جسرٌ للتواصل والإنفتاح على الجمهور السويسري والأوروبي
سعيا منها لإيصال السينما العربية إلى الجمهور السويسري، ولبناء جسر التواصل الثقافي بين العرب وأوروبا، تنظّم جمعية الفيلم العربي بزيورخ، بعد تجربة "ليالي الفيلم العربي" التي تواصلت منذ 2009، أوّل مهرجان دولي للفيلم العربي بزيورخ في الفترة الفاصلة بين 16 و25 نوفمبر 2012.
للوهلة الأولى، يبدو برنامج الدورة التي تحتضن فعالياتها قاعة “فيلم بوديوم زيورخ”، التي تعتبر “شريكا ومساهما فعالا بالتخطيط والتنفيذ لهذا المهرجان” بحسب رشاد القنواتي (عضو مؤسس)، ثريا ومتنوعا وممثلا للفن السابع العربي من الصحراء الغربية وحتى المملكة الاردنية مرورا بمصر والعراق والجزائر ولبنان.
الدورة تحظى أيضا بدعم ورعاية من عدة مؤسسات في سويسرا كالوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية، ومؤسسة ميغرو للثقافة، ومؤسسة تريغون المتخصصة في توزيع أفلام بلدان الجنوب، فضلا عن دعم مؤسسات اقتصادية خاصة، وتشجيع من مجلس السفراء والقناصل العرب المعتمدين بسويسرا.
أفلام متنوعة
يحتوي برنامج هذا المهرجان الأوّل من نوعه بزيورخ على باقة متنوعة من الأعمال الفنية من حيث الموضوع المطروح والشكل الفني الذي يستخدم في عرضه فضلا عن توزّعها الجغرافي مما يجعل منه بحسب البيان الصادر عن إدارة المهرجان “بانوراما صغيرة للفيلم العربي” تبدأ من الصحراء الغربية بمشاركة فيلم “ولاية” الذي يقدّم للمتابعين “صورة آسرة عن الحياة غير المستقرة لشقيقتيْن في مخيم للاجئين” الصحراويين.
من المغرب أيضا، تشارك المخرجة ليلى كيلاني بفيلم “فوق اللوح”، الذي يصوّر “حياة فتيات مغربيات عاملات في مصنع بطنجة، وهنّ يعانين من فقدان الامل في حياة أفضل”. كما يتضمّن البرنامج فيلما بعنوان “يدير” يسلّط الضوء على صراع يشقّ منطقة المغرب العربي ككل، ويصوّر طفلا تتجاذبه لغتان، لغّة عائلته الأمازيغية التي يستخدمها في البيت، واللغة العربية الرسمية التي يتعلمها في المدرسة.
أما من بلدان المشرق العربي، فتسجّل السينما المصرية حضورها من خلال عدّة أفلام قصيرة من بينها شريط “القاهرة 678″، الذي يعالج قضية التحرّش الجنسي في الحياة اليومية، وينتهي إلى نفي المسؤولية عن المرأة في انتشار هذه الظاهرة المرضية. ودائما في ارتباط بموضوع المرأة، يتناول فيلم “الشرطية” من الأردن، وضع شابة تعمل شرطية في العاصمة عمان والصراعات التي تخوضها ضد تقاليد الأسرة، والمضايقات في مجال العمل.
أخيرا، سيتمكن زوار المهرجان كذلك من مشاهدة العديد من الأفلام من لبنان والعراق وهي أعمال هادفة تتناول بالنقاش أوضاع الأطفال زمن الحروب، وظاهرة الإختفاء القسري، والحياة في السجون، والحروب الأهلية، وهي ظواهر باتت اليوم جزءً من الحياة اليومية في معظم أنحاء العالم العربي.
نشأت فكرة هذه الليالي السينمائية العربية، وهي التجربة التي مهّدت لولادة “المهرجان الدولي للفيلم العربي بزيورخ”، من شعور مجموعة من المثقفين والنشطاء العرب والسويسريين بالحاجة للمساهمة في تنشيطٌ التبادل الثقافي العربي السويسري للدفع بعجلة التفاهم الى الأمام وخاصة في ظل ما تموج به المرحلة من مشاحنات حول الدين، والتطرف، والإرهاب، واستمرار الجدل حول دور المرأة في المجتمع العربي.
مثلت “ليالي الفيلم العربي” محاولة لإيصال صورة أخرى عن العرب إلى الجمهور السويسري مغايرة عن الصورة التي عادة ما تروّجها وسائل الإعلام المحلية والغربية عموما.
وفِّـرت التظاهرة أيضا مجالا للنقاش مع المخرجين العرب المدعُـوّين، كما اقترنت بإقامة أمسية ثقافية موسيقية بالعربية والألمانية، تُـقدَّم فيها المشروبات والمأكولات الشرقية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.