اليدُ الطولى السويسرية للإبادة العرقية الأمريكية
لقد أراد مارتين مارتي إنقاذ شعب "السيو" من نار جهنم، بل إنه أقدم على تنصير زعيم قبيل الكونبابا المسمى بـ 'الثور الجالس' ـ بهذا أصبح جزءً من حرب الإبادة التي شُنت ضد الثقافة الأصلية لأمريكا الشمالية. فكيف كُلِّف أحد رهبان طائفة البندكت السويسريين من قِبل الدولة الأمريكية بـ "تمدين" السكان الأصليين؟
أقيمت في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية كنيسة تذكارية صغيرة في بلدة يانكتون، بجنوب ولاية داكوتا، “كتذكير بالأسقف المقدس، الذي انتقل بسببه رهبان البندكت إلى داكوتا”. فلقد اكتسب راهب طائفة البندكت السويسري مارتن مارتي صيتاً واسعاً هنا بصفته “الرسول المبعوث إلى شعب السيو” ـ حيث سميت بعض المدارس ومستوطنة صغيرة باسمه.
في الكنيسة الصغيرة التي تحمل اسمه، تُذكرنا إحدى النوافذ بالمحاولة (الفاشلة) التي أقدم عليها مارتن في نهاية سبعينيات القرن التاسع عشر لتنصير الزعيم الهندي المقاوم والملقب بـ ‘الثور الجالس’، هذا قبيل أن يُردى قتيلاً بالرصاص. كما تعكس اللوحات المرسومة على الزجاج، نظرة مارتي إلى هذا الزعيم الكبير باحترام وتقدير، بينما تنشد نساء من الهنود الحمر في الخلفية، حاملات كتب الأناشيد في أيديهن.
أما المؤرخ السويسري مانويل مِنرات، الذي تناول قصة مارتي ودوره في “تمدين” شعب السيو بالدراسة الدقيقة، فإنه يرى أن هذا الرسم يحوي قدراً كبيراً من النفاق الذي يقلب الحقائق: “حيث يصور مارتي في أعقاب وقوع جريمة القتل وهو ينشد بخشوع مع نساء الهنود الحمر اللاتي يضعن فوق رؤوسهن زينة الرأس النمطية ويتركن شعورهن الطويلة مكشوفة ـ فلربما يُسمح لهن بذلك في الجنة. إلا أن المدارس الداخلية التي أشرف عليها مارتي كان الوضع فيها مختلفاً تماماً: فقد كانت الزينة والشعر أول ما يجب التخلي عنه، إذ كانا يُعتبران ضرباً من الأشياء الشيطانية والكفرية”.
إن اعتناق الكثيرين من شعب “السيو” حتى اليوم للديانة الكاثوليكية، تُعد من إنجازات مارتي. حيث ساهمت مدارسه الداخلية في محاولة تحويل أبناء الهنود الحمر إلى “أمريكيين صالحين”، وإلى كاثوليك في المقام الأول. لهذا يُعتبر مارتي نموذجاً لرجل الدين الذي جعل من نفسه يداً طولى للاستعمار. ولكن كيف شق أحد الرهبان من داخل سويسرا طريقه إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر؟
مارتي يرتحل إلى الغرب الأمريكي
بصفته ابناً لشمّاس، يُعتبر مارتي شخصا تربّى داخل الكنيسة، كما أصبح جميع إخوته الثلاثة قساوسة. وقد تلقى تعليمه منذ سن الخامسة على يد الرهبان اليسوعيين، وكان منبهراً في وقت مبكر، بعملهم كمدافعين رُحَّل عن الإيمان. كما كان مثله الأعلى وهو طفل فرانس كزافييه، الذي كان يمارس التبشير في اليابان وموزمبيق، والهند. وعلى الرغم من أن كزافييه لم يذهب يوماً إلى أمريكا، إلا أنه كان يُكرّم في وسط سويسرا باعتباره “منصراً للهنود الحمر”.
ولكن مارتي لم يستطع أن يصبح راهباً يسوعياً في سويسرا: حيث كان اليسوعيون يُعتبرون فيها من أعداء الدولة، الذين يدينون بالولاء لروما فقط ـ لذلك نص دستور سويسرا الناشئة الصادر عام 1848 على حظر هذه الطائفة الدينية. وهكذا أصبح مارتي في سن السادسة عشر راهباً لطائفة البندكت، وحصل على الاسم الكنسي “مارتن”.
إلا أن الكاثوليك السويسريين بدورهم، قد رأوا أنفسهم واقعين تحت هيمنة الكانتونات البروتستانتية بصورة متزايدة في هذه الدولة الفدرالية الناشئة، إذ جرى إغلاق عدة أديرة ومدارس كاثوليكية في بعض الكانتونات. أما بالنسبة لدير آينزيدلن، الذي كان يتبعه مارتي، فقد كان يبحث عن مخرج لوضعه الذي كان مهدداً بالإلغاء هو الآخر. لذلك فقد أرسل بعضاً من الرهبان إلى الولايات المتحدة، أسّسوا في عام 1854 كنيسة دير سان ماينراد في إنديانا، بالقرب من مدينة تِل سيتي، حيث استقر الكثير من المستوطنين السويسريين في خمسينيات القرن التاسع عشر. إذن لم يكن الأمر مجرد بحث عن ملاذ آمن فقط، بل كان اقتفاءً لأثر المهاجرين السويسريين كذلك، على حد قول السيد مِنرات: “لقد كانت هناك خشية من تحولهم إلى البروتستانتية في الغُربة”.
لكن كنيسة الدير التي أسست في الغرب الأمريكي لم تسر بطريقة مرضية لدير آينزيدلن ـ لذلك قام الدير عام 1860 بإرسال مارتي الذي كان في عمر السادسة والعشرين آنذاك ـ كي يُعيد الأمور إلى نصابها. وقد تحقق له مبتغاه: حيث أسس مدرسة لأطفال المستوطنين، سُرعان ما نشأت مدينة صغيرة حولها. وفي عام 1870، توسعت كنيسة سان ماينراد لتصبح ديراً، كما تمت ترقية مارتي ليصير أسقفاً له. ولكن حياة الدير الرتيبة لم تَرُق له، فقد كان يحلم بأن يصبح مبشراً لما يُعرف بحركة الـ “فرونتيير” (أو التخوم): إذ كان يسعى إلى إيصال الحقيقة الكاثوليكية لهؤلاء “الكفرة القابعين في ظلام وعتمة الموت”. وعلى الرغم من أنه قد أتى إلى ذلك المكان كمدير كاثوليكي، إلا أن هدفه كان ليتحقق أكثر من خلال تحوله إلى “مبشر للهنود الحمر”. وكانت الظروف والأجواء سانحة لذلك.
“التّمدين” بدلاً من الإبادة
في أعقاب الحرب الأهلية، كان الناس في الولايات المتحدة قد أرهقهم القتال ـ وكذلك كان حالهم في التعامل مع السكان الأصليين. من هنا طالب دعاة الإنسانية وممثلو الكنائس بانتهاج سبيل أقل عنفاً مع هؤلاء السكان. وكان الهدف هو “تربية هذا الجنس البائس وغير المتمدن” من السكان الأصليين “وفقاً لتعاليم حضارتنا المسيحية العليا”، بحسب ما صرح به وزير الداخلية الأمريكي آنذاك. ولم يكن الأمر يُقصد به تحقيق قدر من المساواة، كما يوضح السيد مِنرات: “لم تكن هناك رغبة في إنشاء مجتمع من الصفوة، بل تنشئة خادمات، وموظفي مصانع، ومسيحيين صالحين، يُمكن أن يستفيد المجتمع منهم”.
هنا ساهمت الكنائس بكل طوائفها: فالمحميّات، التي كدس بها الفرسان تلك القبائل المختلفة المهددة بالإعدام، جرى توزيعها على مختلف المنظمات التبشيرية. وقد حظي أنجح المبشرين في المنطقة بأعداد إضافية.
والمهم هنا هو معرفة: أن “السياسة السلمية” لم تكن من قبيل التراجع عن إبادة السكان الأصليين، بل إن الدولة الأمريكية قد راهنت بهذا الفصل الأخير على إبادة لغتهم وثقافتهم ومعتقداتهم الروحية. واليوم يُطلق على مثل هذه الممارسات مصطلح الإبادة العرقية. فمثل هذه البرامج تعتبر نمطية بالنسبة للاستعمار الذي اصطبغ بالطابع الاستيطاني، والذي يُمكن مُعاينته أيضاً في كل من استراليا ونيوزيلندا.
“حيث يبدو الأمر في أوله مثالياً للغاية ـ إذ يصل المستوطنون إلى منطقة ما، ولا يحتاجون سوى إلى مساحة محدودة من الأرض، فيبدأ السكان الأصليون في النزوح قليلاً، ويتعايش الجميع. ولكن في وقت ما يبدأ المستوطنون في استخدام الأرض ـ ويصبح السكان الأصليون فجأة عائقاً. وهنا تظهر إمكانيتان: إما الإبادة أو إعادة التأهيل”. وممَّا يميز الاستعمار الاستيطاني أيضاً، أن المستوطنين لا يحملون بالضرورة نفس جنسية الدولة المُستعمِرة. ومن هنا تظهر عدة إمكانات أمام أناس من جميع أنحاء المعمورة، للمشاركة ـ طالما كانوا منتمين إلى إحدى الأجناس التي تعتبر متفوقة. وهذا ما مَكَّن مارتي أيضاً من لعب دورٍ هامٍ. إلا أن مِنرات يحذر من الإدانات أحادية الجانب، ويقول: “لا يجب أن يكتفي المرء بنقد متسرّع للكنيسة: فهذه البرامج أطلقت في المقام الأول بمبادرة من الدولة نفسها. ولقد افترض رجال الكنيسة أنهم يقومون بعمل خيّر؛ فمساندتهم للسياسة الجديدة كان يعني إنقاذ هؤلاء الناس، على الأقل جسدياً”.
محاولات مارتي للتمدين
في خضم بحثها عن مبشرين، تواصلت رئاسة “مكتب الإرسالية الكاثوليكية الهندية” التي تأسست عام 1874 مع مارتي، الذي رأى حينها أنه قد حصل أخيراً على فرصة ليسير في الطريق الذي حلم به. وفي عام 1876، وبرغم وظيفته كقسيس لدير سان ماينراد، آثر مارتي الرحيل كي يكرس نفسه لتبشير “شعب السيو” في محمية ‘ستاندينغ روك’.
وصحيح أن مارتي قد أعرب بانتظام عن رفضه لسياسة العنف ضد السكان الأصليين، وكان على وعي بأن استراتيجية الولايات المتحدة هي التي جعلت من أفراد السيو الذين قابلهم “عاطلين وكسالى وشحاذين”. إلا أنه قد رأى أن ثقافتهم رجعية ولا تستحق الحفاظ عليها. لذلك فقد خطط في البداية، إلى تقسيم الأراضي، لتوزيع السكان الأصليين على المزارع الأوروبية.
أدرك مارتي مبكراً أنه عليه التركيز في عمله على الأطفال: إذ بدوا له أنهم أكثر مُلاءمة للتمدّن من الكبار. لكن هذا كان يستوجب في البداية عزلهم عن آبائهم. فتعليم الأطفال من السكان الأصليين لن يُجدي نفعاً “إذا ما سُمح لهم بالعودة ولو على فترات غير منتظمة إلى أسرهم غير المتمدنة، حيث الشر الذي لم يُقتصّ من جذوره”. فقد كان الهدف إذن هو عزل هؤلاء الأطفال حتى يصلوا إلى سن البلوغ، كي يتمكنوا في ذلك الحين بدورهم من تأسيس أسر خاصة بهم، بصفتهم كاثوليك صالحين. وفي عام 1876، قام مارتي بالاشتراك مع “شعب السيو” ببناء مدرسة داخلية، وجعلهم بهذا ـ كما أصاب مِنرات فيما كتبه ـ “يحفرون قبور ثقافتهم بأيديهم”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكثير من الأهالي ائتمنوا مارتي ومُساعديه على أبنائهم طواعيةً، وذلك للحيلولة دون نقل الأطفال إلى المدارس الداخلية العسكرية الكائنة خارج المحميات، حيث كانت احتمالية موتهم عالية للغاية.
فقبل مجيء مارتي، قامت الولايات المتحدة بنقل أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية توجد خارج المحميات، إذ كان الهدف هو محو ثقافتهم الأصلية ـ فلقد كانت هذه المدارس الداخلية جزءً لا يتجزأ من “السياسة السلمية”. وقد لقى الكثير من هؤلاء الأطفال حتفهم: ففي غرف النوم كانت الفيروسات والبكتيريا ترتع، وكانت كل مدرسة داخلية لديها مقبرة خاصة بها ـ حيث دفن في مدرسة كارليسل الداخلية وحدها 190 طفلاً. أما في المدارس الكاثوليكية التي كانت تحت إدارة مارتي، فقد كانت الظروف أقل عسكرةً، كما سُمح للأطفال بالتحدث بلغتهم الأصلية. ولم يكن هذا من قبيل احترام ثقافة الأطفال، بل رغبة في رفع كفاءة الإرسالية: إذ ساد الاعتقاد بأن تعلم الانجيل باللغة الأم سيتيح له فرصة أكبر للتسلل إلى النفوس. ولكن هنا أيضاً تم قص شعورهم الطويلة مباشرة بعد وصولهم، واستُبدلت ملابسهم التقليدية بزي أبيض اللون.
إن التدريس في غرف مغلقة وحده كان بالتأكيد تغييراً راديكالياً بالنسبة للأطفال.
ويرى مانويل مِنرات في هذا الشأن أن الأطفال قد جاؤوا من عالم استُخدمت فيه دورات الطبيعة ومسارات الشمس والنجوم كنقاط ارتكاز لفهم ما يدور حولهم، لينتقلوا بعدها إلى بيئة يسودها الشكل التربيعي: “مناضد مربعة، وأسِرَّة، وأبواب، وحيث تُستبدل الغابة بحديقة منسقة ذات أصص مربّعة الشكل: لقد كان هذا وحده اغتصاباً للروح الهندية”.
الضرب والإهانات
في سياق متصل، كان التعامل مع الأطفال في المدارس الداخلية الكاثوليكية يسير وفق النهج المتبع في المدارس الداخلية الأوروبية والذي كان يُعتبر وحده النهج المعتمد حتى بداية القرن العشرين: “فكل ما كان يناقض المفهوم البرجوازي للمجتمع، كان يستوجب التحقير”، على حد قول السيد مِينرات. لقد كانت المدارس الداخلية تُدار من خلال أصول ما يُعرف بعلم التربية السامة أو القمعية ـ حيث الالتزام الصارم بالجدول اليومي، وتعرض الأطفال للحبس، والضرب والإهانة. “خاصة في المدارس المسيحية كان يُنظر لهذا الأسلوب من التربية على أنه مباح، ذلك لأنهم كانوا يقولون إن من يُعاقب في الحياة الدنيا، فإن ذلك سيكفر عنه سيئاته في الآخرة. كما أن تعذيب الجسد كان – بهذا المفهوم – يُعفي الروح من آلام أكبر في نار جهنم”. وفضلاً عن العمل والعقاب، فإن المدارس الكاثوليكية كانت أماكن للعبادة: فقبل الدراسة المفروضة رسمياً، كانت تقام الصلوات الجماعية، مِمَّا كان يجعل اليوم الدراسي بها يبدأ في وقت مبكر أكثر منه في المدارس الأخرى.
“اقتل الهندي وأنقذ حياة إنسان”، كان هذا هو شعار “السياسة السلمية” ـ إلا أنه لم يكلل دائماً بالنجاح. لقد كانت الأمراض مشكلة أخرى في المدارس الداخلية الكاثوليكية، وفي كثير من الأحيان كان الأطفال يلقون حتفهم. لكن الهدف لم يكن إنقاذ الإنسان، بل إنقاذ الروح، مثلما ظهر هذا جلياً في حادثة فجة، وقعت حوالي عام 1890 في محمية روزباد: حيث اقتحم أبٌ من السكان الأصليين المدرسة الداخلية التابعة لإرسالية سان فرانسيس متأثراً بوفاة ابنه، وحمل جثمان هذا الابن إلى البيت حتى يتمكّن من دفنه هناك على الطريقة التقليدية ـ وهو الأمر الذي رأته الراهبة عملاً بشعاً، إذ كان هذا يعني أن الروح الكاثوليكية للطفل قد ذهبت هباءً. وبالتالي قُبِض على الأب وصُودر جثمان الطفل، ليُدفن على الطريقة الكاثوليكية.
ختاماً، حينما توفى مارتي عام 1896، كان ستة آلاف شخص من “شعب السيو” قد أصبحوا كاثوليكيين، ولهذا اعتبر واحداً من أنجح المبشرين في الولايات المتحدة. ولكن هل حققت سياسة التّمدين بذلك نجاحاً؟ يُشكك مانويل مِنرات في هذا الأمر ويقول: “بالطبع، اليوم أصبح جزءٌ كبير من شعب داكوتا كاثوليكياً و’متحضرا’. لكن المدارس الرسمية التي جمعت الأطفال من شتى القبائل مع بعضهم البعض، قد ساهمت في نشأة حركة شاملة في صفوف الهنود الحمر. وقد مكنهم تعلمهم للقراءة والكتابة من تعزيز ثقافتهم وتحويل المحميات إلى أوطان لهم. وعلى الرغم من أن الكثيرين قد عانوا وضحوا بحياتهم، ولكن بالقياس للهدف الذي من أجله مُورس التطهير العرقي، وهو محو كل ما هو أصلي في هؤلاء البشر – من حيث اللغة، والروح الدينية، وزينة الريش التقليدية، والغليون المقدس ـ فإن التطهير العرقي يُعتبر قد فشل”.
صدرت سيرة حياة مارتين مارتي بقلم مانويل مِنرات عام 2016 تحت عنوان “الثور الجالس، قصة شعب السيو الكاثوليكي”. وفي عام 2020، نُشر كتاب آخر بعنوان “تحت أضواء القطب الشمالي: هنود حمر من كندا يحكون عن أوطانهم”، تناول قصة السكان الأصليين في شمال أمريكا، وتميّز باستشهاده بتقارير نُقلت عن شهود عيان.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.