اتفاق سويسري لدعم إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بمصر
تحت عنوان: "صناعات إعادة التدوير المستدامة في مصر"؛ وقعت السفارة السويسرية في القاهرة مؤخرا على اتفاقية مع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية تهدف إلى دعم التكامل المستدام والمشاركة، من قبل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بمصر.
وقد قع الإتفاقية في العاشر من شهر مارس الماضي عن الجانب السويسري ماركوس لايتنر، سفير سويسرا في القاهرة، وعن الجانب المصري، المهندس خالد العطار، رئيس قطاع البنية المعلوماتية، ممثلاً عن وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلوماترابط خارجي، وتمتد الإتفاقية لمدة عامين تنتهي في 31 ديسمبر 2017، وتبلغ قيمتها 1.17 مليون فرنك سويسري.
ومن المنتظر أن تساهم الإتفاقية الموقعة بين الجانبين في استراتيجية تكنولوجيا المعلومات الخضراء لمصر، وهي أساس المُبادرات المتعلقة بالنفايات الألكترونية في مصر، والتي يتم تنسيقها من قبل وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع وزارة البيئة.
يُشار إلى أن النفايات الإلكترونية أصبحت إحدى أصناف النفايات الأسرع نموًا حول العالم، وتشمل المعدات الكهربائية أو الإلكترونية، التي يتم التخلص منها، مثل: أجهزة التلفزيون القديمة، والهواتف المحمولة والبطاريات. ويُمكن أن تتسبّب المواد السامة الموجودة داخل هذه النفايات الإلكترونية، بما في ذلك الرصاص، في تلوث البيئة، وفي حدوث مشاكل صحية، إذا تم التخلص منها بطرق غير سليمة، مثل الحرق.
تعاون في ثلاثة مجالات أساسية
يأتي هذا المشروع، في إطار الشراكة الأوسع بين سويسرا ومصر، حيث تمول سويسرا عددًا من المشاريع التنموية، بتكلفة تزيد عن 20 مليون فرنك سويسري سنويًا، في أنحاء مختلفة بمصر، في ثلاثة مجالات أساسية، وهي: التنمية الإقتصادية والعمالة، والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان، والهجرة والحماية.
وتهدف مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين سويسرا ومصر، إلى تعظيم الإدارة المستدامة للمخلفات الإلكترونية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المشاركة في صناعات إعادة التدوير، واستخراج المواد الثانوية من المخلفات الإلكترونية بطرق مستدامة بيئياً واقتصادياً، وكذلك تعظيم الإستفادة من المعادن الثمينة الموجودة بالنفايات الإلكترونية وضمان إعادة تدويرها بطريقة آمنة على الصحة والبيئة.
الإتفاقية الثنائية تُركز أيضا على وضع معايير وسياسات وقوانين، وتطوير آليات تحفيز، لتطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج، وتنفيذ برنامج حاضنات للشباب، وتطوير برنامج لبناء القدرات والمهارات، وتطوير نظام اعتماد للشركات العاملة في مجال تدوير النفايات الإلكترونية، وإعداد مقترح قانون للإدارة المستدامة للنفايات الإلكترونية.
من ناحية أخرى، تحتوي النفايات الإلكترونية أيضًا على مواد ثمينة، وغير قابلة للتجديد، مثل النحاس. وبما أن التخلص من تلك المواد القيّمة يعني إضاعتها إلى الأبد، وعدم إمكانية إعادة استخدامها، فقد اتجهت المزيد من الدول إلى توسيع مجال التعدين، من أجل الحصول على مواد جديدة. ومن ثم فإن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية له ثلاث فوائد هامة، تشمل الحد من التلوث والمحافظة على الموارد الطبيعية الثمينة إضافة إلى إيجاد فرص عمل جديدة.
تحويل النفايات لفرص عمل ودخل
من جانبه، أشار سفير سويسرا في مصر إلى أن “مشروع صناعات إعادة التدوير المُستدامة، سوف يحول النفايات الإلكترونية إلى فرص عمل ودخل، من خلال الدعم المالي والإداري والقانوني والفني”، مضيفا بأن المشروع “سيقوم بتشجيع الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة الحجم، على أن تقوم بتطوير عملها، عن طريق إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بطريقة آمنة وصديقة للبيئة”.
في السياق، قال السفير لايتنر: “في عام 2011، قام مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبارابط خارجي (سيداري)، بدعم من المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم المواد والتكنولوجيا رابط خارجي(يُشار إليها اختصارا بـ “إمبا”)، وتحت استشارة الجهات ذات الصلة بمبادرة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات الخضراء في مصر، بتقييم احتياجات قطاع النفايات الإلكترونية في مصر، وبناء على هذا التقييم، تم تطوير مشروع (صناعات إعادة التدوير المستدامة في مصر)”.
إحدى الصناعات الناشئة بمصر
من ناحيته، كشف رئيس قطاع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، بوزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية أن صناعات إعادة التدوير المستدامة للنفايات الإلكترونية “هي إحدى الصناعات الناشئة في مصر”، مشير إلى أنها تحقق معايير الإستدامة المتعارف عليها وتشمل “الإقتصاد والبيئة والعدالة والكفاءة والفعالية”.
ويقول خالد العطار: “إن مشروع “صناعات إعادة التدوير المستدامة في مصر”، الموقع عليه بين سويسرا ومصر، له ثلاثة أهداف أساسية: الهدف الأول هو المساهمة في تعزيز سياسات ومعايير الإدارة المستدامة للموارد الثانوية، والهدف الثاني هو خلق القدرات المحلية لصناعات إعادة التدوير المستدامة، والهدف الثالث هو توفير المعلومات الناتجة عن تجارب المشروع لعدد من المدن في شتى أنحاء مصر، ودول أخرى أيضًا”.
ومن المنتظر أن يلعب تقدم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات دورًا فعالاً في التصدي للعديد من المشكلات والتحديات، التي تُواجه البيئة في مصر، مثل استخدام تطبيقات الهاتف المحمول في متابعة ظاهرة حرق قش الأرز، والإستعانة بأجهزة الإستشعار عن بعد في الإدارة الذكية للموارد المائية، وترشيد استهلاك الطاقة، وأيضاً استخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في تقليل الإنبعاثات الصادرة عن قطاع النقل، من خلال تطبيقات وسائل النقل الذكية.
أخيرا، يُمكن القول أن أبرز أهداف البرنامج تتمثل في استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات للحفاظ على البيئة في مختلف المجالات، وزيادة الوعى والمشاركة المجتمعية عن طريق الربط بين سياسات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والبيئة والطاقة، والحد من/والتكيف مع مشكلة تغيّر المناخ.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.