المعرض الدولي للكتاب والصحافة في جنيف على أبواب عهد جديد
يستضيف معرض الكتاب والصحافة الدولي في جنيف في دورته الخامسة والعشرين أرمينيا والمكتب الفدرالي للثقافة كضيف شرف. ويفتح أجنحته تحت قيادة المدير الجديد باتريك فيرلا لوسائل تعبير جديدة، مثل المسرح والسينما، إلى جانب الفقرات التقليدية.
وتعقد الدورة الحالية لمعرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة ما بين 29 ابريل و 3 ماي 2011 في قصر المعارض تحت شعار ” التجديد في الاستمرارية”.
التجديد: أولا، لأنها السنة الأولى للرئيس الجديد باتريك فيرلا الذي تولى هذه المهمة خلفا لمؤسس المعرض ورئيسه لأكثر من 24 سنة بيار مارسيل فافر. وثانيا لأنه أضاف جناحا خاصا تحت شعار “من معرض الكتاب الى معرض القراءة” وذلك لإفساح المجال أمام الوسائط الالكترونية الجديدة التي تسهم في تعميم القراءة والمطالعة بدون المرور عبر وسيلة الكتاب.
وأما الاستمرارية: لكون المعرض حافظ على الركائز الثابتة في برنامجه المعتاد وبوصفه أكبر حدث ثقافي في سويسرا. إذ الى جانب احتضانه لكبريات دور النشر الأوربية، وتخصيص العديد من الحلقات النقاشية مع كبار المؤلفين، هناك معرض الطالب والجامعات ومدارس اللغات، ومعرض الفنون الجميلة الذي اصبح بمثابة معرض بحاله يستهوي كبريات دور العرض في العالم.
أرمينا ضيف الشرف
تشارك في معرض الكتاب والصحافة الدولي في جنيف هذا العام أرمينا كضيف شرف بكل ما يمثلها من ثقافة وأدب وفنون. ولا شك في أن تولي الفنان الفرنسي من أصل أرميني الشهير شارل ازنافور منصب سفير أرمينا لدى الدولة السويسرية له دور في هذه الاستضافة التي ستسلط الأضواء على بلد في حاجة للخروج من عزلته.
وهذا ما سيتجلى من خلال الجناح الأرميني الذي يتسع لحوالي 600 متر مربع ويحتوي على فضاءات يُرمز لكل منها بحرف من أحرف الأبجدية الأرمينية التي تعود للقرن الخامس الميلادي، والتي يقول المسؤولون عن الجناح أن “المسيحية الى جانب اعتمادها كدين دولة في أول بلد في العالم في العام 301، كانت أيضا من بين الأسس التي حافظت على الهوية الأرمينية”.
والى جانب أدباء ارمينا التقليديين والمعاصرين، يكتشف الزائر ألوانا من الفنون التشكيلية والألحان الموسيقية العريقة لهذا البلد.
خفايا الماسونية
إذا كان معرض الكتاب والصحافة في جنيف يتميز بعروضه الفنية التي تقام للاحتفاء بفنان تشكيلي من العباقرة الذين قد لا يتاح لعامة الناس مشاهدة إبداعاتهم بسهوله، أو لعرض فني أو أثري غني مثل الذي خصص للآثار الفرعونية المصرية في عام 2008، فإن معرض هذه السنة سيسمح للزائر بالتعرف على بعض من خفايا وأسرار الطائفة الماسونية.
وكما أوضح مدير المعرض المخصص للماسونية، فريديريك كونتسي”يُقال ان الماسونية مجموعة منغلقة على نفسها وتكتنفها الكثير من الأسرار، ولكنني وجدت الكثير من الترحيب من متاحفها ومسؤوليها لتنظيم هذا المعرض. لا شك أن رياح الانفتاح بدأت تمس حتى هذه المجموعة التي اعتبرها بمثابة تيار فني في حد ذاته نظرا للغموض الذي أحاطت به نفسها، وللبذخ والرفاهية التي أثثت بها معابدها ورموزها الماسونية”.
وهذا ما سيتاح للزائر التعرف على بعض منه، مثل شهادة العضوية في الماسونية، او عصا المشرف على الطقوس، او المئزر المستعمل في الطقوس أو في الحياة اليومية والتي تعج كلها بشعارات ورموز الماسونية من بيكار، وإزميل وقفازات ترمز كلها لنحت الصخور من قبل عامل البناء.
يضاف الى ذلك أن الجناح سيعرض بعض السجادات المتضمنة لرموز الماسونية مثل لوحة المكعب الماسوني التي تعود للعام 1820 والتي تجسد خصائص البنّاء الماهر الذي عليه بِناءُ جدران مستقيمة. او سجاد يعود للعام 1780 لحارس المتدربين على طقوس الماسونية.
“إفريقيا بكل كنوزها”
معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة لم يتخل عن تقليده المتبع منذ ثماني سنوات ألا وهو تخصيص جناح للثقافة الافريقية من خلال المعرض الافريقي الذي تمول إدارة التنمية والتعاون السويسرية جزءا منه.
وهذا ما تقول عنه المسؤولة عن الجناح كاترين موران في حديث لسويس إنفو “سيقام تحت شعار إفريقيا الغنية… الغنية في كل الميادين من أدبية وثقافية، ولكن ايضا بموادها الأولية ومناجمها التي تستهوي اهتمامات وسائل الإعلام”. وستتم استضافة الكاتب بيار بيان مؤلف “مجازر الحروب السرية في افريقيا”، والكاتب السويسري جيل لا بارت مؤلف ” ساركو الافريقي” في إشارة الى طموحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في استعادة نفوذ فرنسا الاستعمارية في افريقيا.
إضافة لقيام الجناح، للعام الثاني بمنح جائزة احمدو كوروما لأحد الكتاب الأفارقة، سيتم تخصيص جناح لعرض إحدى أهم الكتاب الشباب في كوت ديفوار والتي تفوقت لحد اليوم في نشر خمسة فصول لرسوم متحركة عن مغامرة ” آيا يوبوغون”. وسيكون ذلك بحضور المؤلفة مارغريت أبوي.
وإذا كان معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة سيفقد هذه السنة أحد أكبر الأوفياء العرب، إن لم نقل الوحيد، من الذين حافظوا على تواجدهم في كل الطبعات السابقة بدون انقطاع، أي جناح الكتاب الأخضر للزعيم الليبي معمر القذافي، فإن العالم العربي سيفرض نفسه في جلسات النقاش بحيث سيتم تخصيص جلسة لمناقشة مدى تأثير الربيع العربي على الدول الافريقية وذلك بمشاركة كتاب وصحفيين افارقة وعرب وأوربيين وذلك بعد ظهر يوم السبت 30 ابريل.
إذا كان معرض الفنون التشكيلية قد انسلخ عن معرض الكتاب والصحافة في جنيف منذ سنوات، وأصبح يقوم بحاله كأكبر معرض للفنون التشكيلية ، فإنه عرف منذ العام الماضي تغييرا في تسميته وفي محتواه. إذ تحول من معرض ” أورب آرت” الى معرض ” آرت باي جنيف”، كما يقول الساهرون عليه أن التغيير حدث لتثبيت هويته وانتمائه لجنيف.
كما أنه غير فلسفته في استقطاب أكبر قدر ممكن من اللوحات ومن مختلف المدارس والتوجهات الفنية، لكي يقتصر على عدد محدد حوالي 50 عارضا من بين 150 الغالبية من كوريا الجنوبية، إضافة الى فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا وسويسرا.
وسوف نفتقد في هذه الدورة إمكانية التعرف على بعض الفنانين التشكيليين العرب نظرا لكون الطبعة السابقة كانت تسمح لعدد من الفنانين العرب بعرض إنتاجهم سواء في أجنحة وطنية أغلبها خليجية أو كضيوف ضمن جناح معهد العالم العربي في باريس.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.