“انتفاضة ضد بوتين”: انقلاب بريغوجين في الصحافة السويسرية
وفقًا للصحف السويسرية، لم يكن هناك سوى خاسرين في روسيا بعد فشل محاولة الانقلاب في نهاية الأسبوع من قبل مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" وزعيمها يفغيني بريغوجين.
ركزت الصحف السويسرية في عناوينها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت العناوين في الصحف الأحد 25 يونيو واضحة: “تمرد ضد بوتين” (NZZ am Sonntag)، “أوقات صعبة لأنصار بوتين ” (SonntagsBlick)، “الانقلاب غير مكتمل” (SonntagsZeitung)، “فقدان بوتين للمصداقية” (SRF).
وتحت عنوان “تظهر الانتفاضة تدهور نظام بوتين”، رأت صحيفةرابط خارجي نويه تسرخر تسايتوتغ الصادرة يوم الأحد أن تحرك بريغوجين كان نتيجة لعدة سنوات من حكم بوتين. وكتبت الصحيفة إن الفشل والفساد في الجيش والإدارة، بالإضافة إلى القرار المضلل بشن هجوم على أوكرانيا، لم يفعل سوى خلق الظروف التي جعلت الانقلاب في نهاية الأسبوع ممكنًا. “لا يبدو الديكتاتور الروسي كالمُخطِط الذكي – ولا حتى المتحرِّك البارع – الذي يعرف دائمًا كيف يُوازن طموحات النخبة الحاكمة.”
سعت روسيا إلى استعادة الهدوء يوم الاثنين 26 يونيو بعد أن أوقف مقاتلو فاغنر التقدم السريع نحو موسكو، وانسحبوا من مدينة روستوف الروسية الجنوبية التي تم الاستيلاء عليها، وعادوا إلى قواعدهم في وقت متأخر من يوم السبت بموجب اتفاق يضمن سلامتهم. وأعلن الكرملين أن بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا بموجب الاتفاق الذي تم التوسط فيه من قبل الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو.
اتخذت قناة الإذاعة والتلفزيون رابط خارجيالعمومي السويسري الناطقة بالألمانية، SRF، نفس وجهة نظر صحيفة نويه تسرخر تسايتوتغ. ووفق الموقع فإن “هذه العطلة كانت أصعب ساعات عاشها فلاديمير بوتين منذ توليه المنصب. لم يسبق لسلطته أن اهتزت بهذا الشكل، ولم يسبق له أن فقد وجهه أمام جمهوره في البلاد”.
بدا بوتين مُرهَقًا ومحاصَرًا بوجه الانتفاضة، في حين بدا جهاز الأمان الخاص به أضعف من أي وقت مضى. وفقًا للتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية، لم يكن لدى الخدمة الاستخباراتية المحلية، التي قام بوتين بتوسيعها بشكل كبير، رؤية التهديد المقبل أو وقفه. وتوقعت أن تكون الآفاق مظلمة. “يواجه البلد سنوات فوضوية. أظهرت الانتفاضة أن استبداد بوتين لن يؤدي إلى الاستقرار، بل سينتهي بصراعات سلطة بين الجناة”.
هل هذا التمرد بمثابة “أفول نجم بوتين”؟
هكذا تساءلت صحيفة “لوتون” الصادرة في جنيف. وفي كل الأحوال، قالت الصحيفة: “ارتجفت موسكو أمام مجموعة فاغنر” عندما تحول بريغوجين ضد سيده.
وقد يعني هذا نهاية للمنظمة العسكرية الخاصة، بحسب صحيفة رابط خارجي“تريبيون دو جنيف” السويسرية الصادرة في جنيف. وعلى الرغم من أن بريغوجين قد يحظى بتعاطف بين المواطنين المحبطين، إلا أن النخبة لا تدعمه بشكل قوي، وفقًا للصحيفة.
“أي روسيا ستبقى بعد عطلة نهاية الأسبوع الغريبة؟” تساءلت صحيفة رابط خارجي“تاغس أنتسايغر” الصادرة في مدينة زيورخ: فقد تعرضت الدولة الروسية لأكبر صدمة في 30 عامًا، وقد ساعد الديكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بوتين في الخروج من المأزق، وكتبت الصحيفة: “من غير الواضح بعد، من الذي أعطى بريغوجين آمالًا في الانتصار في موسكو ثم تخلى عنه. يجب أن يكون هذا التحقيق الأخير للخبراء في السياسة الروسية حاسمًا لفهم أي روسيا ستنبثق من عطلة نهاية الأسبوع هذه”.
ترجمة: مي المهدي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.