توجّـه مغربي للإستفادة من التجربة السويسرية في مجال التكوين الفندقي
لا تشكل السوق السياحية السويسرية بالنسبة لقطاع السياحة المغربي من الناحية العددية سوى 70 ألف سائح سنويا، لكنها تظل "مهمة من حيث القيمة المضافة للسائح السويسري"، حسب تقديرات وزير السياحة المغربي.
في الأثناء، فتحت الزيارة التي أداها المسؤول المغربي مؤخرا إلى جنيف (بمناسبة اختيار بلده ضيف شرف للدورة الأخيرة لمعرض الكتاب) آفاق تعاون جديد في مجال التكوين السياحي بالإشتراك مع معهد لوزان الشهير.
وبالفعل، شارك الوزير لحسن حداد ضمن الفعاليات التي نظمها المغرب بوصفه ضيف الشرف لعام 2012 في معرض الكتاب والصحافة بجنيف الذي انتظم في الأسبوع الأخير من شهر أبريل 2012.
وبالمناسبة، كان لقطاع السياحة المغربي حضور ملحوظ إلى جانب قطاعات النشر والثقافة والتراث والحرف التقليدية لأن السائح السويسري الذي يزور المغرب الأقصى “يحاول دوما الربط بين سياحة الإستجمام والسياحة الثقافية”، مثلما يشرح الوزير المغربي في حوار خص به swissinfo.ch على هامش معرض الكتاب.
swissinfo.ch: ما هي دوافع حضور القطاع السياحي المغربي في معرض دولي للكتاب والصحافة؟
الوزير لحسن حداد: هذه مناسبة هامة للتواجد المغربي لأن المغرب يتواجد ليس فقط كثقافة بل أيضا كوجهة، وقبلة، كبلد. لذلك نحن هنا لتقديم صور من المغرب تعكس الثقافة ما هو علمي منها وما هو شعبي، ما هو مكتوب وما هو شفهي، والتراث المكتوب والتراث المعماري والصناعات التقليدية. إذن أوجه متعددة من الثقافة المغربية الغنية المتواجدة في مختلف مناطق المغرب. ونحن هنا للتعريف بهذا التنوع.
وبالنسبة لوزارة السياحة، فإن التعريف بهذا التنوع هو بمثابة جلب اهتمام الكثير من الزوار. لذلك هناك تواجد لممثلي بعض الفنادق وبعض الوجهات السياحية المغربية، لأن الثقافة أساسية بالنسبة للسائح وبالخصوص بالنسبة للسائح السويسري الذي لا يتوجه إلى وجهة معينة من أجل الإستجمام فقط، بل أيضا لتلبية بعض الفضول الفكري والثقافي. لذلك نحن هنا من أجل الإستفادة من هذا الفضول ومحاولة ترجمته إلى سفر سياحي للمغرب.
هذه السوق السياحية السويسرية، ما هي أهميتها بالنسبة للقطاع السياحي في المغرب؟
الوزير لحسن حداد: السوق السويسرية صغيرة، ولكنها مهمة. فهي صغيرة لكون حوالي 70 ألف سائح سويسري يختارون المغرب سنويا كوجهة، ولكنهم سواح لهم قيمة مضافة عالية جدا لأنهم ينفقون أكثر من غيرهم، إضافة إلى أنهم سواح منتظمون ولهم اهتمامات مهمة جدا يتجاوب معها العرض السياحي المغربي.
أعتقد أنه بإمكاننا الوصول بالنسبة لسويسرا إلى 100 ألف سائح سنويا على المدى المتوسط وأكثر من ذلك على المدى البعيد. لذلك نحن بصدد إعداد خطة واستراتيجية جديدة من أجل تحسين التسويق والترويج. وما هو مهم بالنسبة للسياح السويسريين هو أنهم أوفياء للوجهات السياحية المغربية، وهذا ما نحاول الحرص على استمراره.
ما هي الخطوات العملية التي تعتزمون القيام بها لدعم هذه الإستراتيجية وجلب المزيد من السياح السويسريين؟
الوزير لحسن حداد: هناك لقاءات مع مروجي الرحلات سواء في الجانب الروماندي (أي المتحدث بالفرنسية) أو الأنحاء (المتحدثة بـ) الألمانية من البلاد، ومع مهنيين ومسؤولين من قطاع السياحة في سويسرا، لندعم الجهود التي يقوم بها المكتب المغربي للسياحة، خصوصا المندوبية المتواجدة بزيورخ التي ستحصل على دعم معنوي وكذلك مادي من أجل الإستمرار في عملها وإنجاح هذه الخطة.
وبالإضافة إلى اللقاءات التي سأجريها في جنيف هناك لقاءات في مدينتي برن ولوزان من أجل التعريف بالوجهة السياحية المغربية والإجابة على بعض التساؤلات أو التحديات التي تُطرح والتي من مهام وزير السياحة محاولة تذليلها.
من المطالب المطروحة لدعم الرواج السياحي بين سويسرا والمغرب، تعزيز عدد الرحلات الجوية بين البلدين، فهل من جديد في هذا الميدان؟
الوزير لحسن حداد: الرحلات الجوية مهمة جدا بالنسبة للقطاع السياحي. ولكن ما هو أساسي هو أن سويسرا ليست بعيدة عن المغرب إذ لا تفصل بينهما أكثر من ساعتين ونصف. وفي مجال الرحلات هناك الخط اليومي الرابط بين جنيف والدار البيضاء. وهذا يمكن استعماله في رحلات رجال الأعمال بالنسبة للدار البيضاء وحتى بالنسبة لأنواع أخرى من الرحلات باستعمال الحافلات لوجهات مثل مراكش وغيرها. كما أن هناك خطوطا أخرى تقوم برحلات من زيورخ الى مراكش ومن جنيف الى مراكش عبر شركات الطيران المنخفضة الأسعار.
ونحن بصدد العمل من أجل أن يكون هناك رواج أكثر للطيران من مدن سويسرية إلى وجهات مغربية مهمة مثل فاس أو مراكش او أغادير أو الصويرة.
من المعروف أن سويسرا تتوفر على مراكز تكوين رفيعة في مجال الفندقة والسياحة. هل هناك مشاريع تعاون بين البلدين في هذا المجال؟
الوزير لحسن حداد: نحن الآن في إطار شراكة مهمة جدا حيث ستساعدنا المدرسة الفندقية بلوزان المشهورة على المستوى العالمي في بناء مدرسة عالية للفندقة في مراكش. فنحن في اتصالات مستمرة وقد تم إرسال بعثات. ونحن في نهاية المطاف من أجل وضع دفتر التحملات (أي كراس الشروط). وسأزور بهذه المناسبة المدرسة من أجل تقديم بعض الأجوبة على أسئلة قد تكون مطروحة من قبل أصدقائنا في لوزان، إذ نعتمد على التجربة السويسرية في ميدان التكوين ونريد أن نستعملها في هذا الإطار.
متى يُنتظر أن يُجسّد هذا المشروع على أرض الواقع؟
الوزير لحسن حداد: هو مشروع مبرمج للقريب العاجل. وأظن أنه سيكون جاهزا من أجل مباشرة عمله في عام 2014 أو 2015. وسترافقنا مدرسة لوزان في اعتماد البرامج، وتدبير التكوين ووضع الآليات الأساسية من أجل (إقامة) هذه المدرسة في المغرب.
في تصوراتها لآفاق السياحة في المغرب في حدود عام 2020، راهنت السلطات المغربية على السياحة المستدامة وعلى دعم إمكانيات المغرب لكي يحتل المرتبة العشرين ضمن الأوائل في القطاع السياحي في العالم.
للوصول إلى ذلك الهدف، يُشدد المغرب على التمسك بالأصالة، والتنوع ، وجودة الخدمات، ومراعاة التنمية المستدامة.
من المقرر أن تعمل الجهات المسؤولة عن القطاع على تطوير ست وجهات سياحية إضافة الى الوجهتين المستقبلتين حاليا لأكبر عدد من السياح أي مراكش وأغادير.
في السياق نفسه، يعتزم المغرب تعزيز العروض الثقافية، وسياحة الإستجمام بشقيها المتوسطي والأطلسي.
بلغة الأرقام، يهدف المغرب إلى رفع حجم الأسرة الى الضعف من خلال بناء منشآت إقامة بسعة 200 الف سرير، إضافة إلى استقطاب حوالي مليون سائح جديد من البلدان ذات الإقتصاديات الصاعدة، والترفيع في حجم السياحة الداخلية بحوالي ثلاثة أضعاف.
من جهة أخرى، يهدف القطاع ما بين 2011 و 2020 إلى إيجاد حوالي 470 الف موطن شغل وتشغيل حوالي مليون مغربي، ومضاعفة حجم الدخل السياحي لكي يصل إلى 140 مليار درهم مغربي في حدود عام 2020.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.