مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الطموحات العالمية لـمعرض “آرت بازل” تتأكد

Reuters

بعد أسابيع قليلة من إطلاقتة الأولى في هونغ كونغ، يفتح معرض آرت بازل للفنون المُعاصرة أبوابه في سويسرا، في دورته الرابعة والأربعين.

ومع آرت بازل – ميامي بيتش في عامه العاشر، تنظر swissinfo.ch إلى التوسع الحاصل في هذه العلامة التجارية ورؤية الخبراء إلى مدلولات هذا التغيير.

حينما استحوذ معرض “آرت بازل” على 60% من رأسمال معرض الفن الآسيوي “آرت هونغ كونغ” في يوليو 2011، قام بإدخال أسلوب الإدارة السويسري والخِبرات اللاّزمة إلى المعرض الناشئ، ليُجري فيه تَحَوّلاً جِذرياً.

وبالرغم ممّا تردّد من بُطءٍ في المبيعات، أثارت زيادة الدقّة في اختيار الأروقة الفنية وأسلوب العرض البهيج في فضاءات واسعة، أصداء عالية من الإشادة بالدَورة الأولى للمعرض، التي إمتدت لأربعة أيام، من 23 إلى 26 مايو 2013.

وفي تقييمه لهذا التوسّع، قال ديفيد سايلّين، المدير التنفيذي لشركة “أكسا آرت” (المتخصّصة للتأمين على المُقتنيات الفنية) في سويسرا لــ swissinfo.ch: “تعتبر مدينة هونغ كونغ رمزاً للحيوية والدِّيناميكية في الأسواق الآسيوية. لقد اتبَعنا عُملاءَنا حتى هناك”. وأضاف مُبدِياً إعجابه بالكَمّ الذي إحتلَّه الفن الآسيوي في المعرض، الذي تديره سويسرا: “إنه بمثابة نُقطة الإنطلاق إلى ثقافات مُختلِفة وأساليب مُغايِرة في النظر إلى الفنّ”.

ومن مُجمل أروِقة العرض الفنية الرائدة الحاضرة في معرض “آرت بازل – هونغ كونغ”، والتي بلغت 245 رِواقاً من 35 دولة (بالمقارنة مع 300 رِواق في معرض آرت بازل في سويسرا)، كان أكثر من نصفها ينتمي إلى القارة الآسيوية.

ويشمل هذا الرقم العديد من أروِقة الفن المعاصر، الأوروبية المتميِّـزة، مثل “غاغوسيان” (التي يملكها أخصّائي الرسوم الفنية لاري غاغوسيان) و”وايت كيوب” (التي يملكها تاجر الأعمال الفنية الإنجليزي جيري جوبلين) و”بيرّوتين” (التي يملكها تاجر الأعمال الفنية الفرنسي إيمانويل بيروتين) و”ليمان موبين” (لأصحابها ديفيد ليمان وراشيل لوبين)، والتي افتَتَحَت لها خلال السنوات الأخيرة فروعاً في في آسيا، فضلاً عن مُجمل القارة الهِندية وأستراليا. وكما أشار سايلّين: “لا يمكننا التأكيد بما يكفي على مدى أهمّية هذا السوق”.

ووِفقاً لكلير ماكاندرو، الخبيرة الإقتصادية في مجال الفنون، تنتج الصين لوحدها اليوم نسبة 25% من سوق الفن العالمي، مقارنة بـ 5% في عام 2006، و”هذه حقيقة اقتصادية”، كما علَّـق سايلّين.

يُعتبر معرض “آرت بازل” تشكيلة من الأحداث المختلفة تحت نفس العلامة التجارية. وتتضمّن الدورة الرابعة والأربعين (44) للمعرض، الأهم للفن المعاصر في العالم والمُقام في مدينة بازل السويسرية: معرض “آرت انليميتيد” (الفن غير المحدود) الذي يمثِّل منصةً لأعمالٍ فنية ضخمة سوف تضمّ هذا العام 79 عملاً، مشكّلاً بذلك العدد الأكبر من المشاريع المشاركة حتى الآن، ومعرض “آرت باركور” (رحلة الفن) وهي أعمال وعروض فنية شعبية لفنانين مشهورين ومواهب ناشئة، و”آرت فيتشرز” (ملامح الفن)، الذي يعرض مشاريع مُنسّـقة أو معارض موضوعية و”آرت بازل كونفرسايشنز” (محادثات آرت بازل)، وهي حلقات نقاش مع أعضاء بارزين في عالم الفن، ومعرض “آرت فيلم“، الذي يمثل البرنامج الأسبوعي لأفلام “آرت بازل” حول الفنانين ومن قِبَلِهم.

“أكثر رصانة وتأملاً”

من جهته، قال نيك سيمونوفيك، مدير فرع رِواق “غاغوسيان” للعروض الفنية في هونغ كونغ لـ swissinfo.ch: “كان كلّ جامعٍ للتّحف من آسيا حاضراً في هذا المعرض”. وبرأيه، كان الأمر سيكون مُشابِهاً مع جامعي التّحف الأوروبيين، لو تأخّر معرض البندقية الدولي “بينالي البندقية للفنون” لأسبوع واحد فقط (4 يونيو)، ولم يفتتِح أبوابه مبكّراً، هذا ناهيك عن معرض “آرت بازل”، الذي يعقبه مباشرة (من 13 إلى 16 يونيو).

ويرى سيمونوفيك أن “آرت بازل” من الجودة بما يفعلونه، إلى درجة أنهم جعلوا “تجربة المعرض تسير على نحو أفضل”، وقاموا باجتذاب مزيجٍ قوي من هُواة جمْع التّحف الفنية من الهند والصين واليابان وكوريا وأستراليا.

مع ذلك، أشار مدير فرع رِواق “غاغوسيان” إلى إفتقار هونغ كونغ إلى “جنون” بازل وميامي، التي يصِلها جامعو التّحف الفنية مُسَلَّحين بمعرفةٍ تُتيح لهم إنجاز مشتريات مُستهدفة منذ اليوم الأول، إن لم يكن في الساعات الأولى. وعلى حَدّ زعمه، فإن “جامعي التحف الفنية هنا، أكثر رصانة وتأمّلاً”، وهو رأي يُشاطره سايلين، الذي يُشير إلى أن تقدير الفنّ في آسيا مُختلف عنه في الغرب.

وكما يقول المدير التنفيذي لشركة أكسا آرت: “ستكون مراقبة تطوّر نظرتهم الفنية، أمراً مثيراً للإهتمام”، مُلَمِّحاً إلى إمكانية تأثير المفاهيم والحساسيات على بعضها البعض، في ظلّ ظروف التقاء الغرب مع الشرق الآن تحت مظلة “آرت بازل”.

المزيد

المزيد

رسامٌ عربي يُبدع لوحاته على ورق التغـليف

تم نشر هذا المحتوى على يمشي عبد الحي السبيتي مُـقوّس الظهر، السيجارة لا تفارق يده، وهو يتأبَّـط بعضَ لوحاتِه، باحثا في كل لحظة عن مصدر جديد للإلهام. درس السبيتي، المولود في عام 1963، في أكاديمية الفنون الجميلة في تونس، قبل أن يهاجر إلى سويسرا. في سن الرابعة والعشرين، تمكن من عرض أعماله في متحف الفنون بالعاصمة الفدرالية. وبفضل دعم فنانين…

طالع المزيدرسامٌ عربي يُبدع لوحاته على ورق التغـليف

فرصة للأرْوِقة الشابّة

مع وجود نوايا حقيقية لاقتحام سوق جديدة، حقّقت عدّة أروِقة فنية شابّة، قفزة نوعية مع التوسّع الآسيوي الجديد لمعرض “آرت بازل”.

وفي لقاء لها مع swissinfo.ch، قالت ألكسندرا شتيهلي، من رواق “ريبيرفونشتينغلين” Raebervonstenglin، التي يقع مقرّها في زيورخ والتي تعرض أعمالاً فنية جديدة، غالباً ما تكون في مواقع محدّدة ثابتة للفنانين الشباب: “كان توقيت آرت بازل – هونغ كونغ مِثالياً بالنسبة لنا. وقد تصبح مُجمل المنطقة الآسيوية مهمّة جداً بالنسبة لما نقدِّمه من فن”.

وتصف شتيهلي مُستمتِعة كيف لو كان زوار المعرض توّاقين إلى فهم ما يقصده الفنانون في أعمالهم وطريقة إنجازهم للأعمال الفنية، ولاسيما التماثيل، حتى وإن لم يكونوا راغبين بالشراء. وكما تعترف: “لقد وجدت موقِفهم هذا مُنعِشا جداً”.

العلامة التجارية “آرت بازل”

على الرغم من وظيفته الرئيسية كسُوقٍ تجارية، إلّا أن معرض بازل الدولي للفن المُعاصر “آرت بازل”، طوَّر عبْر السنين مجموعة منوّعة من الأنشطة الهامشية، التي يُفترض أن تعكِس كافة مجالات الإبداع المعاصر.

ومع عودته مع هونغ كونغ، قال سيمون لامونيَر، الذي كان قد تولّى مسؤولية معرض “آرت انليميتيد” (فن بلا حدود) في “آرت بازل” لسنين عديدة، قبل توليه مقاليد الأمور في معرض الفن في جنيف “آرت جنيف”، إنه وجد كيفية تحوّل “آرت بازل” إلى علامة تجارية، لها هويتها المختومة المُهيْمنة في كل مكان، أمراً لافتاً للنظر، مثلها مثل العلامة التجارية الإيطالية “برادا”، عند إفتتاحها لمتجرٍ جديدٍ في أحد شوارع التسوّق الرئيسية.

مع ذلك، لاحظ الفنان والقَيّم السويسري كيف يبدو أن الجنسيات المُختلفة تعمل بشكل مُستقل عن بعضها البعض، ويشير إلى أنها “تعمل كعَوالم وطنية مُصغّرة”، حيث يبيع الأمريكان للأمريكيين، والصينيون للصينيين وصالات العرض الأسترالية للأستراليين.

ولكن، ألاَ يتنافى هذا مع الهدف من وراء معرض فنّي ذو طابع دولي؟ السؤال توجّهت به swissinfo.ch إلى فلوريان بيرختولد، مدير رِواق “هاوزر أند فيرت” Hauser & Wirth السويسري الشهير للفن المعاصر، الذي يمتلك صالة عرض في زيورخ، وصالتين في كل من لندن ونيويورك، فأجاب: “في السوق العالمية، تتطلّب قراءة فنّ الطرف الآخر، بعض الوقت. ولكن عندما تدخل العلامة التجارية “آرت بازل”، فإنها تخلُق تواصُلاً وقوة إعلامية أكبر بكثير، كما أنها تجتذب المزيد من الفضول”.

بيرختولد يرى أن أهمية المعارض الفنية زادت بشكل ملحوظ على مدى السنوات العشرين الماضية، ويقول: “تعتبر المعارض الفنية مِنصّات عرض جذّابة يلتقي فيها ممتهنو الفن، لتسليط الضوء على أمور هامّة من جهة، ولمديري المتاحف والصحفيين لاكتشافها، من جهة أخرى. كما أنها أماكن لمُراقبة الجماهير المحلية أيضاً”.

وفي سياق توضيحه للأسباب التي دعت برواق “هاوزر أند فيرث” للمشاركة في جميع دورات “آرت بازل” والأحداث الدولية المرموقة الأخرى، بالرغم من إرتباطاته الواسعة بعملاءٍ دوليين، يلاحظ بيرختولد أن “المعارض الفنية تولِّـد ضجّةً وطاقة”. واليوم، هناك ما يكفي من المعارض الفنية ومعارض البينالي (التي تُقام مرة كل سنتين)، لملء تقويم سنوي.

معارض بديلة موازية

على الجانب الآخر، تُعاني العديد من الأروِقة الفنية، نتيجة افتقادها للوسائل اللاّزمة للمشاركة، حتى وصل الأمر ببعضها إلى الإختفاء تماماً، كما حدث مؤخراً في لوزان، عندما تخلّـت صالة العرض المُحترمة “لوسي ماكنتوش” عن نِضالها بعد تسع سنوات.

ولا تستطيع بعض الأروِقة الفنية الأخرى الوصول إلى مِنصّات العرض الرسمية، على الرغم من محاولاتها المتكرّرة. ومن بين كل ثلاثة أروقة مترشّحة، لا ينجح سوى أقل من رِواقٍ في الوصول إلى مستوى “آرت بازل”. ونتيجة لذلك، تُقام في بازل وبشكلٍ متوازٍ، أعدادٌ من المعارض البديلة في نفس التواريخ، من 10 إلى 16 يونيو.

ومع استعدادات الدورة الرابعة والأربعين (44) للإنطلاق بأهمِ معرض للفن المعاصر في العالم، يبقى السؤال ما إذا كانت “آرت بازل” ستفقِد من قوّتها، نتيجة إلقاء شِباكها في أبحُر بعيدة، أم أنها على العكس من ذلك، ستُعزِّز من مكانتها الكونية، جاعِلة البقاء على قيْد الحياة أمراً أكثر صعوبة للأروِقة المُغامرة الشابة.

تعني عملية الإختيار الصارمة، انتقاء 300 رِواق فنّي من مجموع 1000 رِواق مُترشّح للعرض في “آرت بازل” كل عام. وللإستفادة من تركيز الجماهير المهتمة بالفن الدولي في الأسبوع الرسمي لافتتاح المعرض، تُقام معارض موازية ومتخصصة في نفس الوقت.

معرض “ليست” في عامه الثامن عشر

كان الهدف من إنشاء معرض “ليست” Liste (القائمة)، هو تسليط الضوء على الأروقة الفنية التي لا يزيد عمرها عن الخمسة (5) أعوام وتقديم فنانين تقِل أعمارهم عن الأربعين (40) عاماً.

ومع أن القوانين أصبحت أكثر مرونة اليوم، تمّ الإحتفاظ بـ 66 رواق فقط من بين أكثر من 300 متقدّم لهذا العام. وحيث أن لجنة التحكيم مكوّنة من القَّيمين، أصبح الإختيار مفاهيمياً، أكثر مما هو عليه بالنسبة للمعارض الموازية الأخرى.

معرض المشروع المنفرد

تم إنشاء هذا المعرض في ملعب “سانت جاكوب” الرياضي في بازل من قِبل قاعة عرض باول كوسينيرز في أنتويرب (بلجيكا)، من أجل تسليط الضوء على أروقة عرضٍ أخرى قائمة بالفعل، معظمها في أوروبا. المعرض الذي يحتل موقعه في بيئة “كونكريتية” من الإسمنت المسلح، قد تبدو معادية للناظر، يؤثر في الواقع بشكل فردي. كما تجد الزيارة طريقها خلال متاهة من المعارض الفردية القوية.

“سكوب بازل” SCOPE BASEL

يقدِّم المعرض بعض القضايا الرئيسية، التي يتجنبها الجدول الحالي للأعمال الفنية العالمية، من خلال عرضه أعمالاً لفنانين رواد تقدمهم مجموعة من المعارض الدولية المختارة بعناية. وعلى الرغم من كونه حاضناً للأعمال الناشئة، إلا أن “سكوب بازل” اشتهر بأناقته ورصانته، ويضم 75 عارضاً في هذا العام.

“فولتا 9” VOLTA 9

يفضل هذا المعرض الفني المتطوّر للفن الحديث والناشئ في بازل، والذي ينظم عرضاً في نيويورك أيضاً، عروضاً لِفَنّانين فرادى أو لمفاهيم أكشاك تضم فَنّانين. وتضم دورة المعرض الحالية 74 رِواقاً من أوروبا والأمريكيتين والشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وشرق آسيا.

جوائز سويسرا للفن والتصميم

 تمثل هذه الجوائز الفدرالية المخصّصة لخرّيجي كليات الفن أو التصميم السويسرية، والتي تمنح للمرة الأولى هذا العام، مؤشراً مثيراً للإهتمام للإبداع السويسري.

  

“ديزاين ميامي” (تصميم ميامي) DESIGN MIAMI

 يُجسّد المعرض الراقي الذي يُقام مرّتين في العام، الأولى بالتزامن مع معارض “آرت بازل” في شهر يونيو، والثانية بجانب معرض “آرت ميامي” في ديسمبر، معرضاً لتصاميم أثاث القرن العشرين والحادي والعشرين والإضاءة والتحف الفنية، كما يجمع كل ما هو جديد في عالم التصميمات الداخلية والهندسة المعمارية.

جديد “ديبو بازل”

 تمّ توجيه الدعوة إلى ثلاثة عشر (13) مصمماً عالمياً لِعَرض أعمالهم إلى جانب لوحة فنية خاصة تُنَفَّذ موقعياً على ورقة بيضاء تصبح ملعب المصمّم، ويتحوّل فيها المصمّم إلى رسام يُعَبِّر بشكل عفْوي ومباشر عن الأفكار والإلهام والشعر والخيال، من خلال تكوين رسم ما. وبالنتيجة أصبح المعرض عبارة عن 13 معرضاً فردياً داخل مجموعة من المعارض.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية