شمعون بيريس “رجل بسيط بقدر ما هو مثير”
عبّر ديديي بوركهالتر، وزير الخارجية في الحكومة الفدرالية عن "حزنه الحقيقي" إثر الإعلان عن وفاة شمعون بيريس (93 عاما)، الحائز على جائزة نوبل للسلام والرئيس الإسرائيلي السابق. وحيّا الوزير "رجلا بسيطا بقدر ما هو مثير (...) وصاحب رؤية على المدى الطويل وفاعلا في زمانه في آن معا".
وفي تصريح أدلى به إلى وكالة الصحافة السويسرية (ATS – SDA) قال بوركهالتر: “لقد علمتُ بوفاة شمعون بيريس بحزن حقيقي (…) لقد التقيته قبل بضع سنوات، وهي لحظة ظلت محفورة في ذاكرتي”.
“كان ذلك في عام 2013، خلال زيارة إلى الشرق الأوسط، استقبلني خلالها الرئيس بيريز لإجراء محادثة معه. وعوضا عن الطابع الرسمي للدقائق القليلة المقررة، دار بيننا نقاش طويل ذو طابع إنساني بالأساس مليء بالطرف والشهادات الشخصية”، كما يتذكر الوزير في الحكومة الفدرالية.
“حينها اكتشفت شخصا بسيطا بقدر ما هو مثير، فوق الخلافات وقريبا من انشغالات شعبه في نفس الوقت، وصاحب رؤية بعيدة المدى وفاعلا في عصره”، مثلما قال وزير الخارجية.
وأضاف بوركهالتر: “حدثني عن عمره، لا بغرض الشكوى منه أو الإفتخار به، بل من أجل أن يُفهم الإحترام الذي يُفترض أن يتحلى به رجال السلطة أمام الزمن الذي ينقضي. وبالنسبة لشمعون بيريس، لقد مرّ الوقت لكنه لن يُنسى”.
المزيد
حوار مع شمعون بيريز في دافوس (بالفرنسية)
مسيرة حافلة
شارك بيريس في كل الأحداث الكبرى تقريبا في إسرائيل منذ تأسيس الدولة في عام 1948. وعلى مدى مشواره السياسي الذي امتد لنحو سبعة عقود شغل بيريس عدة مناصب وزارية ورأس الحكومة مرتين بصفته رئيسا لحزب العمل.
ونال بيريس جائزة نوبل للسلام مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن اتفاق السلام المؤقت لعام 1993 الذي لم يتحول قط إلى معاهدة دائمة.
وبعد أن اغتال رجل إسرائيلي قومي متطرف معارض لاتفاق السلام رابين في 1995 أصبح بيريس رئيسا للوزراء.
وينظر إلى بيريس على نطاق واسع على أنه هو من أكسب إسرائيل القدرات النووية بعدما جلب مفاعل ديمونة النووي السري من فرنسا عندما كان مديرا عاما بوزارة الدفاع في الخمسينات. كما أشرف عندما كان وزيرا للدفاع على عملية إنقاذ إسرائيلية في عام 1976 لإسرائيليين مخطوفين بمطار عنتيبي في أوغندا.
وعربيا تلوث إرثه بقصف عام 1996 لمُجمّع تابع للأمم المتحدة في قرية قانا بجنوب لبنان في هجوم إسرائيلي. وقتل أكثر من مئة مدني كانوا يلوذون بهذا المجمع. وكان بيريس حينئذ رئيسا للوزراء. وقالت إسرائيل إن قواتها كانت تستهدف متشددين أطلقوا صواريخ من مكان قريب.
كما ينظر إلى بيريس على أنه لم يفعل كثيرا في ملف التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي التي تم الإستيلاء عليها خلال حرب يونيو 1967.
أصبح بيريس رئيسا للدولة- وهو منصب شرفي إلى حد كبير في إسرائيل- في الفترة من 2007 إلى 2014. وسعى خلال تلك الفترة لتحسين صورة إسرائيل دوليا والدعوة للسلام من خلال مؤسسته ورحلاته الخارجية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.