“يو بي إس” يُلغي ألفي موطن عمل إضافي في بنك الاستثمارات
أعلن أكبرُ مصرف سويسري وأحدُ أكثر البنوك تأثرا بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، صباح الجمعة 3 أكتوبر الجاري في زيورخ، عن إلغاء 2000 موطن عمل إضافي بحلول نهاية العام في وحدة "بنك الاستثمارات"، التي يعتبرها المحللون والخبراء الاقتصاديون المسؤولة الرئيسية عن تدهور أوضاع "يو بي إس".
وبهذا القرار، سيتقلص عدد الموظفين لدى “يو بي إس” في بنك الاستثمارات إلى 17000 شخص مقابل 23000 في الربع الثالث من عام 2007، مثلما أوضح المصرف في بيان صدر في زيورخ وبازل.
ولن يتأثر سوق العمل في سويسرا كثيرا بهذا الإجراء لأن معظم مواطن العمل التي ستُلغى توجد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما سيمس جزء بسيط من المخطط منطقة آسيا-المحيط الهادي، مثلما أوضحت متحدثة باسم المصرف في تصريحات لوكالة الأنباء السويسرية صبيحة يوم الجمعة.
وتقدر الشركة السويسرية لموظفي القطاع التجاري بأن عدد مواطن العمل المهددة في بنك الاستثمارات على التراب السويسري تتراوح بين 100 و200.
ونقل نص بيان “يو بي إس” عن رئيس مجلس إدارة وحدة بنك الاستثمارات، جيركير جوهانسون، قوله: “إن الآفاق على مستوى العائدات المستقبلية غير مؤكدة”. وأشار هذا المسؤول إلى أن “هذه التدابير ستسمح لنا بالتركيز على مواطن القوة لدينا، وبإعادة تكاليفنا إلى مستوى يمكن تحمّله أكثر، وبإعادة تحديد نشاطاتنا الرئيسية للمرحلة القادمة، عندما ستكون الأساسيات قد تحسنت”.
التخلي عن معظم المواد الأولية
وسيعيد المصرف، على وجه الخصوص، توجيه قسمه الخاص بالعائدات الثابتة والعملات والمواد الأولية (Fixed Income,Currencies and Commodities/FICC) نحو خدمات الزبائن. وسيتخلى عن المواد الخام، باستثناء المعادن الثمينة.
وفي قسم “FICC” أيضا، سيـُقلص بنك الاستثمارات بشكل قوي حجم نشاطاته في مجالات العقار وتفويت السندات والمتاجرة للحساب الخاص. في المقابل، سيسعى إلى الحفاظ على مهنه الأساسية في مجالات العملات والمعدلات والقروض.
وفي الأقسام الأخرى، أي نشاطات بنك الأعمال والاستثمارات (Investment Banking)، ونشاطات الأسهم (Equities)، سيواصل البنك تطوير نشاطاته في مجالات الأسهم والنصح الاستراتيجي والوصول إلى أسواق رؤوس الأموال.
توقعاتُ بتحقيق أرباح ضعيفة!
وكانت مجموعة “يو بي إس” قد أكدت يوم الخميس 2 أكتوبر الجاري خلال الاجتماع غير العادي لجمعيتها العامة في بازل أنها عادت للأرقام الإيجابية بعد سنة من الخسائر، وأنها تتوقع تسجيل “أرباح ضعيفة” ابتداء من الثلاثي الثالث من هذا العام.
وقال رئيس المصرف، بيتر كورر، في اجتماع بازل: “سنعيد البنك إلى المنطقة المُستفيدة” في عام 2009. كما أعلن أنه يريد إصلاح سمعة المجموعة “كُليا” في عضون العامين القادمين. ويذكر أن كورر، الذي عوض في أبريل الماضي مارسيل أوسبيل على رأس المجموعة، قد أعلن أيضا دفع نصيب من الأرباح للمساهمين في عام 2010. وقد تم تعليق توزيع هذه الأرباح منذ نهاية عام 2007 بسبب الخسائر التي تكبدها “يو بي إس” بسبب أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المصرف الذي تراكم لديه نقص في قيمة الأصول بقيمة 42,5 مليار دولار منذ بداية أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الصيف الماضي، سجل خسارة صافية بقيمة 358 مليون فرنك سويسري في الثلاثي الثاني من هذا العام.
سويس انفو مع الوكالات
كان عام 2007 سنة عصيبة بالنسبة لأكبر مصرف في سويسرا، بدأ بتحول عمليات شراء الصناديق التحويطية لـ”إدارة رأس المال على المدى الطويل” و”ديلون ريد لإدارة رؤوس المال” إلى كارثة، بعد انهيار كليهما لأن تحت وطأة ديونهما.
وفي يوليو 2007، بعد شهرين من سقوط ديلون ريد، غادر المدير التنفيذي بيتر ووفلي منصبه بشكل مفاجئ، دون تقديم سبب واضح. وفي أكتوبر الموالي، أعلن يو بي إس عن إلغاء 1500 موطن عمل، بما في ذلك الأطُر.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، أعلن البنك عن شطب خسائر بقيمة 4,2 مليار فرنك سويسري ناجمة عن أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة و726 مليون فرنك سويسري كخسارة قبل خصم الضرائب في الثلاثي الثالث من العام، في أولى خسارة فصلية منذ تسع سنوات.
وفي شهر ديسمبر، أعلن يو بي إس أن 10 مليار دولار إضافية ستُشطب إثر تفاقم أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، كما أعلن عن خطة لجلب أموال بقيمة 13 مليار فرنك عبر الاستعانة بصندوق الاستثمار في سنغافورا ومستثمرين في الشرق الأوسط.
كما تم شطب خسائر إضافية بقيمة 4 مليار دولار في يناير 2008، ليصل مجموع الخسائر إلى حوالي 20 مليار فرنك. وقد تم شطب 19 مليار فرنك أخرى في أبريل 2008، وتزامن ذلك مع إعلان مارسيل أوسبيل عن استقالته من رئاسة البنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.