نـُمو الشركات العملاقة يتجاوز جذورها الســويسرية
في الأشهر السبعة الماضية، كان سبعة من كِـبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات العشرين الأولى في سويسرا، هُـم من السويسريين.
والآن، وبتعيين الأمريكي جو جيمينيز كرئيسٍ تنفيذي جديد لشركة نوفارتيس للمستحضرات الصيدلانية، انخفض عدد المسؤولين التنفيذيين السويسريين إلى ستة فقط.
جيمينيز لم يُلاحظ – حسب ما صرح به – بأن شركة نوفارتيس سويسرية الجنسية. في عصر تُـهيمن فيه على الساحة الشركات العملاقة المُتعددة الجنسيات، فإن ما كان يُـعرف بثقافة المؤسسة، أصبح يحمل طابع الكونية، حسبما يبدو، وتراجعت صِلته بالجنسية القومية إلى حد بعيد.
ولكن إلى أي مدى ابتعدت الشركات متعدِّدة الجنسيات والتي اتخذت من سويسرا مقراً لها، عن جذورها الأصلية؟ وفي السوق العالمية، هل أصبحت ثقافة المؤسسات هي الثقافة الوحيدة التي يُحسب لها حساب؟
وفي الواقع، فإن النجاح يؤدّي إلى المزيد من التوسّـع، والتوسّـع يعني أقاليم ومناطق جديدة، والذي يعني في النهاية وجود مؤسسة خارج سويسرا تُقَزِّم القاعدة الأصلية في البلد الأم.
ولنأخذ الشركة الهندسية العملاقة “إي بي بي ABB” التي تتخذ من مدينة زيورخ مقرها الرئيسي، ولكن رئيسها التنفيذي أمريكي الجنسية، كما أن 000‘6 فقط من مجموع 000‘12 موظف في هذه الشركة يقيمون في سويسرا.
وقال فرام ايبرهارت، المتحدث باسم إي بي بي لـ swissinfo.ch:”إن شركة إي بي بي هي شركة عالمية حقاً وليس هناك ثقافة وطنية معيّـنة تُـهيمن عليها”، على الرغم من أنه شدّد على أن الشركة مُستمرّة في عكس التراث السويسري.
وأضاف: “كان لدينا اثنتان من الشركات الأم، إحداهما سويسرية والأخرى سويدية، وقد اندمجت الشركتان في عام 1988 وتشاركتا على اتِّـباع نهج مشترك ومُتواضع ومُباشر لممارسة الأعمال التجارية. وأصبح الهيكل أقل هَرَمية، كما أصبح الوصول والتحدث إلى الإدارة أسهل”. وقال:”لا يزال هذا هو الأسلوب ذو الزّخم الهام في شركة إي بي بي، على الرغم من كونها استُـكمِلت بتأثيرات ثقافية أخرى”.
نُخبة رجال الأعمال
في العادة، كان من الضروري أن يكون للموظف عِدة سنوات من الخِـدمة داخل الشركة، قبل أن يَصل إلى أعلى مستوى في الإدارة، ولكن، ومع ظهور نُخبة تجارية دولية، أصبحت هذه الممارسة اليوم استثناءً للقاعدة.
وأصبح التّـعيين من دول خارجية لمنصب الرئيس التنفيذي أو على مستوى المدير، هي القاعدة، كما في حالة جو هوغان في شركة إي بي بي. كما يُمكن أن تسبق التَرقية إلى مَنصب أعلى، فترة قصيرة في رئاسة وحدةِ أعمال تجارية. فعلى سبيل المثال، انضم جو جيمينيز إلى شركة نوفارتيس لصناعة الأدوية في أبريل 2007 كمدير تنفيذي لقسم صحة المستهلك، ثم عُيِّـن في منصب المدير التنفيذي لقسم المستحضرات الصيدلانية بعد ستة أشهر فقط.
وَوفُقْاً لمسحٍ وظيفي أجْـري في عام 2009، لم يجد سوى 4% فقط من الموظفين طريقهم إلى مناصب الإدارة العليا في الشركات السويسرية من خلال الترقيات الداخلية.
وقد كان هذا في الواقع، المَسار المِهني لماركوس أكّـرمان، السويسري الذي يشغل منذ عام 2002 منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “هولسيم” لتصنيع وتوزيع “الإسمنت” و”الكونكريت” وغيرها من مواد البناء، بعد أن عمِـل في هذه المجموعة منذ عام 1978.
تاريخ طويل
وبتتبُّـع جذور مجموعة “هولسيم” قبل نحو قرن تقريباً، نجد أنها تعود إلى قرية سويسرية صغيرة، بدأت بالتوسّـع في عام 1920 لتُـصبح لديها اليوم مواقِـع للإنتاج في حوالي 70 دولة.
ويقول بيتر غيزَل، المتحدِث عن مجموعة “هولسيم” لـ swissinfo.ch: “من المُـهم أن تكون لدينا إدارة متعدّدة الجنسيات، وهذا موجود في مجلس المجموعة وفي اللجنة التنفيذية، حيث لدينا خليط من الجنسيات”.
وأوضح غيزل أن عملية انضمام شركات جديدة، أدّت بمرور الوقت إلى تبادل المواهب الإدارية من سويسرا إلى الأسواق الأخرى، ومن الأسواق الأخرى إلى سويسرا.
وماذا يتبقى من “الهُـوية السويسرية” لمجموعة “هولسيم”؟ يُـجيب غيزل: “شيء واحد، يأتي من خلال قُـدرتنا على التكيُّـف مع البيئات المختلفة واحترام الثقافات المحلية في جميع الأماكن”.
الشراكة
ويرى أولريخ تيلمان، أخصّـائي أخلاقيات العمل، اختلافاً واضحاً بين الشركات السويسرية الصغيرة والشركات الكبيرة متعدِّدة الجنسيات، المُتمركِـزة في البلاد. وأضاف تيلمان لـ swissinfo.ch “بدون أن نَصرخ بذلك من فوق أسطح المنازل، أعتقد بأن هناك نوعاً من النهج المُعتدل المُشترك بين الشركات السويسرية [الأصغر]”.
وأضاف “إنهم يحاولون إيجاد حلول لمختلف النزاعات بين أرباح الشركة وبين المطالب المشروعة للعُمال. إنها الشراكة الاجتماعية بالفعل”.
من ناحية أخرى، تتبع الشركات المُتعدِّدة الجنسيات نَهجاَ اقتصاديا راديكالياً، وِفقا لتيلمان، حيث الإيمان بالسوق والمَنطق، هو النظام السائد خلال اليوم.
وختم تيلمان حديثه قائِلاً: “يأتي هؤلاء المُدراء أساسا من بيئة اقتصادية مُتطرِّفة في الجامعات، وهم أصحاب رسالة “كلما زادت الأرباح، كلما كان ذلك أفضل للجميع”.
كلير أودِي – swissinfo.ch
اسم الشركة – الرئيس التنفيذي – الجنسية
إي بي بي ABB: جو هوغان – الولايات المتحدة الأمريكية
“أكتَليون” Actelion: جون بول كلوزيل – فرنسا.
“أديكو” Adecco: باتريك دي ميسيناير – بلجيكا.
“كريدي سويس” Credit Suisse: برادي دوغان – الولايات المتحدة الأمريكية.
“هولسيم” Holcim: ماركوس أكَّـرمان: سويسرا.
“يوليويس بير” Julius Bär: بوريس كولاّري – سويسرا.
“لونتزا” Lonza: ستيفان بورغاس – ألمانيا.
“نيستلي” Nestlé: بول بوليك – بلجيكا.
“نوفارتيس” Novartis: جو جيمينيز – الولايات المتحدة الأمريكية.
“ريشمون” Richemont: جوهان روبرت – جنوب إفريقيا.
“روش” Roche: سيفيرين شفان – النمسا.
“إس جي إس” SGS: كريس كيرك – بريطانيا
“سووتش” Swatch: نيكولا حايك – سويسرا
“سويس لايف” Swiss Life: برونو بفيستر – سويسرا
“سويس ري” Swiss Re: ستيفان ليبّه – ألمانيا
“سويس كوم” Swisscom: كارستَن شلوتَّر – ألمانيا
“سينجينتا” Syngenta: ميشيل ماك – الولايات المتحدة الأمريكية
“سينثيس” Synthes: ميشيل أورسينغَر – سويسرا
“يو بي إس” UBS: أوزفالد غروبَل – ألمانيا
“زيورخ فاينانشال سيرفيسيز”Zurich Financial Services: مارتين سين – سويسرا
اشتهر إيرنست فيهر، مدير معهد البحوث التطبيقية في علوم الاقتصاد في جامعة زيورخ، في مجال توسيع نطاق الاقتصاد التجريبي.
وفي عام 2008، مُنح فيهر جائزة مارسيل بنويست (التي تعادل جائزة نوبل للسلام السويسرية)، من أجل قلب المبدإ القائل بأن المصلحة الذاتية هي المُحَرِّك الأساسي للطبيعة البشرية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.