مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“خط سكة حديد بين حيفا ودول الخليج”.. “سياسة العصا والجزرة في المغرب”

عناوين الصفحات الأولى لأهم اليوميات السويسرية
سر اختفاء المرشحين للإنتخابات الرئاسية من الساحة السياسية في مصر والأسباب الحقيقية وراء الإضطرابات الأخيرة في تونس و"ثورة الخبز" في السودان والعرب واليهود يتفقون على تحريم التعامل بـ "البيتكوين"، كانت أبرز موضوعات الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع. swissinfo.ch

بعد عطلة نهاية السنة، عادت الصحف السويسرية للصدور يوم الأربعاء 3 يناير حيث تابعت سير الإحتجاجات الشعبية في عدد من المدن الإيرانية وحللت أبعادها. في المقابل، كان تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية من مرحلة السر إلى العلن والإحتجاجات التي شهدتها منطقة جرادة في المغرب الأقصى، من المواضيع العربية القليلة التي اهتمت بها هذا الأسبوع.

“خط سكة حديد بين حيفا ودول الخليج”

صحيفة بازلر تسايتونغ تناولت ما وصفته بـ “التحالف السري” القائم بين السعودية وإسرائيل في وجه العدو الإيراني المشترك. وكتب بيير هويمان، مراسل الصحيفة في تل أبيب في مقال له بتاريخ 3 يناير 2018 أنه “لا توجد علاقات رسمية بين الطرفين، إلا أن هناك تعاون سري مكثف بينهما من أجل تحقيق هدف رئيسي هو كبح جماح إيران وتقويض طموحاتها الإقليمية”. وأضاف مراسل الصحيفة التي تصدر بالألمانية في بازل أنه “في الوقت الراهن ترفض الرياض أي تطبيع رسمي للعلاقات مع إسرائيل. وطالما لم يتم حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فلن يكون هناك تبادل للسفراء في العالم العربي. لذا لم يحصل لاعبو الشطرنج الإسرائيليون على تأشيرات للمشاركة في بطولة العالم الشطرنج السريع التي انتظمت في أواخر عام 2017 في الرياض. ولكن على الصعيد العسكري هناك تعاون بين الدولتين. حيث تفيد مصادر بأن الرياض تدرس حاليا شراء أسلحة إسرائيلية وأنها أبدت اهتماما بشراء أنظمة دفاعية للدبابات والقبة الحديدية، التي أثبتت نجاعتها في التصدي للهجمات القادمة من قطاع غزة. وتسعى الرياض بدورها إلى اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن”.

في مؤشر آخر على وجود علاقات مكثفة بين البلدين، أوضح بيير هويمان، مراسل الصحيفة في العاصمة الإسرائيلية أنه “علاوة على ذلك، يؤكد مراقبون من تل أبيب والرياض على أن التعاون بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسعودية “متقدم جدا”، وإن كانت المملكة العربية السعودية تنفي رسميا أي تعاون مع إسرائيل. لكن النخبة السعودية تخلت منذ فترة طويلة عن مخاوفها من التواصل المباشر مع ممثلي الدولة اليهودية. فقد أعلن مدير وكالة الإستخبارات المركزية الامريكية مايك بومبيو في مطلع ديسمبر الماضي أن المملكة العربية السعودية تعمل بشكل مباشر مع إسرائيل ودول سنية أخرى في مجال مكافحة الإرهاب. وفي وقت سابق، تحدث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز في مقابلة إذاعية عن وجود عدة اتصالات مع المملكة العربية السعودية ولكنها كانت طي الكتمان بناء على طلب الرياض”.

بالإضافة إلى ذلك، فقد ظهر عدد من الشخصيات السعودية علنا ​​مع مسؤولين إسرائيليين “ففي شهر أكتوبر الماضي، اجتمع رئيسا المخابرات السابقان في اسرائيل والسعودية لتبادل وجهات النظر حول السياسة الأمريكية. وكان رئيس جهاز الإستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل أجرى محادثات مع رئيس الموساد السابق افرايم هاليفي. وكان تركي الفيصل مستعدا حتى للمشاركة مع نظيره الإسرائيلي في ندوة في مركز الجالية اليهودية في نيويورك”، حسب الصحيفة.

في الوقت نفسه، أصبح مسؤولون بارزون في إسرائيل يفكرون بصوت عال في كيفية تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية. فقد أشار وزير النقل الإسرائيلي كاتس (الذي يرأس أيضا جهاز المخابرات) إلى “فكرة إقامة خط سكة حديد يربط ميناء حيفا مع دول الخليج”. ومن وجهة نظر إسرائيلية، فإن هذا المشروع “لن يعزز السلام فقط، بل ستكون له أيضا أهمية استراتيجية. فهذا الجسر من شأنه جعل صادرات دول الخليج مستقلة عن مضيق هرمز. ونتيجة لذلك، لن تكون إيران قادرة على عرقلة الصادرات إلى أوروبا والولايات المتحدة في حالة حدوث أزمة. وفي الصيف الماضي، طلب وزير النقل الإسرائيلي من الملك السعودي دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى الرياض والتعهد بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب. وبطبيعة الحال، لم تُعرف طبيعة الجواب الرسمي من الملك السعودي”، حسبما جاء في الصحيفة.

المغرب وسياسة الجزرة والعصا

تناولت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة بتاريخ 3 يناير 2018، خروج مظاهرات في مدينة جرادة شمال المغرب بعد مقتل أخوين من عمال المناجم. ونوهت إلى أن الإحتجاجات في مدينة جرادة تأتي بعد أسابيع على مرور الذكرى السنوية الأولى لاندلاع المظاهرات وأعمال الشغب في مدينة الحسيمة أيضا عقب مقتل بائع السمك محسن فكري سحقا في شاحنة لجمع النفايات إثر احتجاجه على مصادرة الشرطة كمية من السمك كان يبيعها والقيام بإتلافها لمخالفته قوانين الصيد. 

الصحيفة الصادرة بالألمانية في زيورخ أشارت إلى العوامل الإجتماعية المشتركة بين الحسيمة وجرادة وذهبت إلى أن “وفاة بائع السمك في الحسيمة والأخوين في جرادة لم تكن إلا القطرة التي فاض بها كأس امتلأ بالشعور بالإحتقان والتهميش”.. “فمنذ 12 ديسمبر الماضي، كانت هناك مظاهرات منتظمة في جرادة احتجاجا على ارتفاع رسوم الكهرباء والمياه. وتعتبر المحافظة وفقا للإحصاءات الرسمية، واحدة من أفقر المناطق في البلاد. وحتى أواخر التسعينيات، كان التعدين المصدر الرئيسي للدخل، إلى أن أعلنت الحكومة في عام 1998 وقف هذا النشاط، لأنه لم يعد مربحا. منذ ذلك الحين غادر الآلاف المدينة، ورغم خطورة العمل في هذه المناجم بسبب عدم وجود أعمال صيانة، فما يزال الكثير من الفقراء في جرادة يعملون في هذا المجال بشكل غير قانوني لحساب رجال أعمال يرتبطون بعلاقات جيدة مع السلطات الحاكمة”، حسب الصحيفة.

نويه تسورخر تسايتونغ أضافت أن الحكومة المغربية “انتهجت سياسة الجزرة والعصا في التعامل مع الحراك الشعبي، حيث أعلنت عن سلسلة إجراءات لمكافحة البطالة، فيما تحرك الجيش داخل المدينة”. من جهة أخرى، حذر نواب برلمانيون من “زيادة الإحتقان في البلاد، إذا لم يكن هناك تحسن سريع في البنية التحتية وتدابير دعم فعالة”.

شابة سعودية اسمها “راحة محراك”..

في عددها الصادر يوم 5 يناير 2018، اهتم لوران فافر في الصفحة الرياضية ليومية “لوتون” الصادرة بالفرنسية في لوزان بالشابة السعودية راحة محراك، وهي أول فتاة سعودية تمكنت من الوصول إلى قمة جبل إيفرست في عام 2013. ومع أن المسألة “لم تكن حدث القرن، إلا أنه عندما يقدم شخص مثلها من بلد يُعتبر (كما تقول منظمة هيومن رايتس ووتش) الوحيد في العالم الذي لا يشجع رسميا وبقوة على ممارسة الرياضة بالنسبة للفتيات، فإن النجاح يكون له مذاق آخر”. 

في عام 2011، وبدون تخطيط مُسبق، رافقت راحة سيدة في مغامرة تسلق جبل كيليماندجارو، أعلى قمة (5892 متر) في القارة الإفريقية، وتقول متذكرة: “كنتُ مرهقة لكن سعيدة. فقد تملكني ذلك الشعور الغريب بالإنتماء منذ زمن طويل إلى هذا العالم الذي كنت بصدد اكتشافه”. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث قامت الشابة السعودية خلال الأشهر الإثني عشر الموالية بتسلق ثمانية جبال شاهقة في القوقاز والمكسيك والقطب الجنوبي والأرجنتين وقمة كالا باتار في سلسلة جبال الهمالايا. مع ذلك، ينقل لوران فافر عن راحة محراك اعترافها بأن الأمور كانت “صعبة جدا. سواء تعلق الأمر بالعثور على مُرشدين أو بالقيام بالتدريبات أو بإقناع والديّ بالموافقة على مشروعي”. 

في هذا الصدد، تشير راحة – التي نشأت في عائلة تقليدية وودودة – إلى أنها اصطدمت برفض ليّن من طرف والديْها لكنه اتسم بالصرامة، وتقول: “لقد كانا مُعارضيْن من أجل مصلحتي. لقد كانا يخشيان أن أنعزل اجتماعيا بسبب ممارستي للرياضة. فبالنسبة لهما، ليس هناك من حل آخر سوى العودة إلى جدة والعثور على زوج”. إلا أنها تمكنت في نهاية المطاف من إقناع أبويْها، وينقل عنها لوران فافر ترجمة حرفية للجملة التي استخدمتها حيث أورد على لسانها: “لقد كان أمرا في غاية الصعوبة لكنني قمتُ شيئا فشيئا بتربيتهما”.  

التجربة الأولى لتسلق جبل إيفريست اقترنت بفشل مُدوّ لكنه “فشلي المفضل لأنه منحني قدرا أكبر من الصلابة، أصبحت على إثره أكثر قوة وأكثر صمودا”، أما الدرس الذي تعلمته راحة محراك من هذا الإخفاق فهو أن “الفشل يُعطيك أكثر مما يأخذ منك”. وبعد تدريبات مضنية واستعدادات مكثفة، نجحت الشابة القادمة من مدينة جدة يوم 18 مايو 2013 في محاولتها الثانية في تسلق قمة “سقف العالم” لتُصبح أول امرأة سعودية تتمكن من تحقيق هذا الإنجاز الذي وافقها فيه أول قطري وأول فلسطيني.

اليوم تعيش راحة متنقلة “بين دبي وجدة والمطارات وخيمتي وأحد الشواطئ”، لكنها ترفض أن يظل نجاحها مجرد “مسار أناني، فلا يهمني أن أكون الأولى بل ما يُحفّزني هو أن تكون هناك ثانية وثالثة ورابعة… فالنساء في بلدي لا يُمارسن الرياضة والكثير منهن لا يتحركن ويُعانين من مشاكل صحية”. بطبيعة الحال، تثير مؤشرات الإنفتاح التي أقرت مؤخرا في المملكة ابتهاجها وتقول: “بإمكان جيلي أن يقود السيارات والدراجات النارية وأن يدخل إلى الملاعب. هذا تطور كبير، لكنه لا يعني أنه لم يعد هناك ما يستحق القيام به”. بالنسبة لبلدها، تحلم باقتلاع رياضية سعودية لإحدى البطولات في الألعاب الأولمبية أما بالنسبة لها فهي تحلم بالقيام برحلة في الفضاء. وماذا عن الزواج؟ تجيب راحة محراك بالنفي وتضيف “ليس بعدُ”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية