في زيادة تدهور الحال بدل تحسينها. وعوضاً عن إعادة هيكلة نظام التأمين الاجتماعي، سيكون الوضع أكثر خطورة مع هذه الزيادة في مبالغ المعاشات. ورغم أن المُراقب للوضع سيرى في هذه الزيادة نوعاً من الرخاء، إلّا أننا في الواقع نقوم بتشكيل الأزمة المقبلة.
الإصلاح لا يكون بهذه الطريقة! لا لهذا الإصلاح الوهمي والمُعادي للمجتمع والظالم!
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“لا أحد يُجادل اليوم حول ضرورة التدخّل لإصلاح نظام التقاعد”
تم نشر هذا المحتوى على
swissinfo.ch: بعد دخوله حيز التنفيذ تم تعديل تأمين الشيخوخة والأيتام القصر عشر مرات، آخرها في عام 1997. ومنذ ذاك الحين فشلت عدة محاولات شاملة لإصلاحه. فلماذا؟ رودلف شترام: هذا لأنه لا يُمكن اتخاذ خطوات كبيرة في سويسرا، ومنها تقليل المعاشات. فقد رُفض هذا الأمر ثلاث مرات. كما أنه لا يُمكن رفع الضرائب بصورة فجائية. لذلك فإن…
تم نشر هذا المحتوى على
مما لا شك فيه، أن مشروع تأمين الشيخوخة لعام 2020 يدخل ضمن أهم مشاريع الإصلاح التي عرضت، على مدى السنوات الطويلة الماضية، للتصويت الفدرالي، وذلك باعتبار أنه أولا وقبل كل شيء يطال كافة المواطنين، فتقريبا جميع المقيمين في سويسرا – سويسريون وأجانب، شباب وشيوخ، نشطون مهنيا وغير نشطين، أغنياء وفقراء – لهم الحق في تأمين…
البرلمان الفدرالي يقرّ حزمة إصلاحات جذرية لنظام التقاعد
تم نشر هذا المحتوى على
وفي وقت لاحق من هذا العام، ستكون الكلمة الأخيرة للناخبين في تقرير مصير هذه الحزمة الهادفة لحشد الموارد المالية لمعاشات الدولة. وتتضمّن حزمة الإصلاحات التي وافق عليها البرلمان يوم الخميس 16 مارس 2017 الترفيع في سن التقاعد للنساء من 64 إلى 65 عاما لتتطابق مع سن تقاعد الرجال، وزيادة شهرية بقيمة 70 فرنك للأشخاص المتقاعدين…
الأعمدة الثلاثة التي يقوم عليها نظام التقاعد في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
ويمثل نظام الأعمدة الثلاثة أساس الضمان الإجتماعي في سويسرا، كما يعدّ أحد أسس النظام الفدرالي. العمود أو الركيزة الأولى – أي المعاش الحكومي الإلزامي – يتشكل من التأمين ضد الشيخوخة والباقين على قيد الحياة ( AVS)، والتأمين ضد العجز ( AI )، والتأمين ضد فقدان الدخل (APG)، والتأمين ضد البطالة (AC). وحسب القانون، يجب كل شخص…
تم نشر هذا المحتوى على
المبادرة رابط خارجيأطلقها اتحاد النقابات السويسرية، ودعمها رابط خارجيالإشتراكيون والخضر، وعارضتها رابط خارجيمنظمات أرباب العمل وأحزاب اليمين والوسط. ويطمح أنصار المبادرة أن تُعوّض الزيادة بنسبة 10% تآكل معاش الشيخوخة في مقابل تزايد الأجور وتدنّي المعاشات التقاعدية المهنية. “ينص الدستور الفدرالي على أن معاشات الشيخوخة والمعاشات التقاعدية المهنية يجب أن تحافظ بشكل معقول على مستوى العيش…
تم نشر هذا المحتوى على
فالوصول التدريجي للتقاعد لجيل فترة ازدهار الولادات أدى إلى ارتفاع حجم نفقات نظام التقاعد، وزيادة الضغط المالي على السكان “الناشطين” في سوق العمل. وقبل 50 عام، كانت النسبة 10 ناشطين في سوق العمل مقابل متقاعديْن، ولكن هذه النسبة تراجعت هذه النسبة بشكل واسع النطاق. واليوم هناك ثلاثة متقاعدين مقابل 10 ناشطين. ووفقا للتوقعات سوف نصل…
سياسيّون يستهدفون معاشات المتقاعدين المُقيمين خارج سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
منذ أن بات واضحا أنه لا مفر من إصلاح منظومة التأمين على الشيخوخة والباقين على قيد الحياة، يتعرض نظام التقاعد المعمول به في سويسرا إلى هزات قوية. وتتمثل المعضلة في التزايد المطرد لأعداد المتقاعدين مقابل التراجع المستمر في أعداد السكان النشطين الذين يُمكن بفضل مساهماتهم دفع المعاشات إلى مستحقيها. وإذا ما لم يتم القيام بأي…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.