رسوم بيانية تسلّط الضوء على اتجاهات التدخين في العالم
في أي بلد في العالم يتجه الأفراد إلى التخلّي عن عادة التدخين؟ وهل سلوك النساء تجاه هذه الظاهرة أفضل من الرجال؟ وماذا عن سويسرا، موطن صناعة التبغ؟ فيما يلي ملخص متعدد الوسائط للبيانات الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية حول اتجاهات التدخين.
وفق منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها، كل واحد من جملة خمسة أشخاص في العالم فوق سن الخامسة عشر كان من المدمنين على التدخين في عام 2016. وقد أفادت المنظمة في تقرير أصدرته يوم الخميس 31 مايو 2018رابط خارجي بمناسبة مرور ذكرى “يوم عالمي من دون تدخين”رابط خارجي بأن أكثر من 24 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يدخنون سجائر.
ويبدو أن تدخين التيغ يتراجع في جميع أنحاء العالم، بإستثناء إفريقيا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسّط . وأشارت المنظمة إلى التقدّم الكبير المحرز في السيطرة على تدخين التبغ من قبل الرجال والنساء في الأمريكيتيْن، وفي مقدمتهما بلدان مثل أوروغواي والبرازيل وباراغواي وكولومبيا، ولكن بدرجة اقل في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبشكل عام، تحقق البلدان ذات الدخل المرتفع تقدما في التخلّي عن هذه الظاهرة أسرع من البلدان الأخرى متوسطة أو منخفضة الدخل، كما يشرح دوغلاس بيتشر، مدير منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أعدادا كبيرة من النساء يتخلين عن هذه العادة، بإستثناء نساء أوروبا، في حين أن ضعف ومحدودية نسبة المتراجعين عن التدخين من الرجال هي مدعاة للقلق. وفي عام 2000، بلغت نسبة المدخّنين الذكور في جميع أنحاء العالم 43% قبل أن تنزل إلى 34% في عام 2015، بينما انخفضت نسبة المدخنات من 11% إلى 6% في نفس الفترة. قم بتمرير الشارة فوق الرسم للوقوف على الأرقام المفصّلة.
وعلى الرغم من الإتجاه العام للتراجع، تأسف منظمة الصحة العالمية لكون بلد من جملة كل ثمانية بلدان يسير في الإتجاه الصحيح لتحقيق هدف طوعي يتمثّل في خفض استخدام التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025، بالمقارنة مع ما ساد في عام 2010. وتقول هذه الجهة إن أحد العوامل الرئيسية التي تعوق تحسّن الأوضاع في البلدان التي تشهد نسب تدخين منخفضة أو متوسّطة هي صناعة التبغ التي تقود حملات اشهارية قوية للترويج لمنتجاتها، وخاصة في صفوف الشباب، وأيضا الجهود التي تبذلها لإخفاء مخاطر التدخين عن الرأي العام.
وفي أحدث تقرير لها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن التبغ يقتل أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا، ويشير التقرير إلى أن الكثير من الناس غير مدركين لمخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية الناجمة عن التدخين.
وقال بيتشر معلّقا على تراجع نسبة المدخنين في سويسرا منذ عام 2000: “يمكن لسويسرا أن تحقق نتائج أفضل، ونأمل أن تصبح طرفا في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغرابط خارجي“. وقد وقّعت الكنفدرالية على المعاهدة في عام 2004، لكنها لم تصادق عليها ويعود ذلك جزئيا للتغيرات التي أدخلت حديثا على مشروع قانون بشأن منتجات التبغ وقضايا أخرى ذات صلة بالإشهار والتمويلرابط خارجي.
وقال مسؤول منظمة الصحة العالمية إن بلد جبال الألب الصغير كان جيّدا على الدوام في مراقبة تدابير تعاطي التبغ والوقاية منه. لكنه وصف سياسات حرية التدخين والطابع التحرري بشأن حظر الإشهارات المتعلقة بالتبغ في جميع الكانتونات السويسرية بكونها “إجراءات غير مكتملة”. ويشعر هذا المسؤول أن مصانع التبغ الكبرى: فليب موريس، والشركة الأمريكية البريطانية للتبغ، والشركة اليابانية الدولية للتبغ- والتي لديها جميعها مقار رئيسية في سويسرا-، تؤثّر بشكل بالغ في رسم السياسات المتبعة في البلاد.
وفي تعليقه على تراجع عدد المدخنين السويسريين، أشار دانيال داوفالدر، المتحدث بإسم المكتب الفدرالي للصحةرابط خارجي إلى أن التشريعات السويسرية في مجال التبغ “ليبرالية نسبيا”. وأضاف: “إن أكثر التدابير فعالية للحد من معدلات المدخنين هو ترفيع أسعار السجائر أو حظر الأعلان عن التبغ. لكن هذه الإجراءات ليس من السهل أن تحصل على دعم سياسي كاف في الوقت الحالي”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.