انتقادات لسويسرا لتخليها عن قاصرتين في سوريا
تتعرض سويسرا لضغوط تطالب بإعادة فتاتين سويسريتين صغيرتين تعيشان في مخيم مؤقت أقيم في شمال شرق سوريا بعد سقوط تنظيم الدولة (داعش).
يوم الخميس 22 أبريل، أصدر خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، بيانًا حثّوا فيه سويسرا على إعادة أختين غير شقيقتين، تبلغان من العمر 8 و14 عامًا إلى سويسرا، يُزعم أن والدتهما اختطفتهما قبل خمس سنوات وانُتقلت معهما للعيش في مناطق تنظيم الدولة في سوريا.
يُزعم أنّ الأم قد أخذت الفتاتين في عطلة في أغسطس عام 2016، ولكن انتهى بها المطاف في سوريا، حيث أعلن تنظيم الدولة “الخلافة”.
وقال الخبراء: “لا ينبغي أن يتحمل الأطفال العبء الرهيب لمجرد ولاتهم لأبوين يُزعم أنّهم مرتبطون أو على صلة بجماعات إرهابية محددة”.
وأضافوا: ” إن احتجاز هاتين الطفلتين يعرضهما بشكل متزايد لجميع أنواع الانتهاكات، ولقد تعرضتا بالفعل إلى الحرمان من حريتهما لعدة سنوات بالفعل في مخيم الهول ثم في روج، ومن حقهما في العودة إلى سويسرا ولم شملهما مع عائلاتهما.”
علماً أن آلاف الأجانب ممن يُزعم ارتباطهم بتنظيم داعش يعيشون في مخيمي الهول والروج الخاضعين للسيطرة الخاصة للسلطات الكردية السورية، وغالبيتهم من النساء والأطفال. بالنسبة للأم السويسرية وابنتيها فلقد نُقلن إلى مخيم الروج في صيف عام 2019.
مخاوف صحية
كما أثار خبراء حقوق الإنسان أيضاً مخاوف بشأن صحة الفتاتين السويسريتين، ومنها عدم توفر رعاية صحية متخصصة وأجهزة تقويم عظام للأخت الأكبر سنّاً، التي يُعتقد أنها أصيبت بشظية في إحدى ساقيها تطلبت الخضوع لثلاث عمليات جراحية.
وأشاروا إلى الظروف غير الصحية في المخيم والوضع الأمني غير المستقر الذي يعرضهن لخطر الاعتداء.
ومن جهتهم، حث الأكراد السوريون المجتمع الدولي مرارًا وتكرارًا على إعادة مواطنيه قائلين إنهم لا يملكون الموارد اللازمة لحراستهم إلى أجل غير مسمى، ولكن لم يستجب إلّا قلة لتلك الدعوات. أمّا بالنسبة للأمم المتحدة فهي تصف الظروف في تلك المخيمات بأنها “لا تليق بالبشر”.
وقال الخبراء: “إن احتجاز هاتين الفتاتين السويسريتين في هذه الظروف يتعارض مع مصالحهما الفضلى كما يتعارض أيضاً مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صادقت عليها سويسرا”.
من طرفها، جددت وزارة الخارجية السويسرية في بيان لوكالة رويترز للأنباء التأكيد على سياستها لعام 2019 بشأن “المسافرين والمسافرات للانضمام إلى منظمة إرهابية”.
وقالت “لا يمكن النظر في العودة إلى الوطن إلا للقصر منهم”، مضيفة أنها تبحث عن حلول مع السلطات في سويسرا وفي الخارج. وأضافت “بأنّ هذه الجهود لم تكلل بعد بالنجاح، حيث ترفض الأمهات السماح لأطفالهن بالعودة لوحدهم إلى الوطن … كما لا تسمح السلطات الكردية بفصل الأم عن أطفالها، إلّا في حال وافقت الأم على ذلك أو لأسباب إنسانية”.
وكان آبوا الفتاتين قد كتبا، عن طريق محاميهما، إلى برلمانيين سويسريين مطالبين في الحصول على دعم لإعادة الفتاتين إلى موطنهما.
وجاءت رسالة المحامي في 21 مارس، والتي استشهدت بها وكالة رويترز للأنباء، على ذكر قرارات لمسؤولين سويسريين بتجريد الأم من الجنسية السويسرية، وفتح إجراءات جنائية ضدها بتهمة الاختطاف والانتماء إلى منظمة إجرامية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.