“عزيزي السيد الرئيس”.. رسالة من فنان سويسري إلى رئيس مصر
قدم الفنان السويسري جان لوك ماركينا رسالة مفتوحة إلى رئيس مصر المنتخب، الدكتور محمد مرسي، وذلك من خلال معرض فني مصور، بعنوان: "عزيزي السيد الرئيس"، وذلك بدعم من المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهلفتسيا".
والمعرض عبارة عن مشروع وسائط متعددة، تم عرضه في أتيليه القاهرة، خلال الفترة من يوم الأحد 29 يوليو وحتى يوم الجمعة 3 أغسطس 2012 الجاري، يوميًا من الساعة التاسعة مساءاً حتى الواحدة صباحاً.
وتضمن العمل الفني مطبوعة وسلسلة من المقابلات، حيث عرض ماركينا بورتريهات (صور) لبعض الشباب والشابات المصريين خلال حياتهم اليومية، كما عرض مقاطع فيديو للمقابلات التي يتحدثون فيها عن أفكارهم حول الانتخابات، وأمنياتهم للمستقبل وتوقعاتهم من رئيسهم المنتخب. فمنذ بداية العام 2011 (في 25 يناير) قامت الثورة المصرية، فأظهر جيل الشباب – الذي يمثل أمل ومستقبل مصر- رغبة عارمة في التغيير إلى حياة أفضل وأكثر عدلاً.
وفي تعليقه على المعرض، يقول ماركينا متحدثا إلى swissinfo.ch: “أثناء إقامتي الفنية السابقة في القاهرة عام 2007، قمت بإنتاج بعض الأفلام القصيرة عن الناس الذين يعملون ويعيشون في الشوارع. أما هذا العام الذي شهد أحداثًا مثيرة ستؤثر كثيرًا على مستقبل المنطقة كلها فقد قررت أن أركز أعمالي الفنية على الشباب الذين يمثلون ما يقرب من ربع سكان مصر”.
تطوير التعليم وخلق فرص عمل
ففي 24 يونيو 2012، أرسل الفنان السويسري جان لوك ماركينا، رسالة إلى الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، قال في مقدمتها: “عزيزي السيد الرئيس: اليوم هو يوم عظيم، فقد أتمت مصر أخيرًا أول انتخابات رئاسية حرة نزيهة. (وأنا) كفنان سويسري، تمت دعوتي من قبل المؤسسة الثقافية السويسرية للإقامة في القاهرة خلال هذه السنة، مما أتاح لي فرصة نادرة لتهنئة سيادتكم كأول رئيس ينتخب بشكل ديمقراطي في مصر”.
ثم استطرد ماركينا في الحديث قائلاً: “قرأت تقرير التنمية البشرية في مصر لعام 2010، وقد فوجئت بالنمو الكبير الذي تشهده مصر في تعداد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 29 سنة. فعند وصول هؤلاء الشباب إلى سن النضج تواجههم صعوبات كثيرة، أهمها أن نصفهم لن يتمكن من قراءة هذه الرسالة بسبب المشاكل التي يعاني منها نظام التعليم الحكومي. كما تواجه الفتيات ربما صعوبات أكثر، حيث تمثل نسبة مشاركتهن في سوق العمل واحدة من أقل النسل في العالم. وربما أن 90% ممن يعانون من البطالة في مصر هم تحت سن الثلاثين. فإن المهمة العاجلة الأخرى، بعد تطوير التعليم، هي خلق فرص عمل أكثر وأفضل”.
دور سويسرا في إعادة أموال مصر
وتابع الفنان السويسري قائلاً: “إنني دومًا على يقين من وجود حلول مهما بلغت الصعوبات، فمن الأخبار الجيدة في 2011 أن قامت سويسرا بتجميد مبلغ 2600 مليون جنيه مصري، (2 مليار و600 مليون جنيه مصري)، في شكل أصول يمتلكها أفراد ينتمون إلى النظام السابق، بعد الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك في (11) فبراير عام 2011.
وتأمل الحكومة السويسرية حاليًا أن تتمكن من إرجاع هذه الأموال للشعب المصري، فمن الممكن أن تمثل هذه المبالغ “غير المتوقعة” من الدخل فرصة فريدة لاستثمارها في إصلاح التعليم وخلق فرص عمل من خلال معايير تحفيزية تتفادى التمييز بسبب النوع أو بسبب المحسوبيات.
إن تعميق إدماج الشباب في الاقتصاد الدولي بأجور مناسبة، سوف يمكنهم من الحصول على فرص جيدة للزواج وإنشاء أسر وبناء مستقبل لائق، كما سوف يساعدهم ذلك على المشاركة الفاعلة في المجتمع المدني”.
وواصل ماركينا حديثه قائلاً: “لقد أجريت الكثير من الحوارات وتجاذبت أطراف الحديث مع شباب في شوارع القاهرة، مما أتاح لي الفرصة للتعرف على كيفية قضاء أوقاتهم، والصعوبات التي تواجههم. (حيث) ينتظر هؤلاء المراهقون والشباب من سيادتكم كرئيس مصر الجديدة، الكثير من الخطوات لتغيير مصر، فهم يحتاجون إلى الأحلام والآمال، بالإضافة إلى نتائج ملموسة على ارض الواقع”.
الشباب.. في المرتبة الأولى
واختتم الفنان السويسري رسالته للرئيس المصري قائلاً: “في هذا اليوم العظيم أود أن أقدم لكم هذه البورتريهات (الصور) والكلمات لشباب وشابات يطلبون من سيادتكم أن تأخذوا مخاوفهم على محمل الجد. أدعو الله أن يحتل الشباب المصري المرتبة الأولى في أولوياتكم، فهم يشكلون القوة الهائلة والصادقة للوقوف خلفكم، ودعمكم لبناء عالم أكثر عدلاً. ليحفظكم الله ويمنحكم الإرادة والقوة لتكليل مهامكم بالنجاح”. (المخلص: جان لوك ماركينا).
يشار إلى أنه على هامش المعرض، قدم ماركينا أيضًا “مدرسة الفن المتنقلة”، وهو المشروع الذي كان نتاج مجموعة ورش عمل عن الفنون البصرية، صممها لأطفال الشوارع، والأطفال المهمشين بمجتمعات الغجر والمصريين في ألبانيا وكوسوفو عام 2010 – 2011، بدعم من مؤسستي “أرسيس” و”أرض البشر”.
يعتبر المكتب الإقليمي لبروهلفتسيا بالقاهرة هو أول مكتب للمؤسسة الثقافية السويسرية يتم إنشاؤه خارج سويسرا، وذلك في عام 1988. ويقدم المكتب نشاطات ثقافية في دول المنطقة العربية، كما يضع تفعيل الأنشطة الثقافية والتبادل الثقافي بين سويسرا وهذه الدول في أولوياته طويلة الأمد.
أنشأت الحكومة الفدرالية المؤسسة الثقافية السويسرية “بروهلفتسيا”، في عام 1939. وهي تكرس إمكانياتها للترويج للأعمال الثقافية التي تحظى بالإهتمام على المستويين الوطني والدولي. ويتم تمويلها بشكل كامل من المال العام.
يعتبر تزويد الفنانين وممارسي الثقافة السويسريين بأفضل الأجواء الملائمة للخلق والإبداع ونشر أعمالهم من أهم أهداف بروهلفتسيا، حيث يساعدهم ذلك على زيادة تأثيرهم على المجتمع في الداخل والخارج كما يؤدي إلى زيادة اللقاءات مع فنانين من بلدان أخرى.
تنفق المؤسسة 60% من أموالها على دعم المشاريع الدولية التي يقوم بها الفنانون السويسريون، كما تتبنى عمليات الإنتاج المشترك أو التبادل بين الفنانين السويسريين والفنانين من البلدان الأخرى، وخاصة تلك الدول التي يوجد بها مكاتب إقليمية لبروهلفتسيا.
يتم توجيه الأعمال الدولية لمؤسسة “بروهلفتسيا”، بواسطة الأهداف والأنشطة التالية: لقاءات وتبادل ثقافي، ونشر الثقافة والعمل من خلال شبكة العلاقات، والتمثيل الثقافي لسويسرا، والمساعدة في التغيير.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.