مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوحة “الموزة المعلقة” وجدلية الفن والمال

لوحة الموزة
تم عرض "لوحة الموزة" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان في معرض آرت بازل في ميامي بيتش في مدينة فلوريدا الأمريكية يوم 8 ديسمبر 2019. Keystone / Rhona Wise

تواصلت ردود فعل قرائنا على لوحة "الموزة الفنية" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان على صفحتنا على موقع فيسبوك. وكانت "الموزة الفنية" قد تحولت إلى واحدة من أشهر الأعمال الفنية في التاريخ بعد بيع لوحة لموزة ملصقة بقيمة 120 ألف دولار في معرض آرت بازل ميامي بيتش.

شهرة لوحة الموزة ازدادت بعد إقدام الفنان الكوميدي دايفيد داتونا على نزع للموزة والتهامها أمام الحضور الذين أصيبوا بالذهول. أما الطريف فهو أن المعرض استبدل الموزة بأخرى دون أن يُصدر أي تعليق.

 هل تحدد أهميةَ وجمالية العمل الإبداعي قيمتُه الفنية أم المادية؟

الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان صاحب لوحة الموزة تصدّر أيضاً عناوين الأخبار في السابق بعد تصميمه مرحاضاً ذهبياً قُدّرت قيمته بخمسة ملايين دولار.

سألنا قراءنا ما قيمة اللوحة بعد التهام الموزة أو حتى تعفنها وهل ينقص هذا من قيمتها أم يزيدها مع اندلاع الجدل حول الحدث ذاته؟ وهل ترون أن الفن يُمكن أن يُقيم بثمن مادي وهل تحدد أهميةَ العمل الإبداعي قيمتُه الفنية أم المادية؟

ردود فعل القراء تنوعت على موقعنا بين رافض ومؤيّد لمفهوم وجمالية هذا النوع من الإنتاج الفني.

خالد محمد رأى أن جدلية العمل والخطاب الإشكالي المرتبط باللوحة الفنية هي إبداع فني في حد ذاته: “قيمة العمل الفني على قدر مما يثير من جدل أو مشاعر. إثارة الفكر أو المشاعر عقلي أو حسي وأعتقد أن ما أثار الجدل حقيقة هنا هو ما قام به المشتري في تسليط الضوء على الموزة. المشتري هو الفنان وعملية الشراء هي العمل الفني”.

أما منال محمد فوصفت ما يجري بعصر التفاهة: “يقول الفيلسوف الكندي الان دونو في كتابه (عصر التفاهة): لا تكن فخوراً ولا روحانياً، هذا يُظهرك متكبراً. لا تقدم أي فكرة جيّدة، فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلاً للتعليب. لقد تغيّر الزمن. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة”.

بعض القراء رأى في هذه اللوحة دلالة على هيمنة المال على سوق الفن والمؤسسات الفنية وصالات العرض وعبثية الفن المعاصر الذي أصبح سلعة مادية تباع وتشترى ومقصورة على أصحاب رأس المال، فكتبت نور نور  على سبيل المثال: “هذا كله خداع وستار لتبيض الاموال وأكل الموزة احتقار واضح لهذه الأحداث التي تجري”.

وانتقد رضوان عزيز الضجة التي أثارتها وسائل الإعلام “القيمة قبل أكل الموزة و بعد أكل الموزة فقط بالدعاية من قبل المحطات العالمية و أهمية وشهرة المعرض. نحن بزمن يُمكن للإعلام فيه أن يصنع مجدا وشهرة واسعة لأناس لا يملكون أي شيء مميز”.

بروح الفكاهة علق وائل عزيز على اللوحة “120 الف دولار على موزة وشريط لزق ب 2 فرنك 😂😂 رزق الهبل علي المجانين فعلًا، ياباشا ده مش فن ده اسمه عك بعيد عنكم😂😂😂”

يُشار إلى أن “آرت بازل“هو معرض دولي ربحي للفنون المعاصرة يُقام سنويا في ثلاثة مدن: بازل في سويسرا، وميامي بيتش في ولاية فلوريدا الأمريكية، وهونغ كونغ ويجذب المعرض أشهر الفنانين والأثرياء الذين يبحثون عن قطع فنية جديدة ومبتكرة، ويقدم منصات لعرض الأعمال الفنية وبيعها، ويُعد وجهة دولية للفنانين حول العالم لعرض أعمالهم، كما أنه لا يفرض أية قيود على الأعمال المعروضة. 

المزيد

المزيد

مسيرة معرض بازل الشهير في قرن

تم نشر هذا المحتوى على خلال زهاء قرن من الوجود، تحول المعرض القديم للعيّنات في مدينة بازل إلى معرض وحدث شعبي ضخم. في الآونة الأخيرة، صدر كتاب جديد يُعيد رسم تاريخ التظاهرة التي تُسمّى اختصارا “مُـوبا” Muba، وهي تسمية يعرفها معظم السويسريين جيدا.

طالع المزيدمسيرة معرض بازل الشهير في قرن

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية