فيلم سويسري يفوز بجائزة مهمة في “مهرجان الجزيرة” بالدوحة
فاز الفيلم السويسري "اسمي الملح" My Name is Salt بالجائزة الكبرى للأفلام المتوسطة (30-60 دقيقة) في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية، الذي استمر من 26 إلى 29 نوفمبر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.
أخرجت الفيلم الباحثة الإجتماعية فريدة باتشا، وهي سويسرية من أصل هندي، وصور لقطاته لوتز كونرمان Lutz Konermann (زوجها السويسري وهو من زيورخ) فيما قامت بالمونتاج كاتارينا فيدلر Katharina Fiedler. يعتمد هذا الفيلم الوثائقي على قلة التعليق ويُركز بالدرجة الأولى على انسياب الصور، المُعبرة عن واقع اجتماعي فريد في صحراء الرّنّ (بتشديد الراء والنون) جنوب الهند، التي تنتهي عند شط العرب.
ففي كل عام يتنقل سنابهاي مع أسرته إلى موقع السباخ، التي تقدر مساحتها بخمسة آلاف كيلومتر مربع، بعدما ينحسر ماء البحر عنها، ويقضي هناك ثمانية أشهر. ومع مجيء الأمطار والرياح الموسمية تُغادر الأسرة المكان قبل أن تطمر مياه البحر السبخة. وتشكل رحلة أسرة سنابهاي نموذجا لآلاف العائلات التي تنزح بشكل دوري نحو الصحراء القائضة لجمع الملح في ظروف قاسية، من أجل الظفر بأنصع الأملاح بياضا في العالم.
وقد استفادت صاحبة الفيلم من دراستها علم الإجتماع والانثروبولوجيا في مومباي ثم دراسة السينما في جامعة ألينوا الجنوبية، حيث حصلت على الماجستير، لتصنع عملا مُتميزا حصد عدة جوائز عالمية، رغم أنه فيلمها الطويل الأول (58 دقيقة).
فريدة باتشا
ولدت سنة 1972 في مومباي بالهند. درست علم الإجتماع والانثروبولوجيا في مسقط رأسها
تحصلت على ماستر السينما من جامعة كاربونديل بولاية ألينوا الجنوبية بالولايات المتحدة.
حازت على الجائزة الأولى لمهرجان الفيلم الهندي بشريطها “المحافظون على الأصول” The Seedkeepers
تعيش حاليا في زيورخ حيث أخرجت مع زوجها المُصور Lutz Konermann فيلم “اسمي الملح” ونالت به الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم الوثائقي بأمستردام، فيما حصد كونرمان جائزة أفضل صورة في مهرجان الأفلام الألمانية.
عودة إلى سينما الحقيقة..
في لقاء خاص مع swissinfo.ch، لخص شاكر العيادي عضو لجنة التحكيم الدولية في مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية والأستاذ في كلية الإعلام بجامعة قطر الميزات التي جعلت لجنة التحكيم تُسند الجائزة الأولى للأفلام المتوسطة إلى هذا الفيلم السويسري في ثلاث ميزات هي:
أولا أنه يمثل نوعا من الأفلام لم يعد السينمائيون يصنعونها منذ سنوات، وهي فئة سينما الحقيقة التي ازدهرت في ستينات القرن الماضي، وثانيا أنه فيلم شاعري، فالطبيعة طاغية في ثنايا صوره واللقطات بطيئة والصور هادئة، على عكس إيقاع الأفلام السريعة المنتشرة اليوم. أما الثالثة فهي الموضوع المتسم بالجدة والطرافة، خاصة أن المخرجة عاشت مع هؤلاء الفقراء ثمانية أشهر ووصفت مثابرتهم وإصرارهم على إنتاج الملح الأكثر بياضا، لتُهدي لنا في الأخير عملا فريدا، من دون أن تتدخل بالتعليق أو الشرح.
أضاف العيادي “هناك أفلام كثيرة تُركز على أشخاص مهمين لأنهم مؤثرون في التاريخ، أما أولئك المسحوقون في صحراء الرّنّ، فلا أحد يلتفت إلى أوضاعهم، لا سيما أن الأمطار إذا اجتاحت الصحراء أحيانا تنسف ما بذلوه من جهود طيلة أشهر”. بهذا المعنى فنحن بإزاء عمل دقيق يخضع لقواعد صارمة من أجل الوصول إلى النتيجة المنشودة، وهو ما نجحت المخرجة في إبرازه بصور جميلة وإن بدا نسقها بطيئا، لكنه في نظر المتخصصين والنقاد ميزة من ميزات الفيلم.
هكذا تضعنا المخرجة في أجواء الترقب والقلق حيث لا نعلم إن كانت الأسرة ستنهي عملها قبل اجتاح الأمطار وهبوب الرياح الموسمية أم لا، فيتداخل نفَس المشاهد مع إيقاع العمل ويصبح أحيانا نفسا لاهثا. غير أن الصور الناطقة والمشاهد الشعرية، مع تدرج الألوان الزاهية التي يلتقطها المصور، تُضفي بعدا جماليا خاصا على الفيلم.
مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية
مهرجان دولي رابط خارجيانطلق في الدوحة منذ 11 عاما وهو مخصص للأفلام التسجيلية فقط
يضم عدة مسابقات أما الرئيسية فهي مُوجهة للقنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج والمؤسسات الثقافية والإجتماعية والإعلامية، بالاضافة للمخرجين المستقلين الذين يتمتعون بخبرة سابقة.
تتوزع المسابقة الرئيسية على ثلاث فئات: مسابقة الأفلام القصيرة (ما دون 29 دقيقة)، ومسابقة الأفلام المتوسطة (من 30 إلى 59 دقيقة)، ومسابقة الأفلام الطويلة (60 دقيقة فما فوق)
تميزت الدورة الحادية عشرة بحضور إسبانيا بأكبر عدد من الأعمال السينمائية (17 فيلما)، تلتها الصين (16 فيلما).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.